سيناريو فيلم قصير: "بشرط أن يكون اسمها فاطيمة"



سيناريو فيلم قصير:
"بشرط أن يكون اسمها فاطيمة"

بقلم: محسن الهذيلي

1-      خارجي/ في المدينة العتيقة/ نهار
الشاب حسن
من خلال إحدى أنهج المدينة نرى مئذنة الجامع الكبير ونسمع الأذان (أذن صلاة العصر)، ينتهي الأذان فيسود هدوء شامل بعد أن كان صوت المؤذن يملأ الآفاق. بعد الصمت المطبق نبدأ نسمع صوت العصافير ثم حركة وأصوات بعض الناس البعيدين ثم نبدأ نستمع صوت دراجة نارية قادمة. نحن دائما أمام مشهد ذلك النهج الذي نرى وراءه وليس آخره مئذنة الجامع. يبدأ صوت الدراجة النارية يقترب فيزيد ويبلغ أوجه عندما يظهر لنا فجأة من وراء المنعطف مسرعا رغم ضيق النهج.
نرى حسن وهو شاب عشريني (25 سنة) يركب دراجة نارية يحمل وراءه كل ما يحتاجه صياد القصبة من أدوات. ويضع حسن على عينيه نظارات شمسية ويغطي رأسه ويضع على أذنيه سماعات. وتبدو على حسن ملامح ومظهر الشاب المغترب.
نتابع حسن على دراجته النارية مسرعا ضمن أنهج المدينة الضيقة والخالية تقريبا من المارة مع مصاحبة صوت الدراجة للمشاهد. ونراه على دراجته حتى وهو ينزل بها إحدى الأدراج. وفي لفاته بين الأنهج الضيقة يكون هناك شيء من الشد. يدوم هذا المشهد المهم قرابة الدقيقة (وللمخرج أن يمد فيه أو يقصر).
2-      خارجي/ أمام باب بيت الصديق الشيخ/ نهار
الشيخ خليل، الشاب حسن
يصل حسن على دراجته النارية بصوتها المنتشر في الفضاء الهادئ عند باب بيت تقليدي في المدينة العتيقة. يرفع غطاء رأسه، يسكت محرك الدراجة، ثم ينحني على باب البيت النصف مفتوح فيطرقه مرتين أو ثلاثة ثم يبقى ينتظر. ينزل حسن السماعات عن أذنيه وبحركة من رأسه يرهف السمع إلى داخل البيت ونسمع عجوزا تكلم خليل الذي لم نكن نتصوره حتى هذه اللحظة رجلا شيخا قد تجاوز السبعين.
                                                                        صوت العجوز:
-          خليل... انهض... هذا حسن قد جاءك...
صوت الشيخ خليل:
-          (يتكلم همسا بحيث لا نسمع ما يقول)
صوت العجوز:
-          العصر؟! أذن منذ زمن...
صوت الشيخ خليل:
-          (لا نميزه)
صوت العجوز:
-          حسن... أدخل يا ابني... ثم يصلي أبوك خليل العصر بعد...
حسن:
-          (وهو يعيد سماعاته على أذنيه) سأنتظره هنا... (يخرج من جيبه الهاتف النقال ويختار موسيقى تراثية يسمعها، ويكون صوتها في أول وهلة قويا بحيث نسمعها معه، يأتي حسن بحركة على وجهه تظهر أنه أحس بألم في أذنيه، يخفض من الصوت بحيث ينقطع عنا ولا نعود نسمعه، ويبدأ حسن يحرك رأسه متفاعلا مع الموسيقى ثم يغمض عينيه باعثا فينا حالة من الطمئنينة، فجأة تمتد يد وتسقط السماعات في شيء من المباغتة وربما العنف القليل، يفتح حسن عينيه منتبها)
الشيخ خليل:
-          (لابد أن نفاجئ هنا أنه شيخ كبير وليس شابا، ونراه يضع أدوات صيده على الأرض ويقول) عندما تكون معي تتوقف عن سماع الموسيقى (ثم يلمس النظارات الشمسية ويقول) وهذه... أقلعها... إنها تحرمك من مشاهدة الألوان...
