في حياتنا توجد أماكن مصطنعة أي تخلو من نوافذ على الطبيعة
بقلم: محسن الهذيلي
بعد الكلام الذي قلنا، سوف نكتشف أن كثيرا من الأماكن التي نتردد عليها ليست بها نوافذ حقيقية، وإنما مصطنعة.
وأقول لكم منذ الآن، إنه معقول جدا أﻻ تكون بها نوافذ. لأنها مدروسة ومصممة كي تكون كذلك.
ونوافذها هي من نوع خاص، مرتبط أساسا بوظيفة ذلك الحيز أو المكان.
فمرفق مثل "المول"، ليس من النافع والناجع أن تكون به نوافذ على الخارج أو الطبيعة، مثل حديقة تتجمع فيها الطيور.
نوافذ "المول" هي محلاته التجارية أو النوافذ على أماكن عرض الأغراض.
من وظيفة المكان ذاتها أن لا تتركك تنظر في غير هذا الاتجاه.
أما في قاعة السينما، فإنك حين تدخلها تحس، رغم اتساعها، أنك في مكان أقبح حتى من زنزانة في سجن، فهي بلا نوافذ مطلقا.
أين نافذتها إذن؟! إنها شاشة السينما.
هذان المثالان مهمان جدا في فهم أماكننا التي أصبحنا نعيش فيها.
إنها أماكن ﻻ تتميز بجمالها المنفتح على الطبيعة الرائعة كمثال للحياة، وإنما هي منفتحة على نوافذ العرض وشاشات البث بمختلف أنواعها...
جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com
تعليقات
إرسال تعليق