بقلم: محسن الهذيلي
قرأت البارحة العدد 32 من مجلة نيبونيكا. والمجلة تصدر عن وزارة الخارجية اليابانية. وتسعى إلى التعريف بالثقافة اليابانية. وعنوان العدد جميل وشيق: اليابان ثقافة أنشأت على الأخشاب.
ويخبرنا المقال الأول أن الغابات تغطي 70٪ من مساحة أرض اليابان. ما جعل أجمل وأروع البنايات في اليابان مصنوعة من الخشب. وذلك على مدى مئات بل آلاف من السنين.
في المقال الثاني تعرفنا على خبرات اليابان في البناء بالخشب وعن أساليبها وكيف توارثها اليابانيون عبر العصور
في الحديث عن إتقان اليابانيين لهذه الصنعة حتى زمننا الحاضر تحدث المقال عن شركة "كونغو غوميز" الواقعة في مدينة أوساكا. ويُعتقد أنها أنشأت في سنة 593م. لذا تشتهر بأنها أقدم شركة في العالم.
وأشار المقال إلى طريقة "كيغومي" في البناء وهي طريقة تعتمد على توصيل قطع الخشب بدون مسامير أو وصلات معدنية. وذلك لحماية الخشب من التلف الناتج عن تأكسد الأجزاء المعدنية وصدأها. كما تمتص تلك الأنواع من الوصلات الاهتزازات وتشتت أثرها مما يزيد من قدرة البناية على مقاومة الزلازل.
وعلمنا أيضا أنه يوجد ما يزيد عن مائتي تكنيك في طريقة "كيغومي" هذه للبناء.
أما عن مقال "قمة الاسترخاء تتحقق بالخشب" فيحدثنا عن قطار "نانا تسوبوشي" في جزيرة كيوشو "سبعة نجوم" والذي تم افتتاحه في سنة 2013. "هذا القطار يجمع في مكان واحد أفضل ما لدى أساتذة الحرفة من الصناع اليابانيين. والغريب في هذا القطار أنه يبدو من الداخل وكأنه مصنوع من الخشب الخالص وهو في الحقيقة "مصنوع من ألواح يكسوها خشب طبيعي بسمك 0.2 ملليمتر فقط بينما الخلفية كلها من الألمنيوم."
في مقال "استكشاف روائح الخشب" تعرفنا على أن لليابانيين تقليد عريق متمثل في" حفل استنشاق الروائح" أو" كودو". وهو على غرار حفل الشاي وتنسيق الزهور يحظى باحترام كبير لدى اليابانيين. ويلعب الخشب مثل خشب الصندل وخشب الأغرة، "دورا هاما في هذا الفن الخاص الذي يهوى البخور"
ونتعرف في هذا المقال أيضا على أن النبلاء اليابانيين في الماضي وكذلك طبقة الساموراي المحاربين كانوا يحرقون كرات البخور ليضيفون رائحتها الزكية على ملابسهم وداخل بيوتهم. وهي عادة نجدها عند العرب ومنهم العمانيون الذين أعيش الآن بين ظهرانيهم.
وذكر المقال أيضا لعبة" كوميكو" وهي لعبة يستنشق فيها الحاضرون أنواع مختلفة من البخور، ويصفون الفروق بينها في الرائحة ويتنافسون أيضا على تحديد النوع الذي تنطبق عليه كلمات قصيدة معينة من شعر "الواكا".
أما في المقال التالي فتم الاحتفاء بالشجرة في حد ذاتها واستعرضت بعض الأشجار العريقة التي لها حكايات لدى اليابانيين وذلك عبر كل اليابان وتعرفنا كيف يتم المحافظة عليها وحمايتها.
في صفحة حان وقت الأكل تحدث المقال عن نوع مشهور من الفطر يسمى "ماتسوتاكي" الذي ينمو أسفل أشجار الصنوبر، وخاصة أشجار الصنوبر الأحمر. وهو فطر لذيذ ومعطر. ويرتبط محصول الماتسوتاكي بالأشجار التي ينبت تحتها وبالهواء والضوء الذي يصل إليها فهذا النوع من الفطر يحتاج أن تقلم تلك الأشجار التي فوقه كل سنة حتى يكون محصوله وفيرا. ولأن الناس لم يعودوا يعتمدون على الخشب في حاجتهم للطاقة فقد نقص فطر الماتسوتاكي في الأسواق وارتفعت أسعاره.
ويحظى الماتسوتاكي بتقدير عظيم في اليابان منذ القديم "حيث تم ذكره ضمن الهدايا المقدمة للامبراطور في كتاب للتاريخ ينتمي للقرن الثامن" 🌿
* أغلب النص مأخوذ من متن مقالات المجلة.
تعليقات
إرسال تعليق