حسن:
-          (ينزل مسرعا من فوق الدراجة النارية وهو يمسك بمقودها، يمده إلى الشيخ خليل فيمسكه، يهتم بأدوات الصيد بالقصبة للشيخ خليل ويبدأ بوضعها في مكانها الخلفي على الدراجة النارية)
3-      خارجي/ في أنهج المدينة الضيقة/ خارجي
الشيخ خليل، الشاب حسن
تمضي الدراجة النارية في أنهج المدينة العتيقة ليس بنفس السرعة التي رأينا بها حسن في أول مشهد وإنما ببطئ واضح.
الشيخ خليل:
-          (وهو يمسك حسن من خلف مثل طفل صغير) هل صليت العصر؟
حسن:
-          (مازحا) وليس في البيت مثلك...
الشيخ خليل:
-          أمك فاطيمة نسيت أن توقضني...
حسن:
-          (مازحا) أمي فاطيمة؟!... الآن امسك نفسك جيدا...
الشيخ خليل:
-          (يضع رأسه على ظهر حسن مثل طفل صغير)
 في آخر المشهد نرى الدراجة تتحرك وسط إحدى الأنهج الضيقة من فوق، ربما من فوق مئذنة، ونتأمل في هذا المشهد مقاييس المدينة العتيقة ولهذا المشهد علاقة بالمشهد الذي يلي لأننا نرى الدراجة النارية تغادر المدينة العتيقة.
4-      خارجي/ طريق واسع من المدينة الحديثة وسط عدد كبير من السيارات/ نهار
الشيخ خليل، حسن
نرى الدراجة النارية تتحرك بين جموع السيارات وسط الطريق الواسع، نراها من فوق فنقارن بين حجم نهج المدينة الضيق والخالي تقريبا من الحركة، ونهج المدينة الحديثة الواسع والمكتظ بالسيارات والناس. مع اختلاف الأصوات. هنا لنا أصوات السيارات وأبواقها وهناك كان الصوت الوحيد هو صوت الدراجة النارية.
5-      خارجي/ طريق المدينة الحديثة الواسع أمام علامة الضوء الأحمر/ نهار
الشيخ خليل، حسن
تتوقف الدراجة النارية أمام علامة الضوء الأحمر
                                                                        الشيخ خليل:
-          (يقرب فمه من أذن حسن) ماذا جرى في مقابلتك...
حسن:
-          (مبتسما) لقد أعجبتهم وأخذوني...
الشيخ خليل:
-          مبارك... بعد (الحصول على) العمل لابد من التفكير في الزواج...
حسن:
-          (يضحك ملئ فيه) تزوجت البحر والصيد، حتى الامتحانات في الجامعة كنت أعدها على الشاطئ، تريدني أن أتزوج ويأتي الأولاد...؟! هل تظنهم يتركونني أذهب إلى البحر؟ اللهم أن يتعلموا أن يذاكروا مثلي على الشاطئ...
يشتعل الضوء الأخضر فتنطلق السيارات والدراجة النارية التي عليها حسن والشيخ خليل في طريقها
6-      خارجي/ على شاطئ البحر/ نهار
الشيخ خليل، حسن
نرى على شاطئ البحر قصبة الشيخ خليل قد ثبتت على الرمل وأرسلت سنارتها إلى البحر، نرى الشيخ خليل قد استلقى على كرسيه الطويل ونرى حسن وهو يجعل سماعاته على أذنيه...
                                                                        الشيخ خليل:
-          لماذا لا تبقى اليوم تصطاد هنا؟
حسن:
-          لأنك لا تحب هذه (ويشير إلى السماعات على أذنيه)، وأنا لا أحب أن تكلمني فلا أسمعك... وكما قلت لك إذا اصطدت أكثر مني، هذه السماعات أرميها في البحر...
الشيخ خليل:
-          (مازحا) هذه المرة أعدك أنك سوف تفعل ذلك...
