سيناريو فيلم قصير: بسبب حمامة



سيناريو فيلم قصير:
بسبب حمامة
بقلم: محسن الهذيلي
1-   خارجي/ سطحة كبيرة (فناء بيت)/ نهار
مصطفى
تتكون السطحة الواسعة من ثلاثة أجزاء: وسط عبارة عن فناء، قفص كبير للحمام وفضاء مظلل مغطى بسعف النخيل. من إحدى الجهتين الأخريين يوجد البيت. ويتحرك مصطفى، بين الفضاء المظلل وقفص الحمام عبر الفناء على كرسي متحرك. أول ما نرى مصطفى، يكون بصدد تنظيف القفص.
يتواجد الحمام في القفص وفي السطحة بأعداد كبيرة تتجاوز المائة.
ولونيا، يغلب على المشهد: الأبيض، فعليه أغلب الحمام، أما صوتيا فهديل الحمام وخفقان أجنحتها هو الغالب.
بعد أن ينتهي من نشر الحبوب على أرضية السطحة، يمضي مصطفى إلى الفضاء المغطى يستظل به ويبقى يراقب الحمام من بعيد وهو طليق الوجه سعيد، بعدها يأخذ كتابا يقرأه.
بعد أن نشاهد الحمام يتدافع من حول الحبوب نرجع إلى مصطفى في فضاءه فنجد أن النوم قد غلبه فسقط الكتاب من يده ونام. ونحس أننا إزاء إنسان مطمئن إلى جانب كونه سعيدا، وذلك رغم إعاقته وساقاه المبتورتان.
وهو نائم نسمع صوتا خفيفا صادرا من فمه، بعدها يغلب صوت هديل الحمام فيفتح عينيه واسعتين وينظر إلى الحمام فيرى حمامة تزاحم باقي الحمام في الحبوب، يتأملها باهتمام فيرى أن في ساقها رسالة.
يخرج مصطفى آنية الحبوب ويدخل بها إلى القفص الكبير ويصب منه على الأرض، يتبعه الحمام ومعه الحمامة الغريبة، يغلق مصطفى باب القفص ثم يمسك الحمامة، يأخذ منها الرسالة التي في قدمها، يطلقها في القفص، يغلق القفص ثم يذهب عند فضائه الظليل ويفتح الرسالة الصغيرة:
نص الرسالة: "أربي الحمام لأن هديله يواسيني في حزني، لقد فقدت أشخاصا أعزاء جدا في حادث مرور، هذه الحمامة تعودت أن تغيب عن البيت ثم تعود إليه ثانية، وهي نافذتي على العالم، إذا مرت بك، أرجو أن ترسل معها كلمة مواساة..."
عندما يكمل مصطفى قراءة الرسالة يضع يديه على ساقيه المبتورتين ثم يرفع رأسه ينظر إلى الحمام الطائر في سماء السطحة.
بعدها نراه يكتب ونسمع فحوى الرسالة بصوته:
"أنا أيضا تعرضت لحادث مرور وفقدت شيئا عزيزا، إنهما قدماي، وتعلم من الحمام أن أطير بغير القدمين... إن شئتي، يمكننا أن نلتقي.. أكون قبل المغرب من كل يوم عند الشجرة التي يأوي إليها الغربان في حديقة القرم.. إني لا أرى في الغربان سوادها ولا أهتم لنعيقها، أرى فقط كيف تطير بغير قدميها.."
آخر هذا المشهد، منظر على الحمام الذي يغلب عليه اللون الأبيض كما قلنا (المشهد الذي يلي سوف يبدأ بمشهد على الغربان الطائرة وغلبة اللون الأسود فيه)
2-   خارجي/ حديقة القرم (المكان الذي توجد فيه الشجرة التي ينام فيها الغربان)/ نهار (عند الغروب)
مصطفى، الفتاة المحجبة، العائلة المكونة من الأبوين والخمسة أبناء (بين السنة الواحدة والتاسعة)
نرى الغربان تتجمع على قمة الشجرة، وتحط ثم تطير، لأدنى صوت في الأماكن المجاورة، ثم ترجع وهكذا يتتكرر المشهد، ويغلب عليه لون الغربان السود وصوتيا نعيقها.
ويجلس مصطفى على كرسه المتحرك تحت الشجرة، قليلا وتأتي فتاة في مقتبل العمر محجبة وجميلة، تفتح كرسيا خفيفا تضعه بجانب كرسي مصطفى المتحرك ودون أن تبدر منها أي التفاتة إليه تجلس مطمئنة، ترفع رأسها تنظر إلى الغربان المرفرفة بأجنحتها فوق الشجرة، لا يلتفت إليها مصطفى، وعندما تستقر مكانها وتنظر مثله إلى أعلى، تبدر منه التفاتة إليها، تتقاطع نظراتهما فيبتسم إليها ثم بعد زمن تبادله الابتسامة، حينئذ يرفعان رأسيهما وينظران إلى الغربان ثانية.
كان الناس عندما يمرون أمام الفتى والفتاة ينظران إليهما وعندما يجدانهما ينظران إلى أعلى يرفعون رؤسهم إلى الشجرة حيث الغربان.
بعد لحظات تقترب عائلة مكونة من زوجين وخمسة أبناء، تجري بنت في الثالثة من العمر وتجلس في حجر الفتاة المحجبة. باقي الأسرة بما في ذلك الأب الذي يحمل بين يديه صبيا لم يتجاوز السنة الواحدة والأم التي تقبض على المدفوعة فارغة (مركبة الطفل الصغير). يتوقف هؤلاء يبتسمون إلى الفتاة الجالسة بجانب مصطفى ثم ينظرون إلى أعلى حيث الغربان المرفرفة، ونرى هذه الأخيرة تطير مرعوبة ثم ترجع متفرقة ونسمع لها نعيقا.
3-   خارجي/ مساحة من العشب الأخضر (حديقة القرم)/ ليلا
مصطفى، الفتاة، العائلة المكونة من الأبوين والخمسة أبناء (بين السنة الواحدة والتاسعة)
يجلس مصطفى على كرسيه المتحرك والفتاة بجانبه على كرسيها الخفيف، نرى في يد مصطفى الصبي الذي في سنته الأولى، وفي حجر الفتاة نفس البنت التي كانت معها في المهشد الفائت. ويجلس الأبوين، قبالة الفتى والفتاة، في حلقة. تصب الأم الشاي في الكؤوس ويخرج الأب بعض الحلويات من صندوق صغير مزركش ويضعها في طبق ملون، بينما يلعب باقي الأطفال من حولهم... وسط الحلقة توجد عدة شموع في أكواب بلورية يغلب عليها اللون الأحمر.
(انتهت)
© كل الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
(mohsenhedili2@gmail.com)

تعليقات