بقلم: محسن
الهذيلي
أحداث هذا الفيلم تجري داخل مطعم "لافيات" في
"مول" دبي، وهو مطعم مختلف في شكله عن المطاعم التقليدية، ويتمثل في
فضاء مفتوح على مغازة "لافيات" الكبيرة، وهو بذلك يستفيد من أحجام المغازة
الواسعة وديكورها الباذخ والمعتمد أساسا على الزجاج واللون الأحمر، وفي ركن من
فضاء المطعم يوجد سوق للخضار والغلال والمواد الغذائية من كل دول العالم.
والأكلات التي يقدمها المطعم هي الأخرى تنتمي إلى كل دول
العالم، وتتميز بحسن الإعداد وجمال أسلوب تصميمها وتقديمها للزبائن، أما المشروبات
فهي طازجة ومتنوعة. ومن بين أهم العناصر التي تميز هذا المطعم هدوءه النسبي، فهو
لا يعاني تقريبا من مشكلة أغلب فضاءات "مول" دبي وهو الضجيج.
1-
داخلي/ فضاء المطعم عند طاولة الأصدقاء
الأربعة/ ليلا
سلطان، سعيد، سهيل، نواف
يجلس، حول إحدى الطاولات من النوع غير المرتفع وعلى
أرائك جلدية فارهة، أربع شبان في أواخر العشرينات من أعمارهم. كانوا يتحدثون مع
نادلة فيليبينية باللغة الإنجليزية، ويلتحف إثنان منهم اللباس الخليجي بينما يلبس
الباقيان اللباس الغربي، أحدهما ويدعى سلطان كان أكثرهم جمالا وأناقة. ويتميز كلهم
بلحى تشبه أعمالا فنية، أما الشاب الذي يدعى "سعيد" وهو واحد من اللذين
يرفلان في اللباس الخليجي فتتميز لحيته بطولها الواضح.
سلطان:
-
سوف آكل إيراني الليلة...
نواف:
-
(ينظر إلى سعيد صاحب اللحية الطويلة ويقول
مازحا) "العرق دساس"... أمه إيرانية...
سعيد:
-
ولكنها من "الهولة"...
سلطان:
-
لا، أمي عجمية...
سعيد:
-
ولكنك سني...
سلطان:
-
لأن والدي سني...
سهيل:
-
أينما أذهب الناس يتكلمون في هذه القضية،... لنتحدث
مثلا في المصافحة بعد الصلاة... سعيد يرى إنها بدعة...
سلطان:
-
المصافحة تورث الحب في النفوس... (وهو ينظر
إلى سعيد) نحن في حاجة إلى أن يحب بعضنا بعضا...
نواف:
-
(مصر،
هو الآخر، على تهدئة الأجواء ومخاطبا سلطان ضاحكا) في خصوص الحب.. هل صحيح ما سمعناه
عن حضورك كل ليلة خميس إلى هنا؟!
سلطان:
-
(وقد فاجأه كلام نواف وظهر الاحراج على محياه،
ثم وهو ينأى بنظره بعيدا، تغيرت ملامحه فجأة وارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة
وسعيدة).
2-
داخلي/ فضاء لا فيات/ ليلا
الفتاة
نرى فتاة في العشرين من العمر، مقبلة في لباسها النسائي
الخليجي، ويغطي الحجاب الأسود كامل شعرها مأطرا وجهها الأبيض الصبوح، وتبدو، في
مشيتها على استحياء، واثقة من نفسها تجللها أناقتها وثبات خطواتها. وتستقر الفتاة عند
طاولة في نفس فضاء المطعم الذي يجلس فيه الأصدقاء. وتفصلها عنهم طاولتان،
واحدة من قبل الأصدقاء الأربعة لا يجلس عليها أحد والأخرى من قبلها تجلس حولها
عائلة مكونة من سبعة أفراد.
3-
داخلي/ فضاء مطعم "لافيات"، طاولة
الأصدقاء الأربعة/ ليلا
الأصدقاء الأربعة
سهيل:
-
(مازحا وهو يرمق سلطان) أنا أشهد إنه لم يحدث
بينهما شيئ ولا حتى رسالة بلوتوث...
نواف:
-
(مازحا) أنت هكذا تدافع عنه أم تشكك في فحولته...
سهيل:
-
بالنسبة إليهما، المهم أنها تعرف إنه هنا وهو
يعرف إنها هناك...
سعيد:
-
لا يجوز...
سلطان:
-
(مخاطبا نواف) خفت إن فعلت شيئا... تظنني
مشاكسا
نواف:
-
وهل تظن أنك بتواعدك الصامت معها لم تفعل
شيئا...
سعيد:
-
هي أيضا فعلت، فتاة عشرينية تتواعد مع رجل غريب
كل ليلة خميس... وتأتيه وحدها، لا أعتقد أنها بنت محترمة... إنها مشاكسة...
سلطان:
-
(مدافعا ومتضامنا) هذه أول مرة تجيؤ فيها
وحدها...
نواف:
-
(مخاطبا سعيد) وهل ترى أن سلطان هو الآخر شاب
مشاكس، أم إن الرجل ليس كالمرأة؟
سهيل:
-
ولكنهما لا يتحدثان ولا ينظران إلى بعضيهما...
إنه إحساس بالحضور...
نواف:
-
(مازحا) مثل جماعة الحب العذري...
