عمارة القلب عمارة الإنفتاح 17

 




بقلم: محسن الهذيلي 

"حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ" [التوبة: 118]

تضيق على الإنسان نفسه، فتضيق عليه الأرض بأماكنها مهما اتسعت.

عندما نفكر في المكان أو في الحيز، فإنه كثيرا ما تحضر أمام أعيننا الأماكن الخارجية وتأثيراتها الإيجابية - أو حتى السلبية- على أنفسنا. ولكننا نادرا ما نفكر في هذه الأنفس ذاتها ونرى أنها مكون أصيل في وعينا بأي مكان نعيشه. أي إنه لا يمكننا أن نتفاعل مع أي جمال للمكان بدون هذه النفس. فعندما تكون أنفسنا سعيدة و مطمئنة فإننا سنتلذذ بالضرورة بالأماكن الجميلة التي نتردد عليها أو نقضي فيها أغلب وقتنا.

صحيح أن هناك تأثر في الاتجاهين من النفس المطمئنة والسعيدة والمكان الجميل، ولكن سعادة النفس لا تتأتى بوجود الأماكن الجميلة في حياتنا وحدها. فذكر الله وصفاء الود معه هي المصدر الأساس في طمأنينة النفس الإنسانية. وربما تكون تلك الطمأنينة هي أهم شرط يوصل الإنسان لاكتشاف أجمل الأماكن في حياته -وفي نفسه أيضا- والتي تتمثل، كما رأينا في مقالات سابقة، في أجواء العلاقات الإنسانية التراحمية والعلاقة بالطبيعة الربانية الزاهرة والبعيدة كل البعد عن ضيق المدن واكتضاض الأسواق وصخبها..

تعليقات