سيناريو فيلم قصير: "في حديقة باريسية"


سيناريو فيلم:
"في حديقة باريسية"
بقلم: محسن الهذيلي

1-   ممر في حديقة عمومية/ خارجي/ نهار
نرى خلال هذا الممر عددا من الكراسي العمومية نتابعها على مدى يوم، نبدأ من الصباح الباكر حيث لا أحد فيها ثم يأتي بعض الناس الذين يمارسون المشي ثم آخرين فيجلسون على تلك الكراسي. نوعية الأشخاص تختلف على طول اليوم. من بين الأشخاص الذين يتم التركيز عليهم فتاة محجبة يظهر من ملامحها أنها من أصول أوروبية وشاب ملتحي يظهر من ملامحه أنه من أصول مغاربية، كما نلاحظ وجود عدد غير قليل من الشيوخ والعجائز، ويأتون أزواجا وفي أغلب الأحيان فرادى، تجلس الفتاة المحجبة على كرسي بينه وبين الكرسي الذي يجلس عليه الفتى الملتحي كرسيان. لا تتميز الحديقة عن باقي الحدائق الباريسية، ولكن نؤكد على صفتين فيها: أولا إنها توجد في المدينة بحيث نستمع في وسط النهار إلى قليل من أصوات حركة مرورية، هذه الحركة تقل أو تنعدم في الصباح وفي المساء، الصفة الثانية للحديقة وهي الأكثر أهمية أننا نرى من خلال مشهد ممر الحديقة مبنى كنيسة تقع في جوار الحديقة ونسمع جرسها في أوقات يحددها السيناريو والمخرج في الفيلم.
2-   الممر في الحديقة العمومية/ خارجي/ ليلا
المتشرد (ذو سنحة أوروبية وفي الخامسة والستين من العمر)، الفتى الملتحي
عند المغرب لا يبقى في الحديقة إلا بعض الأشخاص، ويأتيها حينئذ أحد المتشردين الذي ليس له مأوى، ويناهز عمره الخامسة والستين.
ويلتقي هذا الشخص على مستوى ممر الحديقة بالشاب الملتحي. في هذا المشهد لا ينتبه الإثنان إلى بعضيهما.
في آخر المشهد نرى المتشرد يتخذ إحدى الكراسي في ممر الحديقة سريرا يقوم بإعداده للنوم.
3-   الممر في الحديقة العمومية/ خارجي/ نهار
الشاب الملتحي، الفتاة المحجبة
في هذا المشهد يكون التركيز على الفتى والفتاة، حيث تأتي هذه الأخيرة بعد الشاب الملتحي ولا تجد كرسيا فارغا إلا الذي بجانب كرسي الفتى فتستقر عليه ونرى أنها انتبهت لوجود الفتى الذي كان يتكلم في هاتفه النقال عندما أقبلت.
                                        الفتى الملتحي:
-         (كان مستغرقا في مكالمته) جدي، آسف ولكن ليس صحيحا أنني عندما كنت أعمل كنت منشغلا عنك بعملي وأنا الآن منشغل عنك ببطالتي... إنه مشكل وقت... جدي.. لا تقلق سوف أزورك... اليوم؟!... ربما، ولكن لا أعدك بشيء...
الفتاة:
-         (كانت تقرأ كتابا فتلتفت جهة الشاب دون أن تنظر إليه مباشرة، ربما أرادت أن تفهمه أنها تسمعه)
الفتى:
-         (يشعر بأن الفتاة تنظر إليه وربما تسمع ما يقول، فيحاول أن ينهي المكالمة) جدي... جدي... سوف أتركك الآن... كما قلت لك سوف أحاول... إلى اللقاء (يغلق الخط ثم ينظر اتجاه الفتاة)
الفتاة:
-         (تقرأ كتابها)
4-   الممر في الحديقة/ خارجي/ نهار (بعد وقت)
 الفتاة المحجبة، الفتى الملتحي
                                        الفتاة المحجبة:
-         (تغلق الكتاب، تضعه في حقيبة يدها، تنهض وتنصرف)
الشاب الملتحي:
-         (يلتفت إليها ويلاحقها بنظره، بعدها يجعل ظهره إلى ظهر الكرسي ورأسه أعلاه، وكالمستلقي يغمض عينيه)
قطع
5-   الممر في الحديقة/ خارجي/ ليلا
الشاب الملتحي، المتشرد
ينتبه الشاب الملتحي من نومه على الرجل المتشرد وهو يشده من سترته شدا.
