سيناريو فيلم قصير: "لن أكون زوجة ثانية أبدا"

سيناريو فيلم قصير:
"لن أكون زوجة ثانية أبدا"
بقلم: محسن  الهذيلي
1-   خارجي/ كورنيش السيب البحري/ نهار
سلمى، فيروز، الرجل (الذي يمارس رياضة المشي)
سلمى وفيروز في الثلاثينات من العمر، تتميز فيروز بحسن وجمال فائقين بينما تبدو سلمى عادية جدا في جمالها، وتجلسان في سيارة فاخرة متوقفة على جانب الطريق عند الكورنيش، ويمر رجل يمارس رياضة المشي والعرق يتصبب عليه.
2-   داخلي (خارجي)/ سيارة فيروز/ نهار
فيروز، سلمى
فيروز تتابع الرجل الذي مر والعرق يغطي كل ملابسه، بعدها نرى عند ثقب المكيف داخل السيارة معلقة ورقية صغيرة يداعبها الهواء
                                                فيروز:
-         ونحن في السيارة ننسى أن الخارج حار جدا...
سلمى:
-         فلا يربطنا به إلا جمال ألوانه وأضوائه (ثم ترفع رأسها إلى الأفق حيث الشاطئ)
3-   خارجي/ شاطئ البحر/ نهار
صيادو وتجار السمك
هذا المشهد مهم جدا في الفيلم، في هذه المرة نراه كمشهد منفصل عمن في السيارة، أثناء فترة الحوار بين فيروز وسلمى، سيكون هو خلفيتهما. في هذا المشهد نرى ممارسة لم أرها إلا في عمان وهي إخرج الشباك من البحر إلى الشاطئ بالإستعانة بسيارات الدفع الرباعي، تكون هناك حبال قوية مشدودة إلى الشباك وتكون هناك مراكب تحيط بها وسيارات الدفع الرباعي تخرجها رويدا رويدا، وعندما تكون على الشاطئ يقوم الصيادون بجمع الأسماك التي فيها. الفيلم سوف يعنى بتصوير هذه الممارسة الخاصة وسوف يجعلها خلفية كل الفيلم تقريبا. وفي بعض أحداث الفيلم سوف يستعين الفيلم دراميا بجمهور الصيادين وبعض التجار ممن وقفوا من حول الشباك ساعة إخراجها.
4-   داخلي (خارجي)/ سيارة فيروز/ نهار
فيروز، سلمى
تجلس فيروز أمام مقود السيارة وسلمى بجانبها
                                                فيروز:
-         مكيف السيارة يا له من كذاب، يغير لنا الواقع وعيوننا مفتوحة، يحول صيف بلادنا الحار جدا إلى ربيع لطيف...
سلمى:
-         ولكن الحياة لا يمكن التعامل معها كهذا، من خلال مكيف.. لذا نكتوي أحيانا بحر نارها...
فيروز:
-         ماذا تقصد؟!
سلمى:
-         كم عندك مطلقة الآن... ثلاث سنين؟
فيروز:
-         (متبرمة) لا تذكريني..
سلمى:
-         تخيرين نسيان ذلك كما نسيت الحر في الخارج...
فيروز:
-         الحر في الخارج سهل نسيانه، يكفيك أن تكوني تحت مكيف سيارة (...)، أما ما حفر في الذاكرة فصعب نسيانه...
سلمى:
-         (كالمازحة) خاصة عندما يكون الحفر في القلب..
فيروز:
-         في القلب؟! لم يعد هناك شيء في القلب.. لقد نسيته..
سلمى:
-         إذا نسي القلب، تبرد الذاكرة...
فيروز:
-         ولكن هناك تلك البنت المسكينة بيني وبينه...
سلمى:
-         هي معك الآن..
فيروز:
-         ولكنها تربطني به إلى الأبد..
سلمى:
-         عليك أن تفرحي لقد جاءت جميلة مثلك...
فيروز:
-         الجمال ليس كل شيء...
سلمى:
-         (كالمازحة ولكن مع نبرة حزينة) ولكن غياب الجمال هو ما حكم علي بعدم الزواج...
فيروز:
-         (تنظر إلى صديقتها وقد فاجئها قولها) ولكن لا ينقصك شيء، أقل منك جمالا تزوجن...
سلمى:
-         أما جمال مثل جمالك يجعل الرجال يتهافتون مثل الفراش...
فيروز:
-         (تحرك رأسها باعتداد) كان لا يفوت أسبوع واحد دون أن يأتي أحد الشباب يكلم والدي أو أحد إخوتي... ولكن أين هم الآن؟!
سلمى:
-         (كالمازحة ولكن مع نفس النبرة الحزينة دائما) ولكنك الآن مطلقة... ومعك بنت...
فيروز:
-         (تنظر إلى صديقتها وكأنها تقول لها في نفسها لماذا تطرحين هذا الموضوع ثم تصدر عنها زفرة حزينة)
سلمى:
-         هل ندمت؟...
