سيناريو فيلم قصير:
الحياة... بين عالمين
بقلم: محسن الهذيلي
الاهداء: إلى زينة الكعبي، تلك الجامعية التونسية التي اختارت أن ترعى الغنم بشرف على أن تبقى عاطلة عن العمل.
الاهداء: إلى زينة الكعبي، تلك الجامعية التونسية التي اختارت أن ترعى الغنم بشرف على أن تبقى عاطلة عن العمل.
1-
خارجي/ عند باب بيت في
المدينة العتيقة/ نهار
الممرضان/ الرجل الخمسيني (الابن الأكبر للمريض)،
امرأة أربعينية (زوجة الرجل)
سيارة اسعاف واقفة أمام باب بيت مشرع،
ومن حين لآخر نرى إحدى النساء من الجيران تدلف منه إلى الداخل أو إلى الخارج، ونرى
الباب الخلفي للسيارة التي تشعل أضواءها الزرقاء، مفتوحا. لحظة ويظهر الممرضان من
داخل الدار يصحبهما رجل خمسيني. يمضي أحد الممرضين بالسرير إلى الوراء ويضعه في
السيارة ويغلق الباب.
في هذه الأثناء يمر أحد الجيران
فيسأل الرجل الخمسيني
-
كيف حال عمي الهادي؟
الرجل الخمسيني:
-
ربي يفرج...
الممرضان، وهما يزمعان الركوب إلى الأمام
بجانب السائق يرفعان يديهما بالتحية...
بعدما تمضي سيارة الاسعاف، تظهر سيدة
أربعينية (زوجة الرجل) من داخل البيت، وهي تغلق الباب الذي كان مفتوحا على مصرعين
تقول لزوجها وهما لا يزالان على العتبة.
المرأة:
-
(همسا) هل أخبرت أخوك ؟!
الرجل:
-
(كأن السؤال قد فاجئه،
لا يجد ما يقول)
المرأة:
-
(حذرة أن يسمعها أحد) لقد
قالوا لكم خذوه يموت في بيته...
الرجل:
-
ولكنه لم يأتي حتى في
وفاة أمه... ثم نحن لا نعلم متى يتوفى... ربما في يوم وربما في أسبوع...
المرأة:
-
(مقاطعة) لعله يريد أن
يراه قبل موته...
الرجل:
-
(مفكرا، يطرق صامتا ثم يدخل
إلى البيت)
الزوجة:
-
(من فوق العتبة، تمد
رأسها تنظر في النهج ثم تدخل وتغلق الباب)
2-
خارجي/ وسط فناء بيت
تقليدي/ نهار
المرأة1 (زوجة الابن الأكبر)، المرأة 2 (ثلاثينية
(بنت المريض)، المرأة3 (بنت المريض)، المرأة4 (جارة)، وبعض الأطفال يلعبون في
الفناء.
المرأة2:
-
ومتى سيصل؟
المرأة1:
-
أخوك قال في الليل...
المرأة3:
-
(منتقدة) أخيرا قرر
المجيء...!
المرأة4 (واضح أنها ليست من
العائلة):
-
(مستغربة ولكن ليس
لأنها لم تكن تعلم وإنما للتأكيد على غرابة ما حدث من باب المآخذة) هل حضر في وفاة
أمه؟!
ينظر إليها باقي النساء شزرا ثم
ينظرن إلى بعضهن ولا يجبنها على سؤالها.
المرأة4:
-
(عندما لا يجيبها أحد
تقول متراجعة عن مآخذتها) كندا ليست فرنسا، إنها بعيدة وتذاكرها باهظة...
لا أحد يرد عليها...
يدخل الابن الأكبر من الخارج مسرعا
الابن
الأكبر (أو الشقيق الأكبر):
-
(منفعل) عبد الحميد وصل...
كل النساء تنهض بسرعة وقد فاجأهن
الخبر، ويخرج عدد كبير من الناس من الغرف ومن المطبخ وفجأة يصبح الفناء مكتضا
بالناس.
الزوجة:
-
(تقترب من زوجها غاضبة وتقول
مؤنبة) ألم تقل إنه يصل في الليل؟!
