سيناريو فيلم قصير: "الهروب إلى فلسطين"

سيناريو فيلم قصير:
"الهروب إلى فلسطين"
بقلم: محسن الهذيلي
1-   غرفة مظلمة/ داخلي/ ليلا
المعلم
بينما نسمع في الخارج أصوات القصف بالصواريخ، يجلس رجل وحده في غرفة مظلمة لا تضيؤها إلا شمعة صغيرة، يقلب الرجل (المعلم) عددا من الأوراق، وهو يطالع إحداها، نرى عليها التاريخ: (11 يوليو 2014) أنها عبارة عن قائمة من الأسماء مكونة من الذكور والإناث، أمام كل اسم نرى العمر (الأعمار تتراوح بين بداية العشرينات والتاسعة، فهي قائمة لشبان وأطفال)، وأمام العمر نقرأ كلمة "متفوق جدا" ثم المعدل، وهي معدلات تتراوح بين مائة بالمائة وتسع وتسعون بالمائة. في آخر القائمة نقرأ عنوان كل طالب وفيه رقم البيت واسم النهج والحي. يطوي الرجل الأوراق متعجلا، يضعها في جيب سترته الداخلي، يطفئ الشمعة ونراه يغادر الغرفة في الظلام على ضوء القنابل والقصوف.
2-   أمام باب بيت في زقاق ضيق ومظلم/ خارجي/ ليلا
المعلم، رجل كهل
                                                المعلم:
-         تأتي بهما إلى بيتي...
الرجل الكهل:
-         هل أنت متأكد من خطتك؟
المعلم:
-         قلت لك اطمئن سوف يكونان في مأمن معي...
3-   أمام باب بيت حديدي/ خارجي/ ليلا
المعلم، سيدة أربعينية، الثلاث بنات
يطرق المعلم الباب، قليلا ويفتح، تخرج سيدة أربعينية محجبة.
المعلم:
-         هل جهزن أنفسهن؟
السيدة:
-         نعم... (تلتفت إلى الداخل)
تظهر من وراء الظلام ثلاث بنات محجبات من أعمار شتى، يغادرن ويتبعن المعلم.
                                                السيدة (الأم):
-         (وقد مشت وراءهم بعض خطوات، تتوقف، تتأملهم في الظلام، (يدوي صوت صاروخ قد سقط غير بعيد) ترفع عينيها إلى السماء على خلفية أصوات القنابل البعيدة وتقول) يا رب... (تسرع إلى بيتها، تدخل وتغلق الباب)
قطع
4-   غرفة المعلم المظلمة/ داخلي/ ليلا
المعلم، عدد غير قليل من الأطفال والشبان
المعلم:
-         (في يده فانوسا، ينظر من حوله ثم ينادي) فارس...
فارس (شاب في العشرين تقريبا):
-         (يخرج من الظلام وهو يحمل حقيبة ظهر)
المعلم:
-         (يعطه الفانوس) امسك هذا...
فارس:
-         (يستلم الفانوس)
المعلم:
-         (ينحني ويعالج بابا خشبيا أرضيا ثم يرفعه فتظهر فتحة واسعة في الأرض وفيها سلم، ومخاطبا فارس) إنزل أنت الأول وانتظرنا في الردهة تحت...
فارس:
-         (والفانوس في يده والحقيبة على ظهره يبدأ في النزول)
المعلم:
-         (ملتفتا خلفه) علي...
علي (شاب في السابعة عشرة من العمر تقريبا):
-         (يحمل حقيبة على الظهر يلحق بفارس مسرعا)
المعلم:
-         أسماء...
أسماء (فتاة في التاسعة عشرة):
-         (تحمل حقيبة على الظهر تنزل النفق مسرعة)
المعلم:
-         صامد...
صامد (طفل في التاسعة من العمر):
-         (يحمل حقيبة ظهر يتخذ السلم وينزل مسرعا)
المعلم:
-         عائشة...
عائشة (في الثامنة من العمر):
-         (وهي تحمل حقيبة ظهر تنزل النفق مسرعة)
ونحن نسمع المعلم ينادي باقي الأطفال والشبان بأسمائهم، نتابع صفهم الذي يبدأ من عند فتحة النفق ويتواصل حتى غرفة مجاورة مكتظة بالأطفال والشبان، في هذه الغرفة الثانية يوجد شباك صغير يفتح على الخارج وهو مصدر الضوء فيها، وهو ضوء يأتي من النيران التي تحدثها الصواريخ.