                                        الشاب الملتحي:
-         (يفتح عينيه مرعوبا وأول ما يفعله يقوم ويبعد يد المتشرد عنه)
                                        المتشرد:
-         (مشيرا إلى المقعد) هذا مكاني...
الشاب الملتحي:
-         (وقد أحس بالبرد، يلف سترته على نفسه ثم وقد غلبه الغيظ ينظر شزرا إلى المتشرد ثم يقول له مشيرا إلى باقي المقاعد) المقاعد كثيرة..؟!
المتشرد:
-         (بتعنت ومشيرا إلى المقعد الذي كان عليه الشاب الملتحي) لا تجلس ثانية في مكاني...
الشاب الملتحي:
-         (يريد أن ينفعل أكثر فيرى صليبا عليه السيد المسيح ضمن قلادة في جيد الرجل المتشرد، يشده ذلك فيتأمله مليا ثم يسأل مشيرا إلى القلادة) هذا السيد المسيح، هل تؤمن به؟
المتشرد:
-         (بتعنت) لا...
الشاب الملتحي:
-         لماذا تضعه في رقبتك إذن؟
المتشرد:
-         (يتأمل الشاب الملتحي ثم يقول) لأني أحبه... (ثم بتكبر واستعلاء) هل تعرف أنت الحب؟
الشاب الملتحي:
-         (يتأمل المتشرد مليا ثم وكأنه انتبه من حلم أو كأنه تعرف على الشخص الذي أمامه، يفكر، يمسح على عينيه ثم يفتحهما ويقول في حكمة) اسمح لي إن أنا اغتصبت مكانك... آسف على الازعاج...
المتشرد:
-         (بغيظ) نعم لقد أزعجتني وفي المرة القادمة إن وجدتك هنا (مشيرا إلى الكرسي) سأضربك...
الشاب الملتحي:
-         (كالمنتبه من نوم عميق ومثل حكيم) ولكن كيف يمكنني أن أميز بين مقعدك والمقاعد الأخرى؟!
المتشرد:
-         (بإصرار ومشيرا إلى الكرسي) في الغد سوف تجد عليه علامة فلا تقترب منه...
الشاب الملتحي:
-         (يتأمل المتشرد مليا ثم ينصرف)
6-   الممر في الحديقة/ خارجي/ نهار
الفتاة المحجبة، الفتى الملتحي
يجلس الفتى الملتحي على الكرسي الذي كان يجلس عليه البارحة، ونرى على جانب من ظهر المقعد علامة هي عبارة عن دائرة صغيرة خضراء، الفتاة المحجبة عندما تقبل، تبحث لها عن كرسي شاغر تجلس عليه فلا تجد، يلاحظ الفتى ذلك فيفسح لها في المجلس على كرسيه كدعوة منه أن تجلس، تتوقف الفتاة أمامه تفكر تبتسم ثم تقترب من الشاب
                                        الفتاة:
-         (مستأذنة ومشيرة إلى الجانب الشاغر من الكرسي) هل يمكنني أن أجلس؟
الفتى:
-         (متحركا) تفضلي، إنه ليس سوى كرسي عمومي...
