سيناريو فيلم قصير:
المولد
بقلم: محسن الهذيلي
1-
داخلي/ غرفة نوم/ نهار
كريس
يتمثل أثاث الغرفة في فراش كبير تقابله
خزانة عريضة أبوابها عبارة عن مرآة كبيرة. رسم على المرآة، بقلمين من نوع الـ"ماركور"
أسود وأحمر، طابور طويل من الناس الواقفين في انتظار الدخول من باب كتب أعلاه
"سينما".
على مستوى صدور الواقفين في الصف
بقع حمراء والأرضية أمام قاعة السينما حمراء أيضا بلون الدم. وألصقت فوق هذا الرسم
على ذات المرآة معلقة فيلم من أفلام الرعب.
ما عدى الفراش والخزانة وطاولة
صغيرة عليها مقرأة اسطوانات، لا يوجد في الغرفة أي أثاث مهم. ينبعث من المقرأة أغنية
أحد رموز موسيقى "البلوز" وهي (Muddy Waters
"I Can't Be Satisfied.").
وعلقت على جدران الغرفة صور في أحجام كبيرة لعدد من رموز موسيقى البلوز والجاز
كلهم من السود. الوحيد الأبيض في الغرفة هو الشاب كريس نفسه والذي يبلغ من العمر
قرابة الخمس والعشرين سنة.
عندما نرى كريس على فراشه لأول مرة
نرى أمامه كومة من الرصاص وهو بصدد جعلها في رشاشيه.
نبقى نشاهد كريس وهو يملؤ أحد الرشاشين
فنلاحظ أنه رغم حجم الرشاش غير الكبير فإنه يستقبل عددا غير قليل من الرصاصات.
عندما يكمل كريس ملئ رشاشيه
بالرصاص ينهض من الفراش ويقف أمام المرآة ويسدد الرشاشين نحو طابور الناس على
المرآة وبفمه يحدث صوتا وكأنه يرشقها بالرصاص. بعد ذلك يضع الرشاشين في حقيبة
يجعلها على ظهره، يغلق المقرأة، يفتح باب الغرفة بالمفتاح ويغادرها.
أول ما يغادر الغرفة، تخاطبه امرأة
وكأنها كانت تنتظره في الخارج
صوت
المرأة:
-
نهضت الآن؟! (لا رد) أين
تذهب؟!
صوت كريس:
-
إلى السينما...
صوت المرأة:
-
إذن خرج فيلم رعب
جديد... (لا رد) متى ترجع؟
صوت كريس:
-
لا أدري...
صوت المرأة:
-
إن رجعت متأخرا لن
تجدني سأبيت في الخارج.
كريس:
-
إذن سوف لن أرجع
وحدي...
صوت المرأة:
-
افعل ما شئت المهم أن
لا تقرب مما يخصني...
كريس:
-
ولكن كل شيء يخصك في
هذا البيت
صوت المرأة:
-
إذن الأحسن أن لا
ترجع...
كريس:
-
اتفقنا سوف لن أرجع...
صوت المرأة:
-
ولكن أين ستذهب...؟!
كريس:
-
ربما إلى الجحيم...
صوت المرأة:
-
كان هذا جواب أبيك قبل
أن يذهب إلى الجحيم فعلا...
حينئذ نسمع بابا يغلق من بعيد ويخيم
الصمت، لحظة ويفتح الباب بقوة وتدخل امرأة كأنها قامت اللحظة من نومها، شعرها
منفوش ووجهها منتفخ وهي ثخينة مثل فيل. على عجل تقلب عينيها خلال الغرفة وكأنها
تبحث عن شيء، تتشمم الهواء وتضع يدها على الفراش تتحسسه، عندما ترى الرسم على
المرآة تمضي إليه، تتوقف عنده، تتأمله ثم تلتفت جهة الباب وتقول:
المرأة:
-
"قاتل مثل أبيك..."
