"افتحي الباب يا جدتي" سيناريو فيلم قصير عن حب كبير







1-   داخلي/ بهو البيت/ نهار
الجدة (السبعينية)، الحفيد
نسمع سيارة تتوقف عند الباب الخارجي، مدة ونسمع ركز خطوات تقترب. يعالج مفتاح قفل الباب ثم يفتح. من الخارج، تدخل سيدة سبعينية (الجدة) ويتبعها حفيدها متعجلا.
                                        السبعينية:
-         (بعد أن تدخل تلتفت إلى حفيدها تنتظره حتى يدخل ويغلق الباب ثم وهي تفتعل جدية على خلفية نظرة حب ورحمة تجاه الحفيد) ناصر يا بني، أريدك أن تتركني الآن...
الحفيد:
-         (مع رغبة جامحة في الكلام) سوف أتركك ولكن ليس قبل أن أطمئنك...
الجدة:
-         (مقاطعة ومكترثة) ناصر، إنني لا أسمعك..
الحفيد:
-         (وقد بدرت منه نظرة اتجاه الباب الخارجي المغلق، يرفع صوته عاليا جدا) جدتي، الدكتور يقول أن سمعك سوف يرجع إليك ولكن لابد من الآلة... الآلة سوف تساعدك...
الجدة:
-         (دون أن نعرف إن كانت قد سمعت ما قاله لها حفيدها، تتأمله، تنظر نحو الأرض ثم تدلف بهدوء إلى السلم)
الحفيد:
-         (يلحق بالجدة)
2-   داخلي/ فضاء السلم/ نهار
الجدة (السبعينية)، الحفيد
                                        الحفيد:
-         (وهو يمشي خلف جدته ملاصقا لها تقريبا ويتكلم عند أذنها) أمي تطلب منك أن تقيمي عندنا هذه الأيام، والطبيب ينصحك بأن تتوقفي عن قيادة السيارة، عليك أن تنتظري الآلة.
3-   داخلي/ البهو الفوقاني/ نهار
الجدة، الحفيد
                                        الجدة:
-         (تفتح باب غرفة نومها، تدخل ويتبعها حفيدها، تنظر إليه وهي تمسك الباب، راغبة في أن يتركها وحدها) أريد أن أكتب...
الحفيد:
-         تكتبين في بيتنا...
الجدة:
-         (دون أن تسمع ما قال) سوف أغير ملابسي.
الحفيد:
-         (يدلف إلى الغرفة ويجلس على فراشها ونلاحظ صورة رجل على الطاولة حذو السرير) أنت هكذا أنيقة كعادتك، لا تحتاجين حتى إلى أخذ ملابس إضافية، عندك ما تحتاجينه في بيتنا.
الجدة:
-         (تنظر إلى الحفيد يستقر على فراشها تتأمل الصورة على الطاولة، تستدير، تفتح بابا داخل الغرفة وتدلف منه وتغلقه على نفسها بالمفتاح دون أن تنبس بكلمة)
الحفيد:
-         (وقد سمع صوت الباب يغلق بالمفتاح من الداخل، جرى إليه ومسك بيد الباب محاولا فتحه وبدأ يضرب عليه وينادي بصوت عال) جدتي.. جدتي...
4-   داخلي/ بيت الحمام/ نهار
الجدة
                                        الجدة:
-         (من جهة الجدة، يخيم صمت مطبق على المكان ولا نعود نسمع الحفيد أو نحس به، رغم أننا نرى أثناء المشهد يد الباب تتحرك من أجل فتحه. تقف الجدة أمام "اللافابو"، تفتح حنفية الماء، تنظر إليه ينساب وهي لا تسمع صوته. دون أن تستعمله، ترفع رأسها، تميط غطاءه، تنظر إلى وجهها في المرآة تتلمس بأناملها خديها وذقنها ثم رقبتها حزينة، تتجمع الدموع في عينيها، تمسحهما، تبعد الشعر عن أذنيها ثم تضع كفيها عليهما، برهة وترفعهما وتتنصت مليا... لا فرق بين الصمتين، بعدها تلتفت إلى غير جهة المرآة، فيتركز بصرها على شيء هناك... ينعكس الضوء على وجه الجدة، تقترب أكثر وتتطاول ونعرف إنها إزاء نافذة عالية مفتوحة، بعد أن تتأمل الجدة المشهد أمامها تستبشر قليلا ثم تأخذ نفسا مديدا)
