عمارة القلب عمارة الانفتاح 13: "حديقة بيتنا تذكرنا بالجنة عند ربنا"




 

بقلم: محسن الهذيلي

ولم يتوقف عمل الشيطان عند إخراج آدم وحواء من الجنة ثم النزوح بالنسبة الأكبر من الإنسانية من الريف إلى المدينة، بل امتد عمله إلى إفساد الطبيعة من خلال ما يسمى بتلوث البيئة. وهو تلوث يأخذ عدة أشكال.

فالتنافس الصناعي والحروب والتسابق في أسلحة الدمار تسببت مع غيرها من الأسباب في تلويث وتدمير مساحات واسعة من الغابات والمناطق الخضراء التي تذكرنا بالجنة..

هناك أيضا مشكلة تغيير جينات النباتات والأشجار بحيث أصبحت كلها أو جزء كبير منها هجينة قد تغيرت تركيبتها الجينية ولم تعد تتفاعل بشكل طبيعي وتلقائي مع تربتها وبيئتها الطبيعية، وربما تسببت حتى في تلوثها. ولا ننسى أيضا دور المبيدات الحشرية والسموم الكيميائية في تدمير التربة وإفساد توازنها.

وكرد فعل على هذا الدمار والغربة، بدأ الإنسان في التفكير جديا في بعض الحلول العملية، ومنها العيش في الريف ومغادرة المدينة تماما، وخاصة تلك المدن الكبيرة جدا والملوثة جدا كالتي يطلق عليها تسمية المدن المليونية. من الحلول الأخرى إعتياد الإنسان مغادرة المدينة بشكل جزئي، وذلك بالمواظبة على الخروج منها دوريا في اتجاه الريف والغابات والجبال والبحيرات وغيرها.

هذا بالنسبة للخروج من المدينة بشكل دائم أو دوري، أما حين نكون داخلها، فعلينا ألا ننسى أبدا أن نجعل لنا فيها حديقة ضمن بيتنا، وذلك مهما صغر، فنقتطع منه ثلث أو نصف مساحته نجعلها حديقة في وسطنا تنفتح عليها غرفنا وتكون بعيدة عن نظر المتطفلين في الخارج.

فالحديقة هي المتنفس لغرف البيت والإنسان الذي يقطنها. أما وسائل الترفيه واللهو التي بات يدمنها كثير من الناس فهي كذبة كبيرة تبين الأرقام أنها تزيد من تعاسة الإنسان، وهي في ذات الوقت تبعده عن ذاته وعن فكرة ارتباطه التكويني بالجنة في السماء.

وتذكرنا الحقول والغابات في الطبيعة البكر وكذلك الحديقة داخل البيت أو حتى بعض النباتات التي نأتي بها إلى غرفنا وأحيازنا، بأهمية تلك الجنة في السماء ومرجعيتها في نفوسنا. وحسب هذا الاعتقاد فإن حديقة البيت والاستمتاع بها يصبح مختلفا ورائعا بسبب ذلك الربط الروحي. لأن هذا الربط يجعلنا نعيش حديقتنا بخلفية إحساس الجنة وما أعظمه من إحساس.

 ويمكننا، إن أردنا زيادة تذكير من أجل زيادة وعي، أن نعلق على حدائق بيوتنا، ومهما كانت صغيرة، ألواحا نكتب عليها ما يلي: "حديقة بيتنا تذكرنا بالجنة عند ربنا"

(يتبع)

©جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com
©حقوق التصوير محفوظة للمصور نبيل الرواحي
nalrawahi@hotmail.com

تعليقات

  1. Titanium edc - Tioga Art Museum - TITIADIA TOTO
    TOTO. - titanium watch Tioga Art Museum - TITIADIA TOTO Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto Toto titanium rainbow quartz Toto Toto titanium mig 170 Toto solo titanium razor Toto titanium chords Toto Toto Toto Toto Toto Toto

    ردحذف

إرسال تعليق