2-
داخلي/ مترو في نيويورك/
نهار
كريس، نبيل
رغم أن المترو ليس مكتضا، إلا أن
كريس يكون واقفا. يتوقف الميترو فيصعد عدد قليل من الناس من بينهم نبيل. وهو شاب
ملتحي في عمر كريس تقريبا، بسرعة يتخذ له مقعدا داخل المترو ويقرأ جريدة كانت معه.
يراه كريس فيحدث نفسه بالتالي:
كريس:
-
(محدثا نفسه) هذا نبيل
كنت أحلم وأنا في المعهد أن أراه مقتولا، هؤلاء المسلمين كم هم مغرورون... (متوعدا)
لو اعترضتني أمام قاعة السينما لكنت أول من أبدأ به... (يفكر ثم يمشي نحو نبيل،
يقف أمامه في عنجهية ولا ينبس بكلمة)
نبيل:
-
(ينتبه إلى وقوف شخص
عنده فيرفع رأسه، يفاجؤ بوجود كريس، يبتسم وينهض) كريس! كيف حالك؟!
كريس:
-
بخير.. ماذا تفعل؟!...
نبيل:
-
راجع من الشغل..
كريس:
-
أكملت دراستك إذن..؟!
نبيل:
-
(يحرك رأسه بالإيجاب
مبتسما)
كريس:
-
(ينظر إلى نبيل من أسفل
إلى أعلى ثم يقول) هل مازلت تحبني؟!
نبيل:
-
(ينظر إليه باستغراب ثم
يرد بعد تفكر) نعم... دائما... أحبك...
كريس:
-
إذن لو دعوتك لمشاهد
فيلم معي هل تقبل؟
نبيل:
-
(يفكر) متى..؟
كريس:
-
هذا المساء في
الثامنة...
نبيل:
-
ممكن جدا بشرط أن تأتي
معي إلى البيت عندنا احتفال صغير...
كريس:
-
(يفكر) موافق (ثم يمد
يده لنبيل مصافحا)
نبيل:
-
(مبتسما يصافح كريس
بحرارة)
3-
خارجي/ أمام عمارة/
نهار
كريس، نبيل
يدخل كريس ونبيل من باب العمارة.
4-
داخلي/ بهو العمارة حيث
المصاعد/ نهار
كريس، نبيل
يضغط نبيل على الزر وينتظران المصعد.
كريس:
-
(واضح أنه لا يجد شيئا
يتحدث فيه مع نبيل) أي طابق؟
نبيل:
-
السابع..
يفتح المصعد فيصعده الاثنان
5-
داخلي/ المصعد/ نهار
كريس، نبيل
كريس:
-
لم تقل لي ما المناسبة؟!
نبيل:
-
مناسبة الحفل؟... (كأنه
لا يريد أن يجيب) مناسبة لطيفة أرجو أن يعجبك الجو...
كريس:
-
(يحرك رأسه بالإيجاب
دون أن ينبس بكلمة)
نبيل:
-
على كل حال ستجده
مختلفا..
يصل المصعد ويفتح وينزل منه الاثنان
6-
داخلي/ الممر في الطابق
السابع/ نهار
كريس، نبيل
يوجد في الممر بابان فقط، يتوقف
نبيل عند أحدهما وكريس وراءه، يفتح الباب بالمفتاح ثم قبل أن يدخل ينادي
نبيل:
-
السلام عليكم هناك صديق
معي.. (ينتظر قليلا ويبدو كأنه يرهف السمع ثم يلتفت إلى كريس مبتسما) تفضل..
كريس:
-
(مترددا) شكرا...
7-
داخلي/ قاعة جلوس كبيرة
وخالية من الأثاث ومفروشة ببسط جميلة/ نهار
كريس، نبيل، الجدة، الأم
نبيل:
-
(معلقا على عدم وجود
الأثاث) لقد رفعوا الأرائك لاعداد المكان للاحتفال.. يمكننا أن نجلس على الأرض