قصة قصيرة للأطفال: حكايات كان يرويها لنا أبي



بقلم: محسن الهذيلي

يوجد لدى والدي ميزة ربما تجدونها أنتم أيضا عند والديكم، وهي إنه كان يروي لنا الحكاية الواحدة ويعيدها علينا مرات ومرات. لم أكن أعرف وأنا طفل ثم شاب بعد ذلك لماذا تلك الإعادة والتكرار. كنت أقول في نفسي: "ربما هو ينسى أنه رواها لنا قبل ذلك"، وأحيانا أقول: "ربما هو يرويها ويعيد روايتها من أجل ما يمكن أن تعود به علينا من النفع والفائدة التربوية، أو ربما هو يعيد علينا الحكاية لأنها بكل بساطة تعجبه".

ولم أكن متأكدا وأنا شاب أي هذه الأجوبة هو الصواب. وعندما كبرت وبدأت مثل أبي تماما أروي لأبنائي بعض الحكايات بالذات وأعيدها عليهم مرات ومرات، عرفت أخيرا السبب الحقيقي الذي يقف وراء ذلك الاختيار. بكل اختصار: السبب هو أن كل تلك الأسباب الثلاثة حقيقية وواقعة.

والآن أريد أن أمضي بكم إلى إحدى هذه القصص التي كان يرويها أبي ثم يعيد روايتها علينا لأنه لم يكن يعلم أنه يعيدها علينا للمرة المائة، ولأنه كان يعلم إنه إنما يفعل ذلك بقصد أن نتعلم منها، ولأنه كان يعلم أيضا أن في تلك الحكاية ذكريات وأحاسيس خاصة لازالت تتحرك في وجدانه وتدفعه إلى أن يرويها ويعيد روايتها كي يستمتع هو أيضا بها.

أستسمحكم الآن، فسأرجئ سرد أولى هذه الحكايات إلى الورقة القادمة لأني كما ترون أثقلت عليكم حيث كتبت وأعدت كتابة نفس الفكرة مرة ومرة وذلك عن علم مني ومن دون علم. 

©جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com

 © حقوق التصوير محفوظة للمهندسة مودة سيف الصوافي

mawada992@gmail.com





تعليقات