الفتاة:
-         شكرا (ثم تجلس على طرف الكرسي بحيث تجعل ظهرها على الدائرة الخضراء وتخرج كتابها)
في هذه اللحظة بالضبط يرن تلفون الشاب
                                        الشاب الملتحي:
-         (ينظر إلى الرقم ثم متجهما يفتح الخط) أهلا أمي... (منزعجا ومحرجا قليلا وهو يسترق النظر إلى الفتاة المحجبة بجانبه) لقد زرته!... (محرجا أكثر) منذ مدة... إنها ليست طويلة!... (يستمع طويلا) طيب طيب سأطلبه... اطمئن سأطلبه الآن (يغلق الفتى الخط يسترق النظر إلى الفتاة ثم يطلب رقما وينتظر طويلا، يرن التلفون حتى ينقطع الخط ولا رد، يغلق الشاب الخط، يلقي بنظرة عابرة على الفتاة، ينظر من حوله قلقا وفجأة يرن جواله، ينظر إلى الرقم وبجد يفتح الخط) أهلا جدي... نعم... الآن... هل أنت بخير؟... الحمد لله... أمي قالت إنك متعب قليلا... الحمد لله... (وهو يسترق النظر إلى الفتاة) نعم لازلت عاطلا... وجدتَ لي شغلا؟!... ما هو وأين؟... عندك؟!... أزورك يوميا وتتقاسم معي جرايتك؟! (يسترق النظر إلى الفتاة محرجا)... ماذا تقصد بهذا يا جدي؟!... أتدفع لي المال كي أزورك؟!... اطمئن سوف أزورك ولن آخذ منك شيئا... ماذا؟!... تريدني أن أزورك يوميا؟!... ولكنني لا أستطيع يوميا... بل أحبك وإنما هي مشكلة وقت كما قلت لك... (ينظر إلى الفتاة بجانبه) جدي... جدي... سوف أزورك اليوم ونكمل كلامنا... اطمئن سوف أزورك... متى؟!... عند المغرب... نعم... إلى اللقاء. (يغلق الخط ثم يضع جواله على الكرسي ويسترق النظر إلى الفتاة بجانبه)
الفتاة المحجبة:
-         (دون أن تغلق كتابها، تنظر أمامها وتلمع ابتسامة خفيفة على شفتيها)
الفتى الملتحي:
-         (ينظر أمامه فيفاجئ بصوت الفتاة تقول له)
الفتاة المحجبة:
-         أنا أيضا عاطلة...
الفتى الملتحي:
-         (يفاجأ بحديث الفتاة فيلتفت إليها)
الفتاة المحجبة:
-         (وهي تنظر أمامها تكمل حديثها) منذ حصلت قبل سنة على إجازتي في اللغة الأنجليزية لم أعمل...
الفتى الملتحي:
-         (مفكرا ثم باحثا عن شيء يقوله وقبل أن يجده تتكلم الفتاة)
الفتاة:
-         (مبتسمة) لقد سمعتك تتحدث مع جدك... فكرة جدك أعجبتني... لماذا لا تعيش معه وتأخذ نصف جرايته إلى أن تجد عملا وفي نفس الوقت أنت تأجر على ذلك؟
الشاب الملتحي:
-         (محرجا) ولكن لجدي عاداته ولي عاداتي...
الفتاة المحجبة:
-         (مبتسمة) عندما تكون معه وافقه على عاداته...
الفتى الملتحي:
-         (مقاطعا) ولماذا لا يوافقني هو؟
الفتاة المحجبة:
-         إنه الأكبر سنا وبسبب ذلك هو أكثركما ارتباطا بعاداته...
الفتى الملتحي:
-         ولكنه ينزعج عندما يجدني مستغرقا في بعض شؤوني؟
الفتاة المحجبة:
-         هذه مشكلة بسيطة... هل أحدثك ماذا تعلمت من تجربتي مع جدتي؟
الفتى الملتحي:
-         (مستبشرا يحرك رأسه موافقا)
الفتاة المحجبة:
-         عندما تكون خارج البيت أو في العمل عش كما تريد، وعندما تكون في البيت مع جدك لا تفعل شيئا...
الفتى الملتحي:
-         (كالمنفعل) وهل يمكنني أن أبقى دون أن أفعل شيئا، هكذا ألعب بأصابعي...
