سيناريو فيلم قصير: " حب في رمضان... :)"






" حب في رمضان.. J"
(سيناريو فيلم قصير)
بقلم: محسن الهذيلي
1-   داخلي/ ليلا (فجرا)/ مكتب منزلي
حسن (رجل في السبعين من العمر)
يجلس "حسن" عند مكتبه، يقرأ على حاسوبه رسالة الكترونية وصلته من صديق، وهذا ما نطالعه على الشاشة:
"العزيز "حسن"
أرجو أن تجدك هذه الرسالة وأنت في أحسن حال
أحببت فقط أن أعلمك بشيء جميل فعلته، لقد زرت جزر "المالديف"، وقد فوجئت عندما علمت هناك أنه سيأتي يوم وتختفي الجزر تحت الماء.
إن معرفة الناس بزوال أرضهم جعلهم يتحررون منها ولا ينفقون حياتهم من أجل امتلاك التراب. وقد جعلهم ذلك بسطاء قنوعين رغم ما أحاط بحياة زائريهم من بذخ.
عزيزي حسن، لا تحمل كلامي على أنه تحريض لك على زيارة تلك الجزر البعيدة والممطرة في هذه الفترة، كما أنني لا أريد مشاكل مع هدى J
محمود"
عندما يكمل القراءة، يرفع "حسن" رأسه مبتسما وحالما، ينظر في اتجاه النافذة-الباب، ينهض، يمشي نحوها، يفتحها ثم يخرج إلى الشرفة.
2-   خارجي/ ليلا/ الشرفة
حسن مصطفى، الزوجة هدى (في نفس سن زوجها تقريبا)
تطل الشرفة على البحر، ويمكننا أن نرى منها برج العرب (دبي) مضاء.
                                                هدى (زوجة حسن):
-         (صوتها القادم من الداخل) حسن! أين أنت..
حسن مصطفى:
-         (يستدير وينظر باتجاه الداخل ودون أن ينبس بكلمة يبتسم)
الزوجة:
-         (تدخل الشرفة، تأخذ يد زوجها وترفعها وكأنها ستقبلها ولكنها تمسح عليها وتستبقيها بين يديها ثم تهمس) الرطوبة شديدة.. لماذا خرجت؟!.. لابد أنك تفكر..
حسن:
-         أفكر أن آخذك إلى مكان نقضي فيه رمضانا مختلفا..
الزوجة:
-         ألا نذهب إلى الأولاد في أمريكا؟
حسن:
-         (يحرك رأسه بالنفي)
الزوجة:
-         (تلتفت اتجاه البحر تتأمله وهي تفكر) هل هو مكان أعرفه؟
حسن:
-         (يستدير مثل زوجته نحو البحر ثم يلتفت إليها مبتسما ويحرك رأسه بالنفي)
الزوجة:
-         (مبتسمة) هل هو بلد فيه نكهة رمضان؟
حسن:
-         (يبتسم ثم يحرك رأسه بالإيجاب)
                                                الزوجة هدى:
-         (تنظر مليا إلى البحر ثم تلتفت إلى زوجها) إذن آتي معك..
حسن:
-         (يلتفت إلى زوجته مبتسما) أنت ودود..
هدى:
-         (مبتسمة، تضغط على يد زوجها) لأنني مطمئنة جدا معك..؟
3-   خارجي/ نهار (وقد بدأ الضوء ينتشر قبل شروق الشمس)/ جزر "المالديف"
صورة لخارطة ملونة لجزر "المالديف"، تبدأ الصورة تكبر وتقرب داخل الخارطة، فجأة تصبح صورة حقيقية من سماء الجزيرة الأكبر في الأرخبيل (مَلِي)، نتجول بين أقطارها ونمضي قليلا قليلا إلى المطار الغير بعيد عنها، عندما نصل إليه تكون الطائرة التي تقل "حسن مصطفى" وزوجته تنزل على أرض المطار.
4-   خارجي/ نهار (الشروق)/ البحر (في القارب السريع)
"حسن مصطفى"، زوجته، قائد القارب ومساعده
من داخل القارب السريع يطالع "حسن مصطفى" وزوجته جزيرة مَلِي من بعيد وكذلك حركة القوارب السريعة والطائرات التاكسي.