                                                أسعد (في السابعة من العمر تقريبا):
-         (يقف عند الشباك يتطلع إلى الخارج والقصوف تملؤ المشهد)
في الأثناء وعلى خلفية هذه القصوف نواصل الاستماع للمعلم ينادي الأطفال والشبان بالاسم، عندما ينتهي يسكت فيخيم الصمت على المكان...
                                                المعلم:
-         (يقترب فجأة من الطفل)
الصبي أسعد:
-         (يبقى ينظر إلى الخارج)
المعلم:
-         (ينزل على ركبتيه، يقبل الصبي، ينظر إلى الخارج من خلال النافذة ويسأل) هل أعجبك المشهد؟
أسعد:
-         (يلتفت حينئذ إلى أبيه ويظهر دهشته من كلامه ولكن لا ينبس بكلمة)
الأم (زوجة المعلم):
-         (تأتي من الظلام ومخاطبة زوجها) ماذا قررت؟... هل ستأخذه معك؟
المعلم:
-         لا أريد أن تبقي وحدك... سوف يؤنسك..
الأم:
-         حرام أن يَهْلَك... (وهي تتطلع إلى السماء في الخارج من خلال النافذة) أما أنا فتؤنسني أرواح الشهداء التي ترفرف في كل مكان، إنني أحسها تملؤ سماء غزة...
المعلم:
-         (ينظر مليا إلى زوجته ثم يخرج آلة حاسبة، ينظر إلى ابنه ويقول) هل تريد أن تأتي معنا أم تريد أن تبقى مع أمك؟
الطفل أسعد:
-         (يرفع رأسه إلى أمه يتأملها مليا ثم يطرق)
الأم:
-         (تبتسم إليه)
الطفل:
-         (يلتفت نحو أبيه يبتسم ثم يهمس) آتي معكم
المعلم:
-         (مبتسما) تأتي معنا بشرط أن تقوم بهذه العملية الحسابية (ينهض على قدميه بعد أن كان جاثيا على ركبتيه، يشغل الآلة الحاسبة ويكتب عليها ما يقوله بالصوت لابنه) ((10000+16888- 12379):13)x 119=132813.15384615  
ينطق الصبي بالنتيجة الصحيحة حتى قبل أن تظهر على الآلة الحاسبة.
                                                المعلم:
-         (يجثو ثانية على ركبتيه يقبل ابنه) لقد ربحت... سوف تأتي معنا...
أسعد:
-         (يبتسم سعيدا)
الأم:
-         (تبتسم حزينة ودامعة)
المعلم (الأب والزوج)
-         (ينظر إلى زوجته حزينا) سوف أراك قريبا... (يحمل ابنه وينصرف)
الأم:
-         (تسعى وراء زوجها وابنها)
5-   عند فتحة النفق/ داخلي/ ليلا
الزوجة، الزوج (المعلم)، الصبي أسعد
ينزل المعلم وهو يحمل حقيبة ظهر وبطارية رأس لا يشغلها، الزوجة تتابعهما وهما ينزلان، بعد أن يختفيان في الظلام تظهر يد الزوج ممدودة من تحت، تجثو الزوجة على ركبتيها وتنحني تقبلها، حينئذ يظهر رأس الزوج من الظلام ويقبل يد زوجته وينزل... لحظات وتقوم الزوجة بغلق باب النفق، ثم تضع عليه بساطا وتجر إليه سريرا.
قطع
6-   ردهة النفق/ داخلي/ ليلا
المعلم، فارس، أسعد، أسماء وباقي المتفوقين
ردهة النفق هي عبارة عن ممر عرضه متر ونصف، يقف الأطفال والشبان على جهتيه إلى الجدارين ويمشي المعلم بينهما وهو يتكلم فيهم، يحمل كل طفل وشاب حقيبة على ظهره وبطارية رأس.