5-   خارجي/ جسر- سلم/ نهار
الشابين، الحفيد
نرى عبر نافذة بيت الحمام جسرا بعيدا نسبيا، وهو عبارة عن سلم عمومي معلق بين مستويين. والسلم ممر يعبره عدد من الناس، أغلب المارة من الشباب في اللباس الأبيض العماني، هناك أيضا بعض الشابات في لباسهن الأسود، حسب أعمار المارة نفهم أن الممر له علاقة بإحدى الجامعات. ويقف شاب وحيدا وسط السلم والناس يمرون به غير مهتمين لشأنه، ونراه من بعيد واضعا يده على خده ينظر إلى أسفل. بعدها يتوقف عنده شاب آخر ويتحدث إليه. ونبدأ نسمع فجأة (على لسان الجدة همسا) الحوار الدائر بينهما، وهو ليس سوى حوار متخيل من الجدة.
                                        الجدة:
-         (على لسان الشاب العابر) أهلا ناصر... فيما تفكر؟ تبدو مهموما!
-         (على لسان الشاب الواقف الذي أعطته الجدة اسم حفيدها ناصر) جدتي...
-         (على لسان الشاب العابر) ما بها جدتك؟! رأيتها هذا الصباح تقود سيارتها...
-         (على لسان الحفيد ناصر) ذهبت إلى الطبيب وقال إنها فقدت سمعها...
-         (على لسان الشاب العابر) هل تأثرت...؟!
-         (على لسان الحفيد ناصر) هي الآن منشغلة بإكمال روايتها الجديدة.
-         (على لسان الشاب العابر مقاطعا) أحب كثيرا ما تكتب...
-         (على لسان الحفيد ناصر) هذه المرة ربما لا تكمل روايتها.. إنها حزينة جدا... تعتقد أن الله يعاقبها...
-         (على لسان الشاب العابر) يعاقبها؟! لماذا...؟!
-         (على لسان الحفيد ناصر) المسألة تتعلق بعلاقتها بجدي... جدي أحبها كثيرا...
-         (على لسان الشاب العابر) وأين المشكلة؟!
-         (على لسان الحفيد) تقول إنها أحيانا عندما كانت تكتب، كان جدي يأتي، ويجلس يكلمها، كانت تحرك رأسها وكأنها تسمعه ولكنها في الحقيقة لم تكن تسمعه، كانت منهمكة في الكتابة، كان يقضي الساعات يحدثها، عندما تنتهي من الكتابة يسألها عن أشياء حدثها عنها فيعرف أنها لم تكن تسمعه؟ كان يتأثر ولكن لم يكن يغضب، كل ما كان يقوله لها: "هل أعطيتني الأذن الطرشاء يا خديجة؟!"، الآن هي تعتقد أن طرشها هو عقاب لها من الله على ذلك...
-         (على لسان الشاب العابر) ولكن جدتك...
-         (على لسان ناصر، مقاطعا) قلنا لها إن جدي توفي وهو راض عنك ولكنها...
-         (على لسان الشاب العابر مقاطعا) ما أحبه في أدب جدتك أنها تحل أغلب مشاكل شخصياتها بالخيال، أعتقد أنه يمكننا أن نفعل مثلها... نستعمل الخيال لنجعلها تنسى...
-         (على لسان الحفيد) كيف؟
-         (على لسان الشاب العابر) تقولون لها أي شيء، المهم أن تخاطبوا خيالها... أنت مثلا، يمكنك أن تقول لها إنك رأيت جدك...
-          (على لسان الحفيد مقاطعا) أمي قالت لها إنها رأت جدي في المنام وإنه راض عنها...
-         (على لسان الشاب العابر مقاطعا) الرؤى لن تخاطب خيالا كخيال جدتك، أنا أبحث لها عن حكاية أخرى أكثر شبها بها... (ينظر الشاب إلى الأفق مفكرا ثم يرفع يده كأنه يتمطط) كأني وجدتها...