5-   خارجي/ نهار/ أمام مدخل الفندق في جزيرة "هولهول"
حسن مصطفى، زوجته، قائد المركب ومساعده
يصل القارب السريع أمام مدخل الفندق ينزل منه حسن مصطفى وزوجته ويجولان بنظرهما في المكان.
6-   داخلي/ نهار/ غرفة الفندق
حسن مصطفى، زوجته، موظف الفندق
بعد أن يدخل الثلاثة إلى الغرفة، يمضي الموظف يتبعه حسن مصطفى ويفتح نافذة-باب الشرفة.
                                                الموظف:
-         هذه الغرفة هي الأقرب إلى الشاطئ..
7-   خارجي/ نهار/ شرفة الغرفة
حسن مصطفى، الموظف
يدخل حسن مصطفى إلى الشرفة، ينظر خلال البحر الواسع ويرى المطار وكذلك جزيرة مَلِي من بعيد.
8-   خارجي/ نهار/ البحر
مشهد على البحر ولا نرى أحدا قريبا من الشاطئ.
قطع
9-   خارجي/ نهار/ شرفة الغرفة
حسن مصطفى، الموظف
 يضع حسن يديه على البالوسترا، يغمض عينيه، يملؤ رئتيه بالهواء ثم يفتح عينيه من جديد، ينظر فتبدو على وجهه علامات الغرابة..
10-                      خارجي/ نهار/ البحر
الشاب الصياد
 نرى قريبا من الشاطئ شابا في السابعة عشر من العمر تقريبا فوق قارب بالمجاديف، يستغرب "حسن" لأنه لم يرى الشاب ولا سفينته قبل أن يغمض عينيه، من بعيد يبدو الشاب أنه يتمتم بشيء.
                                                حسن مصطفى:
-         (مخاطبا الموظف) من هذا الشاب؟!
الموظف:
-         (يتقدم نحو البالوسترا، يتأمل الشاب من بعيد ويبدو أنه استغرب وجوده هناك) إنه صياد.. ربما جاء لأخذ أحد الزبائن من أجل جولة بحرية..
حسن مصطفى:
-         وبماذا يتمتم؟
الموظف:
-         (ينظر إلى حسن مصطفى ثم إلى زوجته ويقول وكأنه يخفي شيئا) يتمتم؟! ربما يغني..
11-                      خارجي/ نهار/ على الشاطئ
حسن مصطفى، زوجته، الصياد الشاب
يتمشى حسن مع زوجته على الشاطئ الصغير.
                                                حسن:
-         (ينظر إلى أفق البحر ونسمع أمواجا هادئة) المكان هادئ..
الزوجة:
-         رغم أننا لسنا بعيدين عن المطار..!
يقتربان من الصياد الشاب في سفينته وهو لايزال يتمتم.
                                                حسن:
-         (مخاطبا الصياد على بعد عدة أمتار ورافعا صوته حتى يسمعه) هل أنت تصطاد؟
الشاب الصياد:
-         (بكل عفوية) أنتظر زبونا لأخرج به في البحر..
حسن مصطفى:
-         (وقد اقترب ثم توقف عند أول الماء) تنتظره منذ متى؟
الصياد الشاب:
-         منذ السادسة صباحا..
حسن مصطفى:
-         (ينظر إلى ساعته) هي الآن الثامنة، لا أعتقد أنه سيأتي..
الصياد الشاب:
-         (مبتسما) ألا ترغبان في رحلة بحرية أعرفكما فيها على الجزيرة؟
حسن مصطفى:
-         (ينظر مبتسما إلى زوجته) إن قبلت زوجتي..
الزوجة:
-         (تنظر إلى ملابسها) لسنا مستعدين..
الصياد الشاب:
-         (يظهر سترات النجاة) عندي كل شيء من أجل سلامتكما، سوف نبقى على الساحل.. اغتنما فرصة توقف المطر هذا اليوم.
حسن مصطفى:
-         (ينظر إلى زوجته ويبتسم)
12-                      خارجي/ نهار/ البحر (في السفينة)
حسن مصطفى، زوجته، الصياد الشاب
مشاهد البحر رغم أن الحوار فيها مطول شيئا ما، فإن المنظر على شواطئ الجزيرة هو الذي سيسترعي اهتمام المشاهد، هناك من سوف لن يركز على تفاصيل الحوار، وهناك من سيتابع الحوار رغم طوله. الحوار ليس سوى مبرر لمتابعة المناظر الساحلية وهذه الأخيرة ليست سوى مبررا لمتابعة الحوار. الأصوات في هذه المشاهد سوف تكون متنوعة، من صوت المجاديف على الماء إلى صوت القوارب السريعة إلى صوت الطائرات الصغيرة والكبيرة إلى صوت حوارات الصيادين إلى صوت بعض المحركات الأخرى، إلى الموسيقى، الخ.