سعيد:
-
أنا لا أؤمن بالحب العذري...
سهيل:
-
(مازحا) كيف تؤمن بالحب العذري وقد تزوجت في
السابعة عشرة... كنا في المعهد عندما تزوجت...؟
سعيد:
-
كانت رغبة والدي...
سهيل:
-
(مواصلا مزاحه) وأنت كنت غير موافق...!!
سعيد:
-
بالعكس، خاصة وأن الوالد قد اختار لي فتاة
منقبة غير سافرة...
نواف:
-
(مشيرا إلى الفتاة بحركة بسيطة من رأسه) أنت
ترى إذن أن هذه الفتاة سافرة؟!
سعيد:
-
أأ...
سلطان:
-
أنا أراها في قمة الحشمة، ولا أتمنى أن تغطي
يوما وجهها فتصبح بلا وجه...
نواف:
-
والعينين... هل نسيت العينين؟!
سهيل:
-
(كالمازح) ولكن زوجة سعيد بلا عينين... لا يُرى
منها شيئ...
سعيد:
-
(محملقا
إلى سهيل) العينان من جمال المرأة...
نواف:
-
(مازحا) وخاصة المرأة العربية...
سهيل:
-
(يريد أن يتكلم فيتوقف وهو ينظر إلى بعيد ثم
يلتفت إلى سعيد وإلى بقية الأصدقاء الذين يرفعون رؤوسهم لبرهة ثم يطأطؤون)...
4-
داخلي/ فضاء "لافيات"/ ليلا
المنقبة
نرى فتاة منقبة قادمة من فضاء "لافيات"
التجاري ومقبلة على فضاء المطعم، وهي في لباس محتشم جدا وأنيق جدا، وتغطي وجهها
ولا يبدو منه إلا عيناها اللتان أطرهما النقاب فبدتا جميلتان جدا. ومرت الفتاة غير
بعيد عن طاولة الأصدقاء الأربعة.
5-
داخلي/ فضاء مطعم "لافيات"، عند
طاولة الفتاة/ ليلا
المنقبة، الفتاة
توقفت المنقبة عند طاولة الفتاة التي نهضت إليها وجلستا
بجانب بعضيهما وأخذتا تتجاذبان أطراف الحديث...
6-
داخلي/ فضاء مطعم "لافيات"، عند
طاولة الأصدقاء الأربعة/ ليلا
الأصدقاء الأربعة
سهيل:
-
(مخاطبا سعيد ومازحا) هذه مشاكِسة ثانية،
ولكنها منقبة هذه المرة...
سعيد:
-
(يحاول أن يتكلم ولكن لا يجد ما يقوله)
سلطان:
-
(مخاطبا سعيد) قل لي من فضلك، كيف ترى الحل
بالنسبة لي، الفتاة التي تعجبك أمامك، وأنت لا تعرف ماذا تصنع، دلني.. هل هناك
طريقة غير المشاكسة والمعاكسة؟؟
سعيد:
-
(ينظر إلى سلطان متفكرا ثم يطأطأ رأسه دون أن
ينبس بكلمة)
سهيل:
-
(مخاطبا سلطان) لن ينفعك سعيد.. لقد زوجه
أبوه...
نواف:
-
أقصى ما يمكن أن ينفعك به أمثال سعيد هو أن ينصحوك
بأن تأتي الخميس المقبل ومعك أمك وأختك فيتحدثان إليها...
سهيل:
-
ولماذا لا تحدثها أنت مباشرة وتسألها كيف يمكنك التواصل مع والدها...
نواف:
-
... وإلا فابقى انتظر حتى تجيء يوما فتجد
نفسك وحدك...
سلطان:
-
(ينظر إلى نواف متفكرا) ...
7-
داخلي/ فضاء مطعم "لافيات" عند
طاولة الفتاة/ ليلا
سلطان، الفتاتان،
الزوجان الكهلان، الزوجان العجوزان، الشابان
تصل عائلة مكونة من أبوين وجدين وشابين ويتوقفون عند
طاولة الفتاة والمنقبة اللتان تستقبلانهم بحفاوة عائلية ويجلسون معهم.
8-
داخلي/ فضاء مطعم "لافيات" عند
طاولة الأصدقاء الأربعة/ ليلا
الأصدقاء الأربعة
وقد كان يتابع ما يجري حول طاولة الفتاة، نهض سلطان فجأة
أمام دهشة أصدقائه الثلاثة وتبادلهم النظرات ومشى بثبات نحو طاولة الفتاة.
9-
داخلي/ فضاء مطعم "لافيات" عند
طاولة الفتاة/ ليلا
سلطان، الفتاتان،
الزوجان الكهلان، الزوجان العجوزان، الشابان
من عند طاولة الأصدقاء، نرى سلطان يمشي حتى يصل عند
طاولة الفتاة فيتوقف على مسافة مترين منها ويبدو إنه سلم فبدا الاحراج على وجه الفتاة
فأطرقت، فيلتفت نحوه أحد الشابين وينهض إليه ويتعانقان بحرارة مثل صديقين حميمين
ونرى الشاب يقدمه للحاضرين ثم يقدمهم إليه..
(تمت)
©جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com
© حقوق التصوير محفوظة للمهندسة مودة سيف الصوافي
mawada992@gmail.com
تعليقات
إرسال تعليق