فيروز:
-         (مستغربة) عن ماذا؟!
سلمى:
-         (بشجاعة كافية من أجل الصراحة) عن طلبك الطلاق...
فيروز:
-         (مفكرة ولكن متريثة) لم أستطع قبول أن يتزوج علي...
سلمى:
-         أبسبب جمالك ظننت أنه سيتراجع عن قراره بالزواج؟
فيروز:
-         (تنظر إلى صديقها ولا تنبس بكلمة)
سلمى:
-         وهل جمالك أيضا هو ما جعلك تعتقدين أنك سوف تتزوجين بسرعة إن طلقتي...
فيروز:
-         (منفعلة) لو كنت أريد الزواج لتزوجت..
سلمى:
-         وما الذي يمنعك؟!
فيروز:
-         (منفعلة أكثر، تنظر إلى صديقتها شذرا) أنت تعرفين ما الذي يمنعني...
سلمى:
-         زينب؟ أبوها أراد أن يأخذها فرفضت..
فيروز:
-         وكيف أعطي ابنتي لتلك الجاهلة تربيها...
سلمى:
-         وهل أنت من تربيها الآن؟! أليست الخادمة؟
فيروز:
-         ما هذا الكلام سلمى؟!
سلمى:
-         ألا تريدين الصراحة؟! حسب ما أخبرتني، كل الذين خطبوك حتى الآن متزوجون وبعضهم أعجبك ولكنك لا تريدين أن تكوني امرأة ثانية لأنك طلقت بسبب ذلك...
فيروز:
-         (لا تجد ما تقوله)
سلمى:
-         ولكن مع العمر الذي بلغناه لا يتزوجنا إلا رجل متزوج..
فيروز:
-         أنا لن أقبل أن أكون زوجة ثانية أبدا...
سلمى:
-         ولكنك مع العمر والطلاق والبنت... لن يشفع لك جمالك... ربما أكون أكثر حظا منك...
فيروز:
-         إطمئنِّ لست أكثر حظا، الرجال الذين تتحدثين عنهم يأتونني كل يوم...
سلمى:
-         (كالمازحة) أرسل لي منهم واحدا فقط...
فيروز:
-         ماذا أقول له؟! أقول له إنني لا أريدك ولكن صديقتي تريدك...؟!
سلمى:
-         (مقاطعة وهي تنظر اتجاه البحر) لقد أخرجوا الشباك معبأة بالسمك...
5-   خارجي/ شاطئ البحر/ نهار
صيادو وتجار السمك
نرى الصيادين وهم يكملون عملية إخراج الشباك التي نراها معبأة سمكا كبيرا وصغيرا، ونرى عددا من الشباب بينهم أطفال يخرجون السمك من تحت الشباك ويضعونه في صندوق محمول على شاحنة رابضة عند البحر.
6-   داخلي (خارجي)/ في السيارة/ نهار
فيروز، سلمى
فيروز:
-         (كالمازحة) لم تقل لي.. كيف تريدينه هذا الزوج؟!
سلمى:
-         (وهي تنظر أمامها كالمبهورة) مثل صاحب تلك السيارة القادمة...
فيروز:
-         (تلتفت أمامها على عجل بعد أن كانت تنظر إلى صديقتها)
7-   خارجي/ طريق الكورنيش/ نهار
نرى شابا وسيما يركب سيارة من النوع الرياضي، فاخرة وجديدة، نراها قادمة على بعد مائة متر وراء سيارة أخرى، وفجأة يقوم سائقها بالضغط على دواسة البنزين ويتجاوز بسرعة كبيرة السيارة التي أمامه، ولكن عندما يصبح في الجانب الآخر من الطريق يرى أمامه سيارة أخرى قادمة من الجهة المقابلة، هذه الأخيرة عندما ترى السيارة الرياضية تواجهها مسرعة تبتعد يمينا بهدف اتقائها فتصدم سيارة فيروز من الخلف ما يحدث صدمة عنيفة داخل السيارة.
8-   خارجي/ الموقف/ نهار
فيروز، سلمى، الأستاذ بدر والآخرين
في هذا المشهد الخالي من الحوار وفي حركة بطيئة:
نرى السيارة الرياضية تنجو بنفسها وتواصل طريقها دون توقف وسائقها وهو رجل شاب ينظر إلى ما فعله دون اكتراث ويمضي في حال سبيله.
نرى كلا من فيروز وسلمى مرعوبتين في السيارة، نراهما ترفعان أيديهما وتنظران من حولهما وعيونهما مشرعة
نرى صاحب السيارة (الأستاذ بدر) التي صدمت سيارة فيروز ينزل من سيارته وينظر إلى السيارة الرياضية التي لاذت بالفرار ثم إلى سيارته المعطوبة وسيارة فيروز المحطمة من الخلف
نرى بعض السيارات تتوقف وينزل أصحابها ليعاينوا ما حدث...