الفتاة المحجبة:
-         أقصد ألا تفعل شيئا من عاداتك... هناك شيء آخر لابد أن تفعله حتى تنجح مع جدك... تقرأ القرآن... وأنت معه لا تفعل إلا هذا وسوف ترى أنه لن يزعجك.. وعندما يناديك سوف تقبل عليه سعيدا... (تنهض بجد وعزم وتبدر منها التفاتة جهة الشاب وتقول) علي أن أذهب الآن، السلام عليكم ورحمة الله (ثم تنصرف دون إبطاء)
الفتى الملتحي:
-         (عندما ينظر إليها تنصرف يرتعب حيث يرى تلك الدائرة الخضراء قد طبعت على ظهر معطفها، يريد أن يلحق بها ليخبرها، إلا أنه يتسمر في مقعده من الإحراج)
قطع
7-   الممر في الحديقة/ خارجي/ ليلا
الشاب الملتحي، المتشرد
يجلس الشاب منفعلا ويبدو أنه ينتظر المتشرد الذي أبطأ عن موعد البارحة، يطول الوقت حتى نعتقد أنه لن يأتي، بعدها يأتي المتشرد وهو يجر أقدامه جرا والدم يغطي وجهه ويديه، ينهض إليه الشاب الملتحي مسرعا
                                        الشاب الملتحي:
-         ما بك؟ من فعل بك هذا؟
المتشرد:
-         أحببت أن أغير المكان.. نمت على كرسي آخر (مشيرا بيده) في الجهة الأخرى من الحديقة فجاءني صاحبه وضربني حتى أدماني... (ثم منتبها إلى وجود الشاب عند كرسيه) وأنت ماذا كنت تفعل على كرسيي؟! (مكورا قبضته) قلت لك إنني سأضربك...
الشاب الملتحي:
-         كنت أنتظرك...
المتشرد:
-         (تبدو على وجهه علامات الاستغراب من جواب الشاب)
الشاب الملتحي:
-         (مغيرا الموضوع ومشيرا بيده إلى جهة من الحديقة) هناك نافورة تعال أغسل لك..
المتشرد:
-         أتركني سأغتسل لوحدي... (ثم يلقي بنفسه على الكرسي)
الشاب الملتحي:
-         (وقد رأى الدائرة الخضراء وتذكر لماذا بقي ينتظر المتشرد قال) علامتك هذه أفسدت اليوم معطف فتاة...
المتشرد:
-         (ينظر إلى الدائرة ثم يقول) وهل هو معطفك؟
الشاب الملتحي:
-         (يحرك رأسه بالسلب)
المتشرد:
-         (مغتاظا) إذن لا دخل لك..
الشاب:
-         (يتأمل المتشرد ثم يستدير لينصرف)
المتشرد:
-         (وقد أولاه الشاب ظهره) هل تهمك...؟
الشاب الملتحي:
-         (يلتف وقد فاجأه كلام المتشرد ينظر مستفهما)
المتشرد:
-         هذه الفتاة...؟ هل يهمك شأنها...؟
الشاب الملتحي:
-         (مقاطعا) وماذا ستفعل إن...؟ (ثم يستدير ثانية وينصرف)
المتشرد:
-         (رافعا صوته قليلا) إن شعرت بالحب تجاهها لا تتركها...
الفتى الملتحي:
-         (يتوقف، يستدير ثانية، يمشي نحو المتشرد ويقول حزينا وكالمعترف) وهل يمكنني أن أجدها أولا؟
المتشرد:
-         (متأكدا) سترجع...
الشاب الملتحي:
-         (مفكرا) لا أظنها ترجع...
المتشرد:
-         ألم تقل أن الدهن أصاب معطفها؟ إذن سترجع..
الشاب الملتحي:
-         وترجع لماذا؟!
المتشرد:
-         ربما لتتأكد أن الدهن أصابها على كرسيي (ويضع يده على صدره كالمفتخر) أو ربما تظن أنها قادرة على مسحه (متحديا) كي لا يصيب غيرها... أولئك البنات لا تستطيع فهمهن...
الشاب الملتحي:
-         (في هذه اللحظة يرن هاتف جواله، يأخذه ينظر إلى الرقم الطالب فيصيح متأثرا) إنه جدي، كان عندي موعدا معه (يفتح الخط) جدي مساء الخير... آسف تعطلت... جدي... جدي... هل يمكنني أن أجيئ أنام عندك... (مبتسما وسعيدا) كتعويض عن عدم مجيئي في المغرب... (مبتسما وسعيدا) لا تتعب نفسك سأبتاع أشياء نأكلها معا... أستأذنك الآن، لست وحدي... إلى اللقاء قريبا. (ينظر إلى المتشرد ويبتسم إليه سعيدا)
المتشرد:
-         (يرد على الابتسامة بمثلها لأول مرة في الفيلم ويقول بجدية غريبة) أنا أغادر مقعدي في حدود الثامنة صباحا، إذا جاءت قبل هذا الوقت سأراها وسآخذ لك موعدا معها في الثانية مساء على نفس المقعد.. مقعدي.. لا تنسى أن تكون هنا في الثامنة فنحن لا ندري متى تجيء...