يجلس حسن مصطفى وزوجته في مقدم السفينة الصغيرة، ويقوم الصياد الشاب والنحيل شيئا ما بقيادة السفينة ذات المجاديف.
                                                الصياد الشاب:
-         هل تحبان أن أحدثكما أم تخيران الهدوء؟
حسن مصطفى:
-         كما تشاء..
الصياد الشاب:
-         (يبتسم لهما ثم يرجع إلى تمتمته)
الزوجة:
-         (تنظر إلى زوجها وتظهر حنقا على خلفية محبة) هاك اشبع بالهدوء..
حسن مصطفى:
-         (ينظر إلى زوجته مبتسما ثم يلتفت إلى الشاب) هل يمكنك أن تغني بصوت مسموع؟
الصياد الشاب:
-         (مستغربا ومبتسما) ولكنني لست أغني..
حسن مصطفى:
-         بماذا تتمتم إذن؟!
الصياد الشاب:
-         دائما ما يسألني الراكبون نفس السؤال..
حسن مصطفى:
-         وماذا تقول لهم..
الصياد الشاب:
-         أقول إني أستذكر شيئا.. (مبتسما) من أي بلد أنتما؟
حسن مصطفى:
-         جئنا من دبي..
الصياد الشاب:
-         أليس لكما أولاد؟
الزوجة:
-         كبروا وتزوجوا..
حسن:
-         نحن متزوجان منذ أكثر من أربعين سنة..
الصياد الشاب:
-         هذا جيد، هل يمكنني أن أستنصحكما؟
حسن مصطفى:
-         في ماذا؟
الصياد الشاب:
-         (مبتسما) في الزواج..
13-                      خارجي/ نهار/ شاطئ البحر
مجموعة من الصيادين ينزلون الأسماك من فوق قواربهم
14-                      خارجي/ نهار/ على متن قارب الشاب
حسن مصطفى، زوجته، الصياد الشاب
الصياد الشاب:
-         (وهو يشير إلى الصيادين) أطيب ما تأكلان في المالديف هو ما يعطينا إياه عبد الله، (يبتسم ملء فيه) أنا أسمي البحر عبد الله..
حسن مصطفى:
-         (مبتسما) إبني الأكبر اسمه "عبد الله"، ربما أناديه "بحر" عندما أرجع..
الصياد الشاب:
-         (مبتسما) إسمي موسى وأمي تناديني أحيانا "فجر" لأنني كما تقول أنهض في الفجر منذ كنت صبيا..
حسن مصطفى:
-         (وقد ألقى نظرة على زوجته) وماذا بالنسبة للزواج..؟
الصياد الشاب:
-         (كأنه يتذكر) كنت قد وضعت شرطا صعبا للزواج..
حسن مصطفى:
-         شرطا للزواج؟!
الصياد الشاب:
-         (مترددا) اشترطت أن تكون الفتاة التي سأتزوجها حافظة لكل القرآن..
حسن مصطفى:
-         ما كنت تتمتم به إذن هو القرآن؟
الصياد الشاب:
-         (مترددا ثم محركا رأسه بالإيجاب)
حسن مصطفى:
-         إذن أنت تحفظ القرآن كاملا؟
الصياد الشاب:
-         (يحرك رأسه بالايجاب)
الزوجة:
-         ولماذا هذا الشرط؟!
الصياد الشاب:
-         ورثته عن والدي.. وقد أضفت إليه شرطا آخر..
حسن مصطفى:
-         (متعجبا ومبتسما) شرط آخر؟!
الصياد الشاب:
-         اشترطت أن تكون أحب سورة إلى الفتاة التي سوف أتزوجها هي أحب سورة إلي..
حسن مصطفى:
-         (مبتسما ثانية وناظرا إلى زوجته) أنت هكذا لا تريد أن تتزوج..
الصياد الشاب:
-         لماذا؟
حسن مصطفى:
-         إنها شروط تعسر الزواج..
الصياد الشاب:
-         ولكنني وجدت الفتاة..
حسن مصطفى:
-         (مندهشا وناظرا إلى زوجته) هذا رائع..