نرى بعض الصيادين والتجار وخاصة من الشباب والأطفال يأتون ليروا ما حدث من قريب.
نرى كوكبة السيارات والناس تملؤ المكان ونرى حينئذ سلمى وفيروز تنزلان مرعوبتين من السيارة بينما تضع الأخيرة يدها على رقبتها تتحسسها متألمة.
تقترب منها سلمى تضع يدها على كتفها وتواسيها، يتحلق بهما الناس ومن بينهم الأستاذ بدر يتحدثون إليهما.
9-   خارجي/ نفس موقف كورنيش السيب البحري/ نهار
فيروز، سلمى
نرى فيروز وسلمى تركبان نفس السيارة وهي متوقفة في ذات المكان من الكورنيش، وتلبسان ملابس مختلفة عن الملابس التي رأيناها في المشاهد السابقة، نرى  أن ضِمادة رقبة تحيط بعنق فيروز. عندما نحوم حول السيارة نلاحظ أنها باتت سليمة تماما كأن لم يصبها شيء.
يرن محمول فيروز بموسيقى خليجية رومنسية
10-                      داخلي (خارجي)/ في السيارة/ نهار
فيروز، سلمى، الأستاذ بدر (بالصوت)
                                                فيروز:
-         (دون أن تخرج محمولها، تخبرها خدمة البلوتوث في السيارة أن صاحب الرقم هو الأستاذ بدر ، تشير بسبابتها إلى مصدر الصوت وتقول لسلمى) هذا هو.. (تضغط على زر أمامها ضمن المقود فتفتح الخط بحيث يمكن لكل من في السيارة أن يستمع للمكالمة) آلو...
صوت الأستاذ بدر:
-         أستاذة فيروز؟!
فيروز:
-         أستاذ بدر؟!
صوت الأستاذ بدر:
-         نعم بدر معك.. أرجو أن لا أكون قد أزعجتك...
فيروز:
-         أبدا أستاذ بدر مرحبا...
صوت الأستاذ بدر:
-          إن شاء الله تحسنت.. كيف حال رقبتك؟! إن شاء الله بخير..
فيروز:
-         الحمد الله، أنا بخير... أتعبتك معي..
صوت الأستاذ بدر:
-         أبدا ليس هناك أي تعب... على العكس...
فيروز:
-         شكرا على التصليحات...
صوت الرجل:
-         المهم صحتك.. أما بالنسبة للتصليحات فقد أكدت عليهم أن تتم ضمن الوكالة، قالت لي شركة التأمين إنه غير ممكن.. فقلت لهم قوموا بها ضمن الوكالة وأنا أدفع الفارق...
فيروز:
-         أشكرك أستاذ بدر... لقد فعلوا...
صوت الأستاذ بدر:
-         أنا الذي أشكرك على صبرك وتسامحك..
فيروز:
-         ولماذا كلفت نفسك وأصررت على دفع إيجار السيارة...
صوت الأستاذ بدر:
-         هذا أقل شيء يمكن أن أفعله معك، لقد آذيناك
فيروز:
-         لا، ليست هناك أية أذية...
صوت الرجل:
-         سوف نطمئن حقا عندما تنزعين الضمادة ونراك سليمة... أما بالنسبة لإيجار السيارة، فنحن من حرمك من سيارتك، ثم أنا لم أدفع ولا بيسة واحدة.. الشركة هي لأحد أبنائي... هذا طارق إبني البكر... عمره خمس وعشرون... أنجبته وأنا في عمري تسعة عشرة سنة... الوالد كان مقتدرا زوجني عندما دخلت إلى الجامعة... والزوجة، الله يحفظها، كانت اختيار الوالد وهي في سني تقريبا...
سلمى:
-         (تخاطب صديقتها بالإشارات وتقول لها حدثه عني)
فيروز:
-         (وهي تستمع بكل جد، تشير بيدها حازمة إلى صديقتها أن تتوقف)
صوت الأستاذ بدر:
-         الوالد الله يرحمه كان يؤمن كثيرا بالزواج وقد تزوج مرتين.. وكان متفهما حيث أنشأ لكل واحدة من زوجاته مشروعها الذي تديره بنفسها..
فيروز:
-         (محرجة) الله يرحمه..
صوت الأستاذ بدر:
-         وزوجتاه رغم أنهما ثنتاهما من مسقط إلا أنه أسكن كل واحدة منهما في بيت خاص بها..
11-                      خارجي/ موقف كورنيش السيب البحري/ نهار (وقت الغروب)
من فوق، نرى السيارة واقفة في مكانها ونسمع تواصل المكالمة ثم يبدأ الصوت يذهب مع ابتعاد الصورة، حيث تطير الكاميرا في السماء متوغلة في عمق البحر ونصبح نرى السيارة صغيرة جدا ثم لا نعود نراها بسبب الابتعاد. (انتهت)
© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي (mohsenhedili2@gmail.com)

تعليقات