الشاب الملتحي:
-         (مستغربا ومبتسما) شكرا، إلى اللقاء...
المتشرد:
-         إلى اللقاء (مبتسما ثانية ويلاحق بنظره الشاب الملتحي وهو ينصرف ثم يضع يده متألما على رأسه يتلمس الدم، ينظر إلى يده يتفحص الدم الذي تعلق بها ثم ينظر إلى الأفق)
8-   الممر في الحديقة/ خارجي/ نهار
الشاب الملتحي، الفتاة المحجبة، الجد
يصل الشاب عند الكرسي في الصباح فيجده خاليا من المتشرد، يسمع صوت جرس الكنيسة ينظر إلى ساعة هاتفه النقال فيجد أنها الثامنة فيسغرب ويبحث بنظره عن المتشرد، يجلس على المقعد ويبقى ينتظر، لا تصل الفتاة حتى الثانية، عندما يرن ناقوس الكنيسة وينظر الشاب إلى ساعة محموله ونرى أنها الثانية بعد الظهر، تقترب الفتاة من المقعد وتقف أمام الشاب متأثرة جدا
                                        الفتاة المحجبة:
-         (متأثرة جدا) كيف حال جدك؟!
الفتى الملتحي:
-         بخير.. ما بك؟!
الفتاة المتحجبة:
-         التقيت هنا رجلا متشردا قال إنك تريد أن تراني لأن جدك تعب جدا...
الفتى الملتحي:
-         لقد بات في صحة جيدة... (مبتسما ومسترقا النظر إلى الفتاة) لقد نمت عنده البارحة...
الفتاة المحجبة:
-         (متأثرة) ماذا...؟!
الفتى الملتحي:
-         وحدثته عنك...
الفتاة المحجبة:
-         (على استحياء) وماذا قلت له؟!
الفتى الملتحي:
-         كل الحكاية، وقد أعجبته... هو يريد أن يراك (مشيرا بيده إلى جانب الكرسي الذي جلست عليه البارحة) هل يمكنك أن تنتظريه قليلا؟
الفتاة المحجبة:
-         (مفكرة ثم مبتسمة) نعم (ثم وهي تجلس وظهرها إلى الدائرة الخضراء، تقول ضاحكة) الدائرة الخضراء لن تنطبع على ظهر معطفي هذه المرة لأنها جفت..
الفتى الملتحي:
-         آسف...
الفتاة المحجبة:
-         لا تقلق... المهم أن لا يتأخر جدك..
الفتى الملتحي:
-         (وهو ينتهي من كتابة رسالة نصية إلى جده) سوف يأتي الآن (مشيرا بيده) هو يسكن قريبا جدا...
الفتاة المحجبة:
-         (وهي تجلس في طرف المقعد ترفع يدها وراءها وهي تقول) أنا أيضا أسكن قريبا جدا...
الفتى الملتحي:
-         (ينظر أمامه ولا ينبس بكلمة)
الجد:
-         (وقد خيم الصمت بين الفتى والفتاة، يقف فجأة أمامهما فيقول مخاطبا الفتاة والفتى) لم أكن أعلم أن هذه الحديقة بهذا الجمال وإلا لما فضلت الجلوس في البيت... (ويبتسم إليهما سعيدا)
الفتى الملتحي:
-         جدي! (وينهض مبتسما وسعيدا)
الفتاة المحجبة:
-         (تنهض مبتسمة)
وإذا بصوت زقزقة عصفور يحط على شجرة قريبة، يرفع الثلاثة رؤوسهم باحثين عن العصفور فيرن ناقوس الكنيسة وتغمر وجوههم السعادة والفرحة والرضا والإيمان.
(انتهت)
© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي (mohsenhedili2@gmail.com)

تعليقات