                                                المعلم:
-         (وحده الذي يشغل بطارية رأسه وهو يمسك الورقة التي رأيناها في أول مشهد) لكل واحد كلمة سر بالنسبة لي: اسمه واسما أبيه وجده، عمره ومعدله هذه السنة.... سوف لن نبقى هنا، المكان غير آمن، (مشيرا إلى بداية النفق) سوف نمضي في هذا النفق، لقد وقفت على انشائه بنفسي، وهو متشعب جدا لأنه يتقاطع مع أنفاق أخرى وهمية وحقيقية (وهو يأخذ ورقة أخرى عليها مخطط النفق) اطمئنوا إنه لا يمكنهم اللحاق بنا حتى لو اكتشفوا الفتحة، آخر هذا النفق يخرجنا في الأراضي المصرية في حقل صديق أثق به، سوف نبقى عنده حتى انتهاء الحرب...
أسماء:
-         ولكن مصر لم تعد صديقا...
المعلم:
-         (مخاطبا أسماء) الشعب المصري هو الصديق... (ملتفتا إلى الباقين) الآن سوف تتبعوني حسب الترتيب الذي اتفقنا عليه، لا تشعلوا بطاريات الرأس، فقط أنا وفارس سنشغلها، وسيكون فارس آخر الصف (يمضي اتجاه النفق يتبعه أسعد ثم الصف الأول فالثاني)
7-   النفق/ داخلي/ ليلا
المعلم، أسعد، فارس، أسماء وباقي المتفوقين
نستمع إلى أصوات الصواريخ خافتة ولكن حركة الأرض باتت أكثر زلزلة
                                                المعلم:
-         (وهو يمشي ويلتفت أحيانا) لا تخشوا من هذه الزلزلة التي تحسونها تحت أقدامكم، إن احتمال أن يطالنا صاروخ، ضعيف جدا...
قطع
8-   النفق/ داخلي/ ليلا
المعلم، أسعد، فارس، أسماء وباقي المتفوقين
لم نعد نسمع أصوات الصواريخ والزلزلة باتت خافتة أو منعدمة
                                                المعلم:
-         نحن في مأمن الآن يمكننا أن نستريح قليلا ثم نتابع، تجلسون كلكم إلى الجدار على يميني...
يجلس كل الشبان والأطفال في صف واحد، ويستندون إلى الجدار يمين المعلم، ويمر هذا الأخير أمامهم يتكلم فيهم...
                                                المعلم:
-         يمكنكم الآن تشغيل بطاريات رؤوسكم...
يقوم الأطفال والشبان بتشغيل بطاريات رؤوسهم فيتبدل المكان ويبدؤون في تأمله وتأمل بعضهم بعضا...
                                                المعلم:
-         في حقائبكم ماء وبعض الأشياء الخفيفة لتأكلوها... لا تشربوا وتأكلوا كل شيء... بقيت أمامنا نفس المسافة التي قطعناها حتى الآن...
يبدأ الأطفال والشبان بفتح حقائبهم وإخراج ما فيها لاكتشافها
                                                الصبي أسعد:
-         (ينظر إلى الآخرين وهم يفتحون حقائبهم ولا حقيبة له)
المعلم:
-         (ينتبه إلى انشغال ابنه فيجثو على ركبتيه ويعطه حقيبته ويبتسم إليه)
الصبي أسعد:
-         (يبتسم مسرورا ويأخذ الحقيبة ويبدأ بفتحها واستكشاف ما فيها)
المعلم:
-         (ينهض من جديد وهو يتطلع إلى الخارطة في يده ثم إلى المجموعة ويقول) فارس، أسماء... انتبها... سوف أغيب قليلا لأتأكد من الطريق وأرجع... لدي بعض الشكوك... (ثم يذهب ولا نعود نراه إلا قطعة من ضوء ثم يختفي تماما)
قطع
9-   النفق/ داخلي/ ليلا
أسعد، فارس، أسماء وباقي المتفوقين
أحد الشبان:
-         (بعد أن اختفى المعلم وانهمكت المجموعة في طعامها) ماذا نفعل لو لم يرجع المعلم؟
أسماء:
-         (بحزم) اطمئن سوف يرجع...
فارس:
-         (ينظر إلى ساعته) سوف ننتظره نصف ساعة، إن لم يأتي نرجع من حيث جئنا...
أحد الشبان:
-         ولماذا لا نكمل طريقنا؟!
فارس:
-         لأنه من الأسهل علينا أن نتعرف طريق العودة من أن نكتشف طريق الوصول...