حسن:
-          (يبتسم بود ثم يمضي على الشاطئ مبتعدا عن الشيخ خليل، بعد قطعه عشرة أمتار تقريبا يسمع  ناقوس قصبة الشيخ خليل ما يعني أن سنارته قد مسكت فيقول) أبي خليل لقد مسكت...
الشيخ خليل:
-          (نراه من قريب وهو نائم... وصوت الناقوس متواصل)
حسن:
-          (يضع يده على سماعاته ويقول) سوف أحتفظ بها إذن... (ثم ينصرف مبتعدا وتاركا ناقوس قصبة الشيخ خليل يرن)
7-      خارجي/ على الشاطئ (على بعد ثلاثين مترا من موقع الشيخ خليل)/ نهار
حسن، الفتاة (فاطيمة)
يجلس حسن على كرسيه والقصبة مثبتة أمامه، ينظر إليها وإلى البحر ويسمع الموسيقى، ونرى في سلته ثلاث سمكات ليست صغيرة. في هذه اللحظة نرى من مكان حسن فتاة في سن الباكالوريا تأتي من جهة الشارع وهي تحمل أدوات الصيد على ظهرها ثم تتخذ لها مكانا وسطا بين الشيخ خليل وحسن. ينتبه إليها حسن فيتابعها بعينيه متعجبا. تقوم الفتاة بإعداد قصبتها، ترمي سنارتها إلى البحر ثم تقوم بتثبيت القصبة على الشاطئ وتجلس على كرسيها ثم تخرج كتبا وكراسات وتبدأ في المذاكرة. يتأملها حسن مليا ثم يبتسم متعجبا، يلتفت أمامه ويتأمل البحر سعيدا وحالما.
8-      خارجي/ عند مكان حسن من الشاطئ/ نهار (نرى الشمس قد مالت إلى الغروب)
حسن، الفتاة (فاطيمة)
حسن:
-          (وقد جمع كل أدواته وحملها على ظهره، ينحني على سلة السمك فيحملها، ونرى فيها عددا غير قليل من السمك بين كبير ومتوسط. يمشي في اتجاه موقع الشيخ خليل مارا بموقع الفتاة. عندما يقترب منها يتلصص على سلتها يرى كم اصطادت. يرى أنه لا يوجد في سلتها سوى سمكة وحيدة صغيرة. يبتسم...)
الفتاة (فاطيمة)
-          (في هذه اللحظة تلتفت إلى حسن وهو ينظر إلى سلتها، تنظر إلى سلتها وتقول) اطمئن لم آتي إلى هنا لأصطاد، جئت لأذاكر... (وترجع إلى كتبها)
حسن:
-          (يبتسم) أنا أيضا كنت أذاكر في البحر...
فاطيمة:
-          (تبتسم ولا تلتفت)
حسن:
-          (مازحا) ولكنني كنت أصطاد أيضا...
فاطيمة:
-          (تطرق)
حسن:
-          اسمي حسن...
فاطيمة:
-          (تلتفت على استحياء ثم ترجع سريعا إلى كتبها) اسمي فاطيمة...
حسن:
-          (ينظر اتجاه الشيخ خليل) هل ترين ذلك الشيخ هناك؟ إنه أعز أصدقائي... زوجته هي الأخرى اسمها فاطيمة...
الفتاة فاطيمة:
-          (تلتفت اتجاه الشيخ خليل)
حسن:
-          هل تدرين كيف تزوجها...
الفتاة فاطيمة:
-           (مبتسمة، تنظر إلى حسن ثم تطرق ولا تنبس بكلمة)
حسن:
-          حكى لي أنه عندما كبر قال له أبواه لقد كبرت وعليك أن تتزوج، في ذلك الوقت كان الوالدان هما الذان يختاران لابنهما زوجته، فقال لهما يمكنكما أن تختارا أي فتاة تريدانها ولكن لدي شرط وحيد وسهل وهو أن يكون اسمها فاطيمة...
