عمارة القلب عمارة الانفتاح 6

نافذة بسيطة على الطبيعة عندما تغيب عن أحيازنا ماذا يحدث لحياتنا

بقلم: محسن الهذيلي

إن أماكننا حتى الخاص منها قد أصبحت مصممة بحيث تنظر إلى ما يعرض من أشياء. وأصبح أهم ما يؤثثها ويعطيها وجهتها هي الشاشة بمختلف أشكالها وأنواعها.
هذا واضح على مستوى حيزي "المول" وقاعات السينما، فكيف نفهمه داخل بيوتنا؟
إن ثقافة العرض في "الموﻻت" هي أسلوب حياة. إن فلسفة "المول" المكانية هي أﻻ ترى إﻻ بضائعه المعروضة لكي يدفعك ذلك إلى شرائها.
ولكن مع الوقت والمران، يتعلم الناس أﻻ ينظروا إلا إليها في حياتهم، بحيث تصبح مصداقا للجمال والذوق الرفيع والتميز. فيقومون بشرائها سواء كانت أثاثا أو أيقونة أو لباسا أو حتى سيارة.
ثم تأتي بها أيها الإنسان إلى بيتك ولا وتريد من الآخرين الذين يزورونك ألا ينظروا إلى غيرها.
وﻻ تعود تهمك تلك النافذة المطلة على الطبيعة والتي فيها حياة نفسك وروحك.
ومع الوقت، فإن نفسك الفطرية، التي لا تتغير ولا تتبدل، سوف تبدأ تعاني وتقاسي إلى أن تنفجر في وجهك في شكل أمراض نفسية وجسدية ومشاكل أسرية وعائلية.
جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com

تعليقات