أحد الشبان:
-         ولكن الاثنان متشعبان والخارطة مع المعلم...
أسماء:
-         سوف نستعين بأصوات الصواريخ، لن نخطئ غزة فهي تحت القصف...
 أحد الشبان:
-         من صاحب فكرة أن نغادر غزة؟
فارس:
-         المعلم، أراد أن ينجي المتفوقين، لم يرد أن تفقدهم غزة ويكتوي بنار فقدهم الآباء...
أحد الشبان:
-         والآن ألسنا مفقودين...؟! إن لم يرجع المعلم فإننا هالكون لا محالة...
أسعد:
-         أبي رجع...
نرى جهة النفق الذي اختفى فيه المعلم ضوءا قادما، قليلا ويظهر المعلم لاهثا.
                                                المعلم:
-         مازال النفق طويلا ولكنني تأكدت أننا على الطريق الصواب... خذوا أشياءكم وأطفؤوا بطارياتكم واتبعوني... (ينحني على ابنه يساعده في وضع الأشياء التي أخرجها داخل الحقيبة، يغلقها ثم يضعها على ظهره، ينظر إلى المجموعة ويسأل بحزم) مستعدون؟
المجموعة:
-         (بصوت واحد) مستعدون.
المعلم:
-         (يمضي إلى الأمام)
يلحق الصبي أسعد بأبيه ثم يتبعه الباقون.
قطع
10-                      النفق/ داخلي/ ليلا
المعلم، أسعد، فارس، أسماء وباقي المتفوقين
وقد أشعل الجميع بطاريات رؤوسهم ويمشون ببطئ وهم يلهثون
                                                المعلم:
-         (يتوقف ويلتفت إلى المجموعة) أنا متأكد الآن أن لهاثنا ليس بسبب الانهاك وإنما بسبب قلة الهواء... (ينظر أمامه مستغربا ويقول وكأنه يخاطب نفسه) رغم أننا اقتربنا من المنفذ... (ثم مخاطبا المجموعة بشيء من اليأس) أنا خائف من شيء...
أسماء:
-         أن يكون المصريون الغدارون قد أغلقوا النفق...؟!
المعلم:
-         قلت إن المصريين ليسوا غدارين... (مفكرا) سوف نرجع من أين جئنا وسنقتفي أثر الهواء... أنا متأكد أننا أصبحنا تحت الأرض المصرية وأي منفذ سنجده سوف يكون نجاتنا من الموت المحقق...
أحد الأطفال:
-         (يصرخ) أريد أن أرتاح لم أعد أقوى على المشي
المعلم:
-         (مخاطبا الطفل) هذا ليس مكانا للراحة سوف نختنق إن بقينا هنا، اصبر وتذكر أنك ابن غزة... أبناء غزة لا يتعبون...
أسماء:
-         وكذلك بناتها يا معلم...
المعلم:
-         (مبتسما وهو ينظر أمامه في الاتجاه المعاكس وتكاد عيناه تدمع) وكذلك بناتها يا أسماء... وكذلك بناتها...
قطع
11-                      النفق/ داخلي/ ليلا
المعلم، أسعد، فارس، أسماء وباقي المتفوقين
يمشي المعلم أولا وخلفه ابنه أسعد ثم أسماء ثم باقي المجموعة وآخرهم فارس
                                                أسماء:
-         (ترفع رأسها وكأنها تستنشق هواء عليلا) يا معلم إنني أشم رائحة مصر...
المعلم:
-         (يتوقف ثم يلتفت إليها مستبشرا)
أحد الشبان:
-         (متهكما) رائحة مصر؟! لابد أنها رائحة الخيانة...
المعلم:
-         (بصوت مرتفع) مصر ليست خائنة... مصر ليس خائنة... (ثم بصوت خافت) رغم أن الخونة في كل مكان...
نستمع إلى أصوات أناس يتحدثون...
                                                المعلم:
-         (همسا) أصمتوا
يتقدم المعلم ويتبعه الباقون... قليلا قليلا يبدأ الضوء في الظهور خافتا أولا ثم يقوى فيقوى معه صوت المتكلمين
                                                المعلم:
-         (يطفؤ ضوء بطارية رأسه ويرفع يده يحركها بهدوء في الهواء محرضا على الصمت)
الصوت القادم من الخارج:
-         هذا واحد من آخر الأنفاق التي استعملها المقاومون الفلسطينيون في حربهم التحريرية...
