ملخص فيلم قصير "قهوة شاي وعطر"
بقلم: محسن الهذيلي
فتاة في الثالثة
والعشرين من العمر مولعة بشرب شايها الصباحي وقراءة جريدتها عند ماكنات المشروبات
الموجودة على شاطئ البحر عند مسرح كاسر الأمواج في مدينة أبوظبي
بالإمارات. في هذا المكان الشاعري الذي يطل على الواجهة البحرية لمدينة أبوظبي
يصور كامل الفيلم.
ويعرف المكان
بارتياد الشباب والشابات له للمعاكسة ونسج الصداقات. ويشير الفيلم في أول مشهده
إلى ذلك، حيث يرينا عددا من الشباب والشابات متواعدين في المكان، كما نرى في إحدى
المشاهد الأولى سيارتين واقفتين جنبا إلى جنب واحدة فيها شبان والأخرى فيها فتيات
وهم يترامون أوراقا بيضاء فيها أرقام هواتفهم النقالة، كما نرى في آخر تحاورهم كيف
يظهر أحد الشباب من نافذة السيارة ويصب العطر من قرورة في يده على الفتيات داخل السيارة الأخرى وهن يبتسمن
ويتقينه بدلال ولطف.
شؤون المعاكسة هذه،
يبدو أنها لم تكن تهم الفتاة نجمة بطلة فيلمنا، فهي قد اختارت كورنيش ماكنات الشاي
والقهوة لأنه أكثر مكان ترتاح فيه في المدينة، وفي إحدى الصباحات وبعد أن ابتاعت
شايها من الماكنة وجلست في سيارتها قدام البحر تطالع الجريدة، وصلها على محمولها
عن طريق البلوتوث رقم موبايل شخص اسمه منصور، في بحثها بين من كانوا موجودين من حولها
لاحظت وجود شاب جالس في سيارة ملاصقة لسيارتها، أنزلت نجمة زجاج نافذتها وكلمته دون
أي هيبة، سألته إن كان هو من أرسل إليها رقم هاتفه وطلبت منه أن لا يزعجها في
المستقبل، منصور أفهمها أنه يراقبها منذ سنة واستغرب عدم انتباهها إلى حضوره كل
تلك المدة، عندما حذرته أن يكلمها ثانية، أخبرها أنه لن يكلمها أبدا إلا إذا
ترجته. مستغربة، رفعت نجمة زجاج نافذة سيارتها وعادت إلى قراءة جريدتها واحتساء
قهوتها متجاهلة له.
بعد هذا الحوار
يبدأ منصور دون أن نراه بتزيين المكان من حول ماكنات المشروبات بمحابس الزهور
والأشجار حتى جعله مثل حديقة أو روضة أندلسية، كانت نجمة تلاحظ ذاك التطور الذي
طرأ على المكان وكانت معجبة به كثيرا، في إحدى الأيام لم تتمالك نفسها وسألت منصور عمن يقوم بتزيين
المكان، ولكن منصور تجاهلها ولم يجبها كما وعد، قلبت نجمة الدنيا بصوت بوق سيارتها
لعلها تسترعي انتباهه وفي الأخير بدرت منه لفتة وابتسامة.
بعد ذلك وقد رأينا
كيف أينعت أشجار حديقة منصور، ما يعني مرور الوقت، ظهرت سيارة هذا الأخير ولم تظهر
سيارة نجمة، بعدها نكتشف أن نجمة كانت مع منصور داخل نفس سيارته مستلقية على
الكرسي الممدد بجانبه، وأنها حبلى. طلبت نجمة من منصور أن يروي لها كيف كانت تتصرف
عندما كانت تجيؤ وحدها إلى المكان، روى لها منصور "للمرة الألف" الحكاية،
ما جعلها تدخل في هيستيريا من الضحك تنقلب فجأة إلى صياح وعويل من ألم المخاض، يخاف
منصور ويغادر المكان على عجل.
عندما يظهر منصور
ونجمة في المكان ثانية نجد أنهما لم يعودا وحدهما، لقد اصطحبا معهما المولود الجديد،
ينزل الأبوان ويبتاعان مع بعضهما الشاي والقهوة من الماكنات ويمشيان في الممر القريب
الذي يأخذ داخل البحر، في آخر لقطة من الفيلم نرى من خلال بطلينا وولدهما مشهدا
مشابه للمشهد الذي رأينا أول الفيلم: شاب قد بدا من نافذة سيارته وفي يده قارورة
عطر يصبها على فتيات كن في سيارة ثانية ملاصقة.
© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي (mohsenhedili2@gmail.com)
© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي (mohsenhedili2@gmail.com)
تعليقات
إرسال تعليق