الفتاة فاطيمة:
-          (تبتسم على استحياء وتبدو منها نظرة فيها فضول ورغبة في سماع باقي الحكاية)
حسن:
-          (يبتسم، وقد أحس أن الفتاة تريد سماع باقي الحكاية) الوالدان، لم يذهبوا يبحثون عن فتاة لابنها بعيدا، لم يبحثوا في فايسبوك أو تويتر مثلا، وإنما بين الأقارب والجيران، وبسرعة انتبهت الأم إلى وجود فتاة جميلة جارة لهم اسمها فاطيمة، خطبتها لابنها ثم كان الزواج وأنجبا تسعة أبناء...
الفتاة فاطيمة:
-          تسعة؟! ما شاء الله...
حسن:
-          ولكن ليس هذا هو أهم ما في الحكاية، هناك سر وهو أن أبي خليل كان قد رأى جارتهم هذه مرة واحدة قبل ذلك فأحبها، سأل عن اسمها فعرف أن اسمها فاطيمة، وعندما حدثه والداه بالزواج أخبرهما بشرطه، كان يعرف أنهما سوف يبحثان له عن زوجة بين معارفهما من الجيران والأقارب وفاطيمة كانت الأقرب إليهما، وهكذا تزوج الفتاة التي أحبها...
الفتاة فاطيمة:
-          (مبتسمة) كأنها قصة من ألف ليلة وليلة...
حسن:
-          (يبتسم وهو ينظر إلى الشيخ خليل من بعيد وهو نائم) كل حياة أبي خليل من ألف ليلة وليلة... ربما أخبرك يوما عن أشياء أخرى...
الفتاة فاطيمة:
-          (تبتسم ابتسامة سعيدة)
حسن:
-          (ينتبه إلى ذلك فيقترب من سلة الفتاة ويضع سلته أمامه على الأرض) أريد أن أهديك سمكة...
الفتاة فاطيمة:
-          (تصمت مفكرة ثم تقول) ولكن عندي شرط...
حسن:
-          (مبتسما) أعرفه... أن يكون اسمها فاطيمة...
فاطيمة:
-          (تبتسم على استحياء)
حسن:
-          (يختار أكبر سمكة في سلته ويبلغ وزنها ثلاث كيلوغرامات ويضعها في سلة الفتاة ثم يرفع رأسه ناحية الشيخ خليل ويقول) والآن علي أن أذهب لايقاظ صديقي...
فاطيمة:
-          (تحرك رأسها موافقة ولا تنبس بكلمة)
حسن:
-          (يمضي اتجاه الشيخ خليل وفي وسط الطريق يلتفت يرى فاطيمة)
فاطيمة:
-          (قد عادت إلى مذاكرتها)
حسن:
-          (يتأملها ثم ينصرف)
9-      خارجي/ على الدراجة النارية في الطريق الواسع والفارغ في المدينة الحديثة/ نهار (أو آخر النهار بداية الليل أي وقت المغرب)
حسن، الشيخ خليل
نلاحظ أن الأنوار بدأت تشتعل في المدينة
                                                                        حسن:
-          (شارد في أحلامه ينظر إلى الطريق أمامه ولكنه في عالم آخر)
الشيخ خليل:
-          (ينظر مستغربا من وراء إلى حسن ثم يسأل) حسن لماذا لا ترد علي؟! ما بك؟!
حسن:
-          (بعد أن كان شاردا ينتبه) ماذا؟
الشيخ خليل:
-          أين كنت؟! ما بك؟!
حسن:
-          آه؟ لا شيء...
الشيخ خليل:
-          (مفكرا) لا شيء؟! (يتأمل حسن من الخلف)
10-  خارجي/ في أنهج المدينة العتيقة/ ليلا
حسن، الشيخ خليل
على خلفية الليل في المدينة العتيقة التي بها إضاءة خافتة وليست قوية مثلما في المدينة الحديثة.
هنا يكون مصدر الضوء الرئيسي في المشهد هو ضوء مصباح الدراجة النارية.
الخلفية الصوتية هي صوت الدراجة النارية.
11-  خارجي/ النهج الذي فيه بيت الشيخ خليل (المدينة العتيقة)/ ليلا
الشيخ خليل، حسن
عندما نصل إلى النهج الذي به بيت الشيخ خليل ينقطع الضوء.
