الأنس بالله
بقلم: محسن الهذيلي
إننا أثناء عملنا في شتى المجاﻻت، نطلب أن نكافأ على ما نفعل. وبالفعل يكافئنا الناس على أعمالنا التي نقدمها إليهم. ولكن هذه المكافآت تكون دائما نسبية. وهي كذلك في شتى الاتجاهات. فهي نسبية على مستوى المكافأة ذاتها، وهي نسبية من حيث الاحساس الذي يخلفه تقديمنا لعمل جبار متقن مقابل أجر ﻻ يعادله في القيمة.
كل هذه النسبيات كثيرا ما تأخذنا إلى الإحساس بالإحباط، فتؤثر فينا سلبيا، وربما تدفعنا إلى عدم الإتقان في العمل.
أما مع وجود الله في العﻻقة، وذلك بين العامل والعمل والمعمول له، فإن هاتين المشكلتين سرعان ما تتبخران. حيث يجعلك احساسك بالله واستحضارك له مستغنيا، ولا تنتظر الأجر الدنيوي وحده، بل تعمل للأجر الرباني الذي يختلف في شكل مكافأته عن نظام المكافأة المادية وحدها، ويأخذ صورا متعددة تسمى الرزق، وترتبط بالسﻻمة والعافية والإيمان والإطمئنان والبركة وغيرها.
ويبقى أن هذه المكافأة ليست أهم ما في الارتباط بالله من جهة العمل وأداء كل شيء خالصا لوجهه.
إن أهم شيء في هذه العلاقة هو الصحبة والقرب والأنس بالله. فأنت في كل لحظة من حياتك، وأثناء أدائك لعملك، أي عمل مهما كان بسيطا، تتحاسب مع الله وحده من حيث اتقانك له والمكافأة التي ستنالها عليه.
ومع الوقت، تكتشف أن العمل، الذي تخلص فيه، قد جعل الله رفيقك في كل لحظة، وأدخل على نفسك فرحة عارمة ودائمة بعظيم قربك من الله وصحبتك له وأنسك به.
تعليقات
إرسال تعليق