أسماء:
-         (همسا) إنها ليست لهجة مصرية، إنها لهجة فلسطينية...
المعلم:
-         (يوافقها بحركة من رأسه مندهشا)
ينظر الباقون بعضهم إلى بعض
الصبي أسعد:
-         (ينزلق من خلف أبيه ويمضي مغادرا النفق...)
المعلم:
-         (ينظر إلى ابنه يغادر النفق إلى الخارج وهو جامد في مكانه لا يعرف ماذا يصنع)
صوت سيدة قادم من الخارج:
-         (وقد فاجئها ظهور الصبي) يا إلهي من هذا الصبي؟!!! لماذا يلبس هكذا؟!!!
صوت قادم من الخارج لمجموعة من الناس:
-         يا اللللللللللللللللللللللللله... من هذا؟!!!
أسماء:
-         (تتجاوز بدورها المعلم وتغادر النفق)
صوت جمهور قادم من الخارج:
-         يا إلهي...!!!
بعد ذلك يتبعها كل أفراد المجموعة واحدا واحدا والمعلم ينظر متجمدا في مكانه.
12-                      فضاء متحف المقاومة الفلسطينية/ داخلي/ نهار
مجموعة من الزائرين في ملابس مختلفة مع دليلتهم، المعلم، أسعد، أسماء، فارس وباقي المتفوقين.
تفرقت مجموعة المتفوقين خلال فضاء المتحف كما اتفق، وهي تطالع على الجدران، من خلال الصور وبعض التعليقات المكتوبة بالعربية، تاريخ احتلال فلسطين والدمار والجرائم التي ألحقها الصهاينة بالبلاد، ومن بين الصور تهجير الناس من قراهم ومدنهم والحروب والمجازر التي تعرضوا لها ومنها الحروب على غزة...
قطع
13-                      فضاء متحف المقاومة الفلسطينية/ داخلي/ نهار
مجموعة من الزائرين في ملابس مختلفة مع دليلتهم، المعلم، أسعد، أسماء، فارس وباقي المتفوقين.
أسماء متوقفة أمام لوحة مكتوب عليها "متحف المقاومة الفلسطينية"، تتأملها مليا ثم تنظر إلى الجمهور الذي في القاعة وتتثبت من ملابسهم المختلفة والمستوحاة من التراث الفلسطيني وتنظر من حولها كالتائهة...
قطع
14-                      حافلة/ داخلي/ نهار
على لوحة الكترونية معلقة فوق عند السائق نقرأ "15 رمضان 1467 هـ"، في الخارج كل المباني عليها العلم الفلسطيني
                                                دليلة الحافلة (سيدة فلسطينية)
-         ... بعد تسربات نووية من مفاعل ديمونة على أثر زلزال أصاب المنطقة، رأينا اليهود يفرون من أرض فلسطين ناجين بأنفسهم، ورجعوا في أيام معدودات إلى أوطانهم في أوروبا وأمريكا، ولم يبقى على الأرض إلا أصحابها من العرب مسلمين ومسيحيين ويهود...
أسماء:
-         (من خلال النافذة تنظر إلى المباني والعلم الفلسطيني يرفرف فوقها ثم يستقر نظرها على مجمع ديني مكون من مسجد وكنيسة ومعبد يهودي، تتأمله وتنهمر الدموع من عينيها)
أسعد:
-         (ينظر إلى أسماء تبكي وتمسح دموعها فيهز بمرفقه والده الجالس بجانبه وعندما يلتفت إليه يشير إلى أسماء)
الوالد المعلم:
-         (يحتضن ابنه متأثرا)
الابن أسعد:
-         (ينظر مليا إلى والده ثم يقول همسا) أين أمي؟
المعلم:
-         (ينظر إلى ابنه بحنان ونرى الدموع في عينيه، يرفع رأسه ينظر إلى التاريخ المرسوم على اللوحة الالكترونية "15 رمضان 1467هـ"، يفكر قليلا وكأنه يحسب الزمان ثم يهمس إلى ابنه) في فلسطين... (انتهت)
© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي (mohsenhedili2@gmail.com)

تعليقات