                                                                        الشيخ خليل:
-          حسن احذر...
حسن:
-          ماذا حدث...
الشيخ:
-          (منزعج) لا أدري... لقد انقطع الضوء...
حينئذ تتوقف الدراجة النارية أمام بيت الشيخ خليل. يكون الظلام شاملا ولا نكاد نرى شيئا...
                                                                        الشيخ خليل:
-          (وهو يدفع باب بيته ويدخل إليه في الظلام) لحظة...
لحظات ويشتعل ضوء فضاء بهو البيت فيصبح للنهج المظلم مصدرين للضوء، مصباح الدراجة النارية والضوء القادم من باب البيت.
                                                                        الشيخ خليل:
-          (يظهر من جديد)
حسن:
-          (يكون قد أنزل أدوات صيد الشيخ خليل على الأرض ومد إليه سلة السمك) هذا السمك لك
الشيخ خليل:
-          وماذا أبقيت لنفسك؟!
حسن:
-          لقد أخذت...
الشيخ خليل:
-          ماذا أخذت؟! لا أراك أخذت شيئا؟!
حسن:
-          لقد أخذت السمكة الأكبر...
الشيخ حسن:
-          أين هي هذه السمك الأكبر...؟!
حسن:
-          (يبدأ يتقدم بدراجته النارية)
الشيخ خليل:
-          (يتأمله متعجبا ثم يقول) أنت غريب الأطوار اليوم...
حسن:
-          (على دراجته النارية ينصرف) ملتقانا غدا في الجامع في صلاة العصر... لا تغرق في النوم...
الشيخ:
-          اطمئن لن أغلق عينيا غدا...
12-  خارجي/ في المدينة العتيقة (النهج الذي رأيناه في المشهد الأول)/ ليلا
حسن، الشيخ خليل
(هذا المشهد مهم جدا وهو للربط)
يختفي حسن على دراجته النارية في نفس المنعطف الذي ظهر منه أول مرة في المشهد الأول. قبل أن يختفي وراء المنعطف يكون مصدر الضوء بالنسبة لنا هو مصباح الدراجة النارية. عندما تختفي هذه الأخيرة وراء المنعطف يبقى مصدر الضوء بالنسبة إلينا مصباحها ومع ابتعادها في المنعطف يخفت ضوء المصباح القادم من وراء المنعطف، حتى يصبح منعدما وتصبح اللوحة سوداء تماما. بعد ذلك نبقى نسمع صوت محرك  الدراجة النارية تبتعد حتى لا نعود نسمعه.
بعدها نبدأ نسمع حركة إنسية وبعض أصوات المدينة العتيقة في النهار ثم يرجع إلينا صوت الدراجة النارية خافتا قادما من بعيد وتبدأ الصفحة السوداء تتحول إلى بيضاء ثم تنفتح عن مشهد النهج عند ذلك المنعطف ولكن ليس في الليل وإنما في النهار (وقت صلاة العصر).
يبدأ صوت الدراجة النارية يزيد وهي تقترب ثم يتحول إلى قوي وتظهر الدراجة وعليها حسن ووراءه الشيخ خليل وخلفهم أدوات الصيد. الجديد في مظهر الشيخ خليل أنه يضع نظارات شمسية على عينيه وذلك على غير عادته.
                                                                        حسن:
-          ماذا حصل لك؟! لم تعد تريد رؤية الألوان؟!