-         (على لسان الحفيد) ماذا؟!
-         (على لسان الشاب العابر) ها هي الحكاية التي سوف تجعلها تتخلص من إحساسها بالذنب... قل لي هل لجدك صديق حميم حي؟
-         (على لسان الحفيد) جدي كان له أصدقاء كثر ولكن أقربهم من نفسه رجل لازال على قيد الحياة، ولكنه يعيش الآن في الرستاق...
-         (على لسان الشاب العابر) ليس مهما أين يعيش، المهم أنه يعيش ويمكنك أن تلتقيه...
-         (على لسان الحفيد) هل علي أن أذهب إلى الرستاق؟!
-         (على لسان الشاب العابر) لا داعي لذلك، ستبني عليه خيالا وتقول لجدتك إنك التقيته صدفة وإنه حدثك عن جدك وروى لك حكاية غريبة عنه. فقد سمع من جدك أنه كان عندما يرجع من الجامعة ويجد زوجته في البيت تكتب، كان يجلس بجانبها ويستأذنها في الكلام فتأذن له، ولكنه بعد أن يحدثها ينتبه إلى أنها لم تكن تسمع ما يقول وإنما كانت "تعطيه الأذن الطرشاء"، كان ذلك يحزنه في البداية، وكم من مرة فكر في أن يتوقف عن الجلوس معها وتكليمها، ولكنه كان يحبها كثيرا ولم يستطع مقاطعتها، حيث قال لنفسه إن لم أجلس إليها أكلمها عندما تكون مشغولة بالكتابة فإنني لن أحدثها أبدا فهي كل الوقت تكتب. لذا قرر أن يتمادى في جلساته وحديثه إليها. ولأنه يقرأ كل ما كانت تكتب لاحظ أن أغلب الكلام الذي كان يقوله لها وهي مشغولة عنه ظهر في كتاباتها الأخيرة على لسان شخوصها. وقد قال الجد لصديقه إنه عندما تأكد من ذلك بات لا يحلو له من الحديث مع زوجته وهي تكتب إلا ما تعلق بحبه لها، ومنذ ذلك الحين لاحظ أن موضوع الحب بات الغالب على كتاباتها وأمست معروفة بنوع خاص من الروايات العاطفية، وبدأ النقاد ينظرون إليها على أنها الكاتبة التي كبرت فشب فيها إحساس جميل وخاص بالحب...
-         (على لسان الحفيد) ما هذه الحكاية؟ من أين جئت بها؟!
-         (على لسان الشاب العابر) ألم تعجبك؟!
-         (على لسان الحفيد) بل أعجبتني كثيرا...
-         (على لسان الشاب العابر) إنها من تأثري بعالم جدتك الروائي...
حينئذ نرى الحفيد الحقيقي يجري في السلم ويقف وراء ذينك الشابين وهو يرفع يديه حاملا لوحة مكتوب عليها "افتحي الباب يا جدتي".
                                        الجدة:
-         (تقرأ اللوحة) إفتحي الباب يا جدتي...
6-   داخلي/ بيت الحمام/ نهار
الجدة
                                        الجدة:
-         (نرى وجه الجدة وهي تنظر مستبشرة ثم تبتسم)
انتهت

© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي (mohsenhedili2@gmail.com)

تعليقات

  1. رسالة خاصة للاستاذ محسن الهذيلي انا عبدالله عباس مخرج سينماءي عراقي انا سوف اخرج لك هذا الفلم قال لي احد الاشخاص فقلت له نعم سارى السيناريو واقرر اعجبني السيناريو الفيلم سوف يعرض في شهر 8 باذن الله والسلام عليكم

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا أستاذ عبد الله تشرفت بك، أرجو أن تكتب لي على العنوان الالكتروني:
      mohsenhedili2@gmail.com
      تحياتي الأخوية
      محسن الهذيلي

      حذف
  2. nice story and soon will be recorded by high quality equipment

    ردحذف

إرسال تعليق