ملخص فيلم قصير "الرجوع"



ملخص فيلم قصير "الرجوع"

بقلم: محسن الهذيلي
يصور الفيلم قصة شيخ ستيني أصيب بشلل كامل فاختار أن يعيش في بيته الأول الذي يشرف على البحر عند خور دبي، والشيخ رجل ثري عمل في الماضي في تجارة اللؤلؤ وكانت له بالبحر علاقة حميمة اختزنت كثيرا من ذكرياته الأولى.
في مونولوغ لزوجته الخمسينية نستحضر مع الشيخ وهو جالس في دهليز البيت، المشرف مباشرة على جزء من رصيف خور دبي، بعض هذه الذكريات القديمة، كما نتعرف على بعض أسرار حياة الشيخ الاجتماعية وخاصة العاطفية منها.
بعد أن يعيش بنا الفيلم هذه الذكريات من خلال الحوار يفتحنا على حاضر خور دبي من خلال الصور، فنرى الحيوية التجارية والتنوع العرقي واللغوي والثقافي الذي بات يميز المكان.
من جهة أخرى يصور الفيلم من خلال حياة الأسرتين اللتين أمكننا التعرف عليهما وهي أسرتي الشيخ والجارة حصة، يصور الفيلم بعض المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المجتمع الدبياني الحديث كمشاكل الزواج والطلاق والعنوسة والمساعدات المنزليات.
ولكن يبقى أن القصة الأساسية للفيلم هي قصة موت الشيخ بعد رجوعه إلى بيته القديم. وقد حاول الفيلم تصوير هذه الوفاة وخروج روح الشيخ بشكل مختلف. فقد صورها من خلال حكاية تقع للحفيد. فبعد أن غادرت الزوجة البيت لتهنئة إحدى قريباتها تاركة خادمتاها تسهران على راحة الزوج المشلول وحفيده، بعد غياب الزوجة لم تقم الخادمتان بواجبهما وغادرتا البيت عندما دعتهما الجارة حصة لمساعدتها.
بعد أن كان في الفناء وكنا نسمع صوت لعبه بالكرة، ينتهز الصبي الصغير الفرصة ويغادر البيت، أمام عيني جده الذي بدأ يفقد توازنه بين الوسائد التي تسنده، يبدأ الصبي يلعب الكرة في الرصيف. يأتي تلميذان كانا راجعين من المدرسة فيلقيا الكرة في البحر. يخرج الصبي عصا طويلة من البيت، وهو يحاول جلب الكرة منحنيا على الرصيف يسقط في البحر.
ونحن نتابع اجتماع الناس وحضور سيارتي الشرطة والاسعاف كنا نتابع أيضا الشيخ في الدهليز وهو يفقد قليلا قليلا توازنه ثم نراه في الأخير يحتضر.
ولكن سر القصة لا ينكشف هنا، يماط عنه اللثام بعد ذلك عندما يبدأ الدهليز يستعيد هدوءه ونبدأ نسمع صوت الصبي في الفناء يلعب بالكرة. عندما يظهر الطفل في الدهليز ويجد جده يحتضر يرمي الكرة ويسرع يخبر الخادمتان والجارة حصة.
حينئذ نعلم أن كل ما رأينا من غرق الطفل إنما هو مجرد تهيئات للشيخ وهو يحتضر وأسلوب جديد في تصوير ذلك.
في مشهد أخير نرى خروج جنازة الشيخ من فضاء الدهليز، ونتابعها من نفس موقع الكاميرا في الدهليز حين تنظر بعين الشيخ. تتحرك الكاميرا، وهي تمثل في الحقيقة روح الشيخ، وتغادر الدهليز لأول مرة ملتحقة بالجثمان. وعوض أن تكمل معه وراء طابور السيارات الفارهة تتجه صوب المكان الذي رأينا الطفل يسقط فيه. تتوقف قليلا عنده ثم تطير عبر خور دبي لنرى لأول مرة البيئة العمرانية والمساجد المحيطة والمباني التقليدية والحديثة القائمة. بعد ذلك تسرع بنا وهي قريبة من سطح البحر ضمن موسيقى روحانية عميقة.

© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي (mohsenhedili2@gmail.com)

تعليقات