سيناريو فيلم قصير: "أحب النظر إلى الرمان في شجره"



سيناريو فيلم قصير:
"أحب النظر إلى الرمان في شجره"

بقلم: محسن الهذيلي
الفيلم كتب ليصور في منطقة "الجبل الأخضر" قرب مدينة "نزوى" العمانية
1-   خارجي/ عند جدول ماء/ نهار
عند جدول ماء، وسط الطبيعة، نسمع صوت جريان الماء رقراقا، نسمع أصوات الطبيعة على خلفية صوت الماء، ثم نرى الأفلاج تشق حقل رمان هناك..
2-   خارجي/ حقل رمان/ نهار
حقل رمان لا نرى آخره، أشجاره مثقلة بثماره المتدلية، وهو هادئ لا نسمع فيه إلا أصوات العصافير، من بعيد نسمع بعض أصوات الأطفال وهم يتلاغون، بعدها نبدأ نسمع صوت نباح كلب، يبدأ هذا الصوت خفيفا وبعيدا ثم يقترب ويقوى ثم يقوى...
3-   خارجي/ حقل رمان/ نهار
الرجل الكهل صاحب الحقل
يمسك الرجل، الذي ينظر إلى الأفق أمامه ويبدو عليه الغضب، بكلب قوي يكاد يجره ويبدو أنه يقتفي خلال الأشجار أثر شيء ما...
4-   خارجي/خلف نبتة كثيفة/ نهار
الطفل ناصر (9 سنوات) والطفل يوسف (8 سنوات)
الطفلان مذعوران ومختبآن وراء نبتة كثيفة...
ناصر:
-         (وهو ينصت إلى الكلب) إنه يقترب..
يوسف:
-         أتظن إنه سيظفر بنا؟
ناصر:
-         لا ترفع صوتك... (ثم مرهفا السمع) لا تخف إنه لا يستطيع أن يرانا...
يوسف:
-         ولكن كلبه يستطيع أن يشمنا...
ناصر:
-         لسنا وحدنا، يمكن أن يشم الآخرين ويلحق بهم هم...
يوسف:
-         وإن شمنا نحن ولحق بنا نحن...؟
ناصر:
-         إن خرجنا من مخبئنا، سوف يرانا فيطلق كلبه علينا... (يرهف السمع لصوت الكلب الذي قوي ما يعني أنه اقترب، ويقول مرتعشا) إن كان عندك رمان في جيبك أرمه...
يوسف:
-         (خائفا) أنا لست سارقا حتى آخذ في جيبي الرمان...
ناصر:
-         إذن ماذا كنت تفعل في حقل الرجل؟!
يوسف:
-         لم أكن أسرق...!
ناصر:
-         (مقاطعا) رأيتك تأكل الرمان بأم عيني...!
يوسف:
-         لم أقل إنني لم آكل...!
ناصر:
-         إذن أنت سرقت...
يوسف (مطرقا):
-         والدي قال لي إن أنت أكلت من الرمان ولم ترمه ولم تأخذه إلى البيت فذلك ليس سرقة...
ناصر:
-         من قال لك ذلك؟!
يوسف:
-         والدي.. وقال مثلي في ذلك مثل العصفور، ولصاحب الحقل أجر على ما أكلنا...
ناصر:
-         ولكن العصفور يأكل حبات صغيرة...
يوسف:
-         ولكن يفسد رمانة كاملة... وأنا لا آكل أكثر من رمانة واحدة... (يرفع رأسه إلى ناصر متعجبا) وأنت لماذا تسرق وعندكم الرمان في حقلكم؟!
ناصر:
-         أنا لا آكل الرمان...
يوسف (يتأمل ناصر متعجبا):
-         ماذا تفعل هنا إذن؟!
ناصر:
-         أحب النظر إلى الرمان في شجره...
يوسف:
-         لماذا لا تنظر إليه في حقلكم؟!
ناصر:
-         في حقلنا الرمان لازال أخضرا...
يوسف:
-         (خائفا وقد قوي صوت نباح الكلب كثيرا) لقد اقترب...
ناصر:
-         (خائفا هو الآخر وهمسا) أسكت سوف يسمعك...
يوسف:
-         (مرعوبا) قلت لك يمكنه أن يشمنا (ثم يتكور في مكانه ويغطي رأسه وأذنيه بيديه الثنتين)
ناصر:
-         (يفعل مثل يوسف وهو يرتعد)
يزيد نباح الكلب حتى يصبح صارخا، يقترب الصديقان من بعضيهما حتى تتلامس رؤوسهما، عندما يصبح نباح الكلب قويا لا يكاد يحتمل، يحدث قطع للصوت والصورة وتظهر لوحة سوداء وتبقى مليا. قليلا ونبدأ نسمع نباح الكلب ثانية ولكن ضعيفا ومن بعيد.
5-   خارجي/ عند الجدول/ نهار
يوسف، ناصر
تنكشف اللوحة السوداء عن مشهد نرى فيه الطفلان في الوادي وهما يحملان في طرفي قميصيهما، بحيث نرى تبانيهما، بعض الرمانات ويمشيان مطمئنين وسعيدين.
انتهت.

© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي (mohsenhedili2@gmail.com)

تعليقات