الصياد الشاب:
-         المشكلة أنها لم تعجب والداي
الزوجة:
-         (متعجبة) لماذا؟!
الصياد الشاب:
-         لأنها كفيفة..
يتبادل الزوجان النظرات..
                                                الصياد الشاب:
-         عندما كنت في المدرسة درست مع فتاة كفيفة، لم أعد أراها بعد ذلك، كانت ذكية جدا ومتفوقة في الفصل وكان المعلم يمتحنها شفويا ويتحاور معها، تحدثت إليها مرة وحيدة، سألتها، مثل صبي في الثامنة: "هل تعطيني ذكاءك وأعطيك نظري؟" قالت: "لا أنت تستطيع أن تتخلى على نظرك ولا أنا أستطيع أن أعطيك ذكائي، ولكن عندي رأيا آخر، لما لا نتقاسمهما؟"، قلت: "كيف؟"، قالت: "أن نصبح أصدقاء إلى الأبد.."، قلت لها: "أعدك أن أكون صديقك إلى الأبد"، عندما كبُرْتُ فكرت في أن أبحث عنها وأتزوجها، ولأنني كنت أعرف أن الأمر ليس سهلا، وضعت شَرطَيَّا الذين حدثتكما عنهما.. قلت في نفسي إنهما شرطان عسيران، فإن حدث ووجدتهما في فتاة فمعنى ذلك أن الله يريدني أن أصرف نظري عن الفتاة الكفيفة، ولن أبحث عنها، الذي حدث أنني وجدت الفتاة التي يتوفر فيها الشرطان وكانت المفاجأة أنها نفس الفتاة الكفيفة التي درست معها..
حسن مصطفى:
-         وهل قابلتها؟!
الصياد الشاب:
-         لم أقابل أيا من الفتيات اللاتي سعيت لخطبتهن، كانت أمي هي التي تزورهن في بيوتهن تختبر حفظهن للقرآن وتأتيني بأجوبتهن على الورق، في المرة الأخيرة كانت الإجابة كما لو كتبتها بنفسي، تأثرت كثيرا وبكيت، عندما دققت في الكتابة وجدتها بخط أمي، سألتها فأخبرتني أن الفتاة التي أملتها الورقة كفيفة، عندئذ سألتها عن اسمها فقالت: "نادرة" فعرفتها..
يتبادل الزوجان نظرات الاندهاش
حسن مصطفى:
-         هل رويت الحكاية لوالديك؟
الصياد الشاب:
-         نعم.. كما أن "نادرة" أرسلت إلى والدتي وسألتها لماذا لم تعد، فقالت لها إنها لن تعود..
حسن مصطفى:
-         (مستعجلا) وماذا حدث بعد ذلك؟
الصياد الشاب:
-         قلت في نفسي إن والدي لن يجبراني على الزواج من غيرها، لذا سوف أضع شرطا جديدا على نفسي، سأنتظر ولا أتزوج ما دامت لم تتزوج، كذلك إما أن يغير والداي رأيهما فأتزوجها وإما أن تتزوج هي، فأتزوج بعدها.
الزوجة:
-         ولكن كم يمكنك أن تنتظر؟! (تنظر إلى الصياد الشاب ثم إلى زوجها)
الصياد الشاب:
-         لم أنتظر كثيرا، فبعد أن علم الناس أن والدي رفض، بدأ بعض الشباب في خطبتها، لقد كانت قبل أن أخطبها منسية، والآن انتبه إليها الناس..
