جود وبركة: "مشهد" من حياة الرسول

هذا الحديث هو من أجمل الأحاديث التي قرأتها عن حياة رسولنا الكريم (ص) وبساطتها وزهده فيها.
وقد روي الحديث بأسلوب روائي لطيف وظريف. والحوار جاء سلسا وجذابا وفيه تنوع وثراء في الصور. 🙂
حدثنا مجاهد: أن أبا هريرة كان يقول: أالله الذي ﻻ إله إﻻ هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع
ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إﻻ ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إﻻ ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم (ص) فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال: "يا أبا هر" قلت: لبيك يا رسول الله قال: "الحق" ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال: "من أين هذا اللبن؟" قالوا له أهداه لك فﻻن أو فﻻنة قال: "أبا هر" قلت: لبيك يا رسول الله؟ قال: " الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي" قال: وأهل الصفة أضياف الإسﻻم ﻻ يأوون إلى أهل وﻻ مال وﻻ أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟! كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها  فإذا جاؤوا أمرني فكنت أنا أعطيهم فما عسى أن يبلغني من هذا اللبن. ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله (ص) بد.
فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال: "يا أبا هر" قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "خذ فأعطهم" قال: فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي (ص) وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال: "أبا هر". قلت: لبيك يا رسول الله، قال: "بقيت أنا وأنت" قلت صدقت يا رسول الله، قال: "أقعد فاشرب" فقعدت فشربت فقال: "اشرب" فشربت فما زال يقول: "اشرب" حتى قلت: ﻻ والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا، قال: "فأرني" فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.
🙂😪💚
الامام البخاري
الحديث رقم 6452

تعليقات