الشيخ خليل:
-          (رافضا النقاش ولا يرد، ويثبت النظارات الشمسية على عينيه في حركة تحد)
13-   خارجي/ على شاطئ البحر/ نهار
حسن، الشيخ خليل
هذا المشهد هو إعادة للمشهد ستة، حيث نرى الشيخ خليل قد ثُبِّتت قصبته على الرمل بعد أن رميت سنارته إلى البحر وهو مستلق على كرسيه الطويل، ويمضي حسن بعيدا عنه وعندما يبلغ عشرة أمتار وقبل أن يضع السماعات على أذنيه يسمع رنين جرس القصبة فيلتفت فيرى الشيخ خليل مستلق على كرسيه نظاراته الشمسية على عينيه ينظر اتجاهه وهو يبدو نائما. يلتفت إليه حسن ثم يهمس:
                                                                        حسن:
-          لحقت تنام (ثم يكمل طريقه)
الشيخ خليل:
-          (عندما ينصرف حسن، يميل رأسه وينظر من فوق النظارات الشمسية في حركة تنم عن أنه لم يكن نائما وأنه يراقب حسن)
14-  خارجي/ على شاطئ البحر مكان حسن/ نهار
حسن، الشيخ خليل، الفتاة فاطيمة
نرى حسن في مكانه وقد اصطاد عددا غير قليل من السمك ونرى أن الشمس قد مالت للغروب ونرى من بعيد الشيخ خليل مستلق على كرسيه الطويل نظاراته الشمسية على عينيه ينظر اتجاه حسن، نرى أن مكان فاطيمة فارغا، يتأمله حسن ينظر من حوله وخاصة اتجاه الطريق ثم ينظر إلى سلة السمك بجانبه ثم إلى الشمس الغاربة ثم يطرق، قليلا ويرفع رأسه فإذا به يرى فاطيمة قادمة من جهة الطريق ولكن ليس اتجاه مكانها المعتاد وإنما تمشي نحو مكان الشيخ خليل، وتأتي هذه المرة بدون قصبتها وأدوات الصيد وإنما في يدها قفة كبيرة يبدو أنها ثقلت عليها.
من موقع حسن، نرى فاطيمة تصل عند الشيخ خليل تكلمه ولكن لا يرد ما يعني أنه كان نائما، ثم بعد وقت ينتبه كم كان نائما يرفع النظارات عن عينيه يمسح عينيه يتأملها يسمع ما تقول له، تلتفت فاطيمة نحو حسن وهي تحدث الشيخ خليل، بعدها ينهض هذا الأخير ويرفع يده إلى حسن ويناديه بحركة من يده، حينئذ ينهض حسن من مكانه.
15-  خارجي/ عند موقع الشيخ خليل/ نهار (وقت الغروب)
حسن، الشيخ خليل، الفتاة فاطيمة
يجلس ثلاثتهم حول سفرة يتوسطها طبق كسكسي عليه تلك السمكة الكبيرة التي اصطادها حسن وأهداها لفاطيمة. يأكل الثلاثة وعلى وجوههم علامات السعادة
16-  خارجي/ عند شاطئ البحر/ نهار
حسن، الشيخ خليل، الفتاة فاطيمة، صبي صغير في الرابعة من العمر
(بعد خمس سنين)
يدخل حسن الشاطئ من جهة الطريق وهو يحمل على رأسه طاولة صغيرة للأطفال ويتأبط الكراسي ويحمل بعض أدوات الصيد وخلفه فاطيمة وهي تحمل على ظهرها صغيرا في سنته الثانية، تأخذ بإحدى يديها القصبات... من خلفها يمشي الشيخ خليل بحذر على الرمال وهو يشد بيده صبيا في الرابعة من العمر. ويحمل هذا الأخير محفظته المدرسية على ظهره. قريبا من البحر، يفتح حسن الكرسي الطويل للشيخ خليل، يجلسه عليه، تقوم فاطيمة بوضع الطاولة الصغيرة لابنها ثم فتح كرسي صغير له، يجلس الصبي ويفتح حقيبته ليخرج كتبه. يبدأ حسن في إعداد قصبة الشيخ خليل، يرمي بسنارتها إلى البحر ثم يثبت القصبة عند قدمي الشيخ، ثم يقوم بإعداد قصبته ويرمي سنارته في البحر ثم يثبت القصبة أمامه.
بعد أن تنتهي فاطيمة من إجلاس ابنها تقوم بدورها بإعداد قصبتها، ترسل السنارة إلى البحر، تثبت قصبتها أمامها ثم تجلس عندها إلى جانب ابنها تذاكر له
(ملاحظة: يكون هذا المشهد، ربما ليس منذ بدايته، خلفية الجينيريك النهائي)
(انتهت)
© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com

تعليقات