الزوجة:
-         وهل تزوجت؟
الصياد الشاب:
-         المفاجأة أنها رفضت الزواج من كل الذين خطبوها.. هل تظنان أنه حب عن بعد..؟
حسن:
-         الحب عن بعد؟ أنا أؤمن به، وأعتقد أن الأرواح تتقارب قبل أن تتقارب الأجساد. وقد عشت ذلك مع هذه المرأة (مشيرا إلى هدى زوجته). أول مرة رأيتها، كان في سنتنا الأولى في الجامعة، جلست صدفة بجانبها في المدرّج، التفت إليها وسلمت عليها، فردت علي السلام ولم نتكلم، عندما رأيتها ثانية في ساحة الجامعة حدثتها، قلت لها: "إنك أعجبتني وأريد أن أتزوجك"، كانت مفاجئة بالنسبة إليها لذا فإنها لم تتفوه بكلمة، قلت لها: "أعرف أن الوقت الآن غير مناسب، ولن أطلب منك أن نلتقي في كل مرة، ربما يضر ذلك بسمعتك، سوف أنتظرك إلى أن نتخرج، فإن اقتنعت بي فاتني، مرت الفترة قبل التخرج نرى فيها بعضنا من بعيد ولا نتحدث، في سنة التخرج، التقيتها في الجامعة وقلت لها: "سوف لن أغادر الجامعة لأنني سأبدأ الماجستير، فإن أردتني تجدني هنا"، قالت لي يومها: "آسف ولكنني خُطبت"، قلت لها: "هذا جميل أرجو أن توفقي مع خطيبك" فقالت لي: "وأنت أرجو أن توفق في الماجستير ثم الدكتوراه"، عندما استدارت لتنصرف قلت لها في نفسي: "سوف أنتظرك حتى أتخرج دكتورا"، أذكر أنها التفتت وسلمت علي ورجعت عليها السلام.. يوم تقديمي الدكتوراه، جاءت وحضرت، وعندما انتهيت تحدثت إليها، قالت إنها تزوجت ولها ابن وقد مرض زوجها وتوفي، قلت لها: "هل يمكننا أن نتزوج؟"، قالت: "نعم"، فتزوجنا. عندما عشنا مع بعضنا كانت دائما تقول لي: "كم أنا مطمئنة معك"، أقول لها: (مبتسما) "كل ذلك بفضل انتظاري لك قبل أن نتزوج". فأنا أعتقد أن نصف الحب صبر، أن تصبر على حبيبك مهما حدث وتنتظره فذلك ينمي الحب وينزل السكينة، ومتى سكن الحبيب كبرت المودة والرحمة، أما بالنسبة لابنها فهو ابني الذي حدثتك عنه: "عبد الله".. (مبتسما) "بحر"
الصياد الشاب:
-         (متأثرا، وقد توقف عن الجدف مفكرا) سوف أرسل إليها من يعلمها أنني سأنتظرها..
15-                      خارجي/ نهار/ على متن السفينة في الشاطئ قبالة الفندق
حسن مصطفى،الزوجة هدى، الصياد الشاب
حسن:
-         (وهو يحدق إلى الفندق مندهشا) أليس هذا فندقنا؟!
الصياد الشاب:
-         (متأثرا ولكن مبتسما) نعم لقد رجعنا..
قطع
16-                      خارجي/ على متن المركب داخل البحر/ ليلا
حسن مصطفى، زوجته، الصياد الشاب
نرى الزوجان يجلسان في مأخرة السفينة هذه المرة والصياد الشاب يقودها وهو يرتل سورة مريم بصوت جميل وأداء حسن. والزوجان يستمعان ويتطلعان إلى القبة السماوية المتلألئة بالنجوم.
17-                      داخلي/ مكتب حسن مصطفى في بيته/ ليلا (فجرا)
حسن مصطفى
تتواصل قراءة سورة مريم بترتيل جميل لمقرئ آخر وتكون خلفية لصوت مفتاح حاسوب حسن مصطفى الذي يرد على رسالة مراسله، نقرأ مضمونها على الشاشة:
"عزيزي محمود
أرجو أن تجدك رسالتي هذه وأنت في صحة وعافية.
لقد عملت بنصيحتك وزرت جزر المالديف صحبة هدى، كانت زيارة رمضانية مفعمة بالقرآن والحب، لا تسألني حب من، ولكنه حب في رمضان.. J
تحياتي الأخوية القلبية
حسن"
ينهض حسن مصطفى من على كرسيه، يقترب من "الستيريو" يزيد قليلا في صوت التلاوة، يمضي نحو النافذة-الباب، يفتحها، يدلف إلى الشرفة، ينضاف إلى صوت التلاوة صوت أمواج البحر. تدخل الزوجة إلى المكتب، تمضي نحو زوجها في الشرفة، تأخذ يده اليمنى بين يديها كما لو أنها تريد تقبيلها، تمسح عليها، تقف بجانب زوجها.
الزوجة:
-          (وهي تنظر اتجاه البحر تقول) كم أنني مطمئنة معك.
(تمت)

©جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي

mohsenhedili2@gmail.com

 © حقوق التصوير محفوظة للمهندسة مودة سيف الصوافي

mawada992@gmail.com

تعليقات