الابن الأكبر (الزوج):
-
(ينظر إلى زوجته
مستغربا انفعالها ولا ينبس بكلمة)
3-
خارجي/ فوق سطح البيت
التقليدي/ نهار (قبل طلوع الشمس)
الابن الأكبر، عبد الحميد (رجل أربعيني)
نرى عبد الحميد واقفا وحده في سطح
البيت ينظر إلى أسطح ومنارات المدينة العتيقة وإذا بشقيقه الأكبر يظهر من تحت
ويمشي إليه.
عبد
الحميد:
-
(ينتبه إلى قدوم شقيقه
فيقول همسا) صالح؟! صباح الخير...
الابن
الأكبر:
-
ألم تنم؟!
عبد الحميد:
-
لن أنام حتى أتحدث معه...
الابن الأكبر:
-
وما الذي منعك؟!
عبد الحميد:
-
(مشيرا برأسه) وجود كل هؤلاء...
الابن الأكبر:
-
(مفكرا ولكن لا ينبس
بكلمة)
عبد الحميد:
-
(ينظر في عيني شقيقه) صالح...
أريد أن آخذه بعيدا وأتحدث معه على انفراد...
الرجل2:
-
(مستغربا) بعيدا؟! ولكن
الرجل مريض جدا ويمكن أن يموت في أي لحظة، وإخوتك... هل تظنهم يوافقون...؟
عبد الحميد:
-
(مترجيا وفي موقف ضعف)
أخي صالح من فضلك... ساعدني...
الابن الأكبر (صالح):
-
(ينظر إلى شقيقه ثم إلى
الأفق ثم يلتفت إلى شقيقه ثانية ويقول) وماذا تعني بتأخذه بعيدا؟!
عبد الحميد:
-
البستان... في الجبل...
الابن الأكبر (صالح):
-
(مفكرا) سأرى أولا إن
كان هو يوافق...
4-
خارجي/ على طريق فلاحي
وسط الطبيعة/ نهار
سائق السيارة، عبد الحميد، الأب، راعية غنم أربعينية محجبة
(خديجة)
في طريق فلاحي في مرتفع جميل، ليس
بالجبل ولا بالسهل. فجأة يرن محمول عبد الحميد...
عبد
الحميد:
-
(ينظر إلى الرقم ثم
متجهما يفتح الخط ويتكلم بالفرنسية) (Bonjour Christine… Ici c’est le jour… Non je ne vais plus revenir… ça ne
peut pas continuer comme ça était… Tu veux rester avec moi ? Pas labà en tous
cas… oui ça ne peut être qu’ici)
في هذه اللحظة يمر أمام السيارة
قطيع من الغنم والماعز وتكون الراعية سيدة في الأربعينات، ويسترعي ظهورها الانتباه
البالغ لعبد الحميد، ما يجعله يقطع المكالمة تقريبا.
عبد
الحميد:
-
(Christine… Je dois te laisser maintenant… Je te
rappellerais) (ويبقى يتطلع إلى الراعية باندهاش كبير ويبدو أنه يعرفها جيدا
ويلاحقها بنظره ويلتفت إليها حتى عندما تتجاوزها السيارة وتصبح وراءها)
خديجة:
-
(وهي تمضي تقود غنمها
تلتفت إلى عبد الحميد وتنظر متفحصة ومندهشة)
سائق السيارة:
-
(يقول أثناء ذلك) هذه "الشيخة"،
هكذا يلقبها أهل البلدة، يقال إنها كانت طبيبة وقررت أن ترجع إلى أرض أجدادها
وتعيش هنا مثلما ترى، لم يعد الناس ينادونها دكتورة لأنها باتت تعالج بالأعشاب
والفواكه والخضروات وكذلك بالذِّكْرِ...)
عبد الحميد:
-
(مشرعا عينيه يحدق إلى
السائق مستغربا ما يقوله)
5-
خارجي/ ساحة أمام بيت
منعزل يفتح على أرض فلاحية واسعة/ نهار
عبد الحميد، الأب، السائق
يكون الأب جالسا أو نائما في
المقعد الخلفي وبجانبه عبد الحميد، تتوقف السيارة، ينزل هذا الأخير، يبحث في جيبه
عن مفتاح باب البيت، يمشي إليه يفتحه، يدخل، لحظة ويظهر من جديد، يرجع، يفتح الباب
من جهة والده.
يقترب السائق ليساعده...
عبد
الحميد:
-
(بحركة من يده يمنع
السائق أن يتدخل، يقترب من أبيه المريض النائم تقريبا يهمس في أذنه) سوف أحملك...
(يحمل أبيه النحيل في حضنه ويمشي به نحو البيت)
6-
خارجي/ عند شجرة تطل
على ساحة البيت/ نهار
خديجة
تتطلع خديجة من بعيد متخفية وراء
شجرة إلى عبد الحميد وهو يحمل أبيه في حضنه ويدخله إلى البيت.
7-
داخلي/ غرفة نوم/ ليلا
عبد الحميد، الأب
يقترب عبد الحميد من أبيه النائم
في فراشه، يتفقده، يطمئن إلى أنه ينام، يغادر الغرفة.
8-
داخلي/ قاعة الجلوس/
ليلا
عبد الحميد
وهو يغلق باب الغرفة على أبيه،
يسمع صوت طرق خفيف على باب البيت الخارجي، يستغرب، ينظر إلى ساعته، نرى أن الوقت
بعد منتصف الليل، يمضي إلى الباب، يضغط على مفتاح الضوء الخارجي، يفتح الباب، ينظر
فلا يرى أحدا...
9-
خارجي/الساحة أمام
البيت/ ليلا
عبد الحميد، خديجة
يغادر عبد الحميد البيت ويمشي
قليلا على ضوء المصباح الضعيف المشتعل، وفي حدود الظلام والضوء تقف خديجة تحمل في يدها
سلة.
عبد
الحميد:
-
(يقترب من خديجة فيلاحظ
أن على يديها وثيابها بعض الدم) خديجة؟! ماذا فعلت بنفسك؟! ما هذا الدم الذي في يديك
وثيابك؟!
خديجة:
-
(صامتة، تمد إلى عبد
الحميد السلة)
عبد الحميد:
-
(مندهشا) ما هذه؟
خديجة:
-
لقد ذبحت...
عبد الحميد:
-
(مقاطعا ومرعوبا) ذبحت
ماذا؟!
خديجة:
-
أنت دائما مرعوب هكذا؟!
عبد الحميد:
-
أصبحت أنا المرعوب؟!
خديجة:
-
أعرف أن عمي الهادي
مريض جدا... لقد ذبحت له بنفسي خروفا ترعرع بعيدا عن الحضارة ولوثتها، لقد فصلت
لحمه من عظمه، (تمد السلة إلى عبد الحميد ثانية) هذا العظم، اجعله في قدر في الماء
واتركه يطبخ على نار خافتة، سوف أخبرك متى تغلق عليه... (تريد أن تنصرف)
عبد الحميد:
-
(يستلم السلة وينظر ما
فيها ثم يقول مستغربا) خديجة أين تذهبين؟! لابد أن نتحدث...
خديجة:
-
(وهي تنصرف) ليشفى عمي
الهادي أولا...
عبد الحميد:
-
(منقبض من الحزن) ولكنه
لن يشفى... إنك لم تسأليني عن مرضه!
خديجة:
-
مهما كان المرض فهو
طارئ عليه... لم يخلقنا الله لنمرض...
عبد الحميد:
-
(مندهشا) أصبحت تتحدثين
عن الله...؟!
خديجة:
-
(مقاطعة) قلت لك نتكلم
فيما بعد، ليقم عمي الهادي على رجليه أولا... (وبغيرة أنثوية على استحياء تقول) ولا
يعود يحتاجك حتى تحمله بين يديك...
عبد الحميد:
-
يقوم على رجليه؟!
خديجة:
-
(تنصرف دون استئذان)
عبد الحميد:
-
(منزعجا) خديجة...
خديجة... أين تذهبين... (ينظر إلى الظلام من حوله ولكن خديجة اختفت، ينظر إلى
السلة التي في يده يفتحها ثانية، يبعدها عنه، يعاود النظر في الظلام ثم يمشي إلى
الباب المفتوح، يدخله، يغلقه ثم ينطفئ الضوء)
10- داخلي/ مطبخ/ ليلا
عبد الحميد
يلبس عبد الحميد على صدره منديلا
للطبخ ويحرك قدرا من العظم ثم يضيف إليه الماء، في هذه اللحظة يدق الباب دقا خفيفا،
ينتبه، يغادر المطبخ مسرعا.
11- داخلي/ قاعة الجلوس/ ليلا
عبد الحميد
يضغط على مفتاح مصباح الضوء
الخارجي، يفتح الباب، يمد رأسه ينظر، لا أحد، يغادر.
12- خارجي/ الساحة أمام البيت/ ليلا
عبد الحميد، خديجة
يمشي عبد الحميد إلى حيث حدود
الضوء والظلام، هناك كما في المرة السابقة تقف خديجة
خديجة:
-
(تنظر إلى عبد الحميد
الذي يضع منديل الطبخ وتبتسم)
عبد الحميد:
-
(ينظر إلى نفسه)
خديجة:
-
(تمد يدها
بكأس إلى عبد الحميد)
عبد الحميد:
-
ما هذا؟!
خديجة:
-
(تنظر إلى الأفق) لقد
حان وقت صلاة الفجر، لابد أن توقظ عمي الهادي، تقول له بالحرف: "انهض للصلاة
مع الملائكة"، وعندما ينهض، تجلسه وتجرعه هذا العصير، بعدها تساعده على
التيمم وتطلب منه أن يصلي جالسا وليس مستلقيا. واضح؟
عبد الحميد:
-
(مثل شخص لم يفهم شيئا)
ماذا؟!
خديجة:
-
(تمد ورقة إلى عبد
الحميد) وهذه الأوراد لابد أن يقرأها بعد الانتهاء من الصلاة، يمكنه إن لم يستطع
أن يقرأها جالسا أن يستلقي (دون استئذان، تريد أن تنصرف فتتوقف وتقول) لم تقل لي
هل مازلت لا تؤمن بالله؟
عبد الحميد:
-
(مندهشا) وكيف أؤمن؟!
خديجة:
-
(قبل أن تنصرف) تقرر...
تقرر أن تؤمن... (ثم تمضي وتختفي في الظلام الدامس)
عبد الحميد:
-
(يلاحقها بنظره مندهشا
ولا ينبس بكلمة، عندما لا يعود يراها، ينظر إلى الكأس الممتلئ في يده ثم يمضي به
حذرا جدا نحو الباب)
13- داخلي/ غرفة الأب/ ليلا (قبل الشروق بقليل)
عبد الحميد، الأب
الأب مستلق على ظهره، عبد الحميد
جالس بجانبه على كرسي قبالة الفراش، عبد الحميد يقرأ الورد وهو في شكل دعاء والأب
يعيد بعده.
عبد
الحميد:
-
(يقرأ من الورقة التي
أعطته إياها خديجة) يا ربي أنت الشافي لا شفاء غير شفائك...
الأب:
-
(بصوت خافت) يا ربي أنت
الشافي، لا شفاء غير شفائك...
عبد الحميد:
-
يا ربي أنت الشافي...
في هذه اللحظة يطرق الباب فيتوقف
عبد الحميد عن الذكر، يتبادل النظر مع أبيه ثم ينهض ليفتح الباب.
14- خارجي/ الساحة أمام الباب/ نهار
عبد الحميد، خديجة
يفتح عبد الحميد الباب فيرى خديجة
واقفة في نفس المكان الذي تقف فيه دائما، وتضع بين يديها سلتين كبيرتين وتحمل عصا
في يدها وهي في لباس الراعي الذي رأيناها به في مشهد سابق
عبد
الحميد:
-
(بتواضع واضح، يقترب من
خديجة)
خديجة:
-
(واقفة في مكانها لم
تتزحزح وعصاها في يدها)
عبد الحميد:
-
(يقترب من خدجية بحيث
يكون منها على متر ونصف تقريبا، يتأملها بإكبار ولا ينبس بكلمة)
خديجة:
-
(كشخص يقدم التعليمات
لمن يعمل تحت امرتها) يمكنك الآن أن تغلق النار على العظام، لابد أنها ذابت،
بمائها تطبخ لعمي الهادي غداءه وعشاءه والباقي تجعله في الثلاجة...
عبد الحميد:
-
(متواضعا) ولكنك تعلمين
أنني لا أعرف أطبخ إلا الشربة...
خديجة:
-
إذن غده شربة وعشه
شربة... (تنظر إلى السلال أمامها) وهذه تصنع له بها عصائر وتشربه إياها، (وهي تلوح
بعصاها ثم تجعلها على كتفها تقول) وقل له خديجة تقول لك غدا ترعى معي الغنم...
عبد الحميد:
-
(لا يدري ما يقول ثم
ينطق مشيرا إلى السلال أمامه) وهذه ماذا فيها؟
خديجة:
-
(وهي تنصرف) خضروات
وفواكه لم تلمسها يد الانسان المتحضر... ولم يصبها لا داءه ولا دواءه...
عبد الحميد:
-
(يتطلع إلى خديجة تنصرف
وتختفي وراء الأشجار. لحظات بعد اختفائها، يسمع جلاجل بعض الأغنام ومأمأة بعض
الخرفان. وهو يحدق إلى الأفق البعيد، يستنشق الهواء ويملأ به رأتاه، ثم مطمئنا
ينزل إلى السلتين يفتح الأولى فنرى فيها خضروات متنوعة الألوان جميلة، يفتح
الثانية فنرى ثمارا في ألوان قوس قزح، يأخذ حبة مشمش يفتحها نصفين ثم يشمها ويغلق
عينيه)
15- خارجي/ في البرية/ نهار
خديجة، عبد الحميد، الأب، الابن الأكبر،
"كريستين"
من المشهد السابق ننتقل إلى هذا
المشهد من خلال وجه عبد الحميد نفسه، وتكون عيناه كما في المشهد السابق مغمضتان وتختلف
الخلفية والوضعية وتختلف قيمة الضوء بالتأكيد. ونحن نرى وجه عبد الحميد نسمع خديجة
تقول:
خديجة:
-
لا تفتح عينيك... لا
تفتحهما إلا عندما أقول لك...
عبد الحميد:
-
(عيناه منغلقتان ولكن
أشفاره تتحرك وكأنه يريد أن يفتحهما أو يريد أن يتلصص)
خديجة:
-
الآن... يمكنك أن تفتح
عينيك...
عبد الحميد:
-
(نرى عينا عبد الحميد
تنفتحان قليلا قليلا ثم فجأة تتسعان من هول المفاجئة، لا ينبس بكلمة وإنما يعبر من
خلال وجهه فقط عن فرحته ثم تنهمر الدموع)
بعدها نرى الأب يمشي نحو ابنه
يتوكأ على عصى الراعي مطمئنا...
عبد
الحميد:
-
(ينظر سعيدا إلى أبيه
ثم بكثير من السعادة مع الحب ينظر إلى خديجة)
خديجة:
-
(تتابع الأب وهو يتوكئ
على عصاها سعيدة ثم تلتفت فتفاجئ بعبد الحميد ينظر إليها بحب، تتأمله وتبادله نفس النظرة
الملئى بالاحساس بالحب)
في هذه اللحظة نسمع من بعيد صوت
شقيق عبد الحميد الأكبر يناديه
الشقيق
الأكبر:
-
(دون أن نراه) عبد
الحميد... عبد الحميد أين أنت...
يظهر الشقيق الأكبر فيرى أباه يمشي
على قدميه يتوكأ على عصا الرعاية، يتوقف، يصمت وينظر إليه مبهورا.
وراءه تظهر "كريستين"،
تنظر أولا إلى الأب يتوكأ على عصاه ثم تنظر إلى خديجة مليا ثم تنظر إلى عبد الحميد
غاضبة...
ولكن تنظر خديجة إلى
"كريستين" ثم إلى عبد الحميد مبتسمة... (انتهت)
© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن
الهذيلي
Mohsenhedili2@gmail.com
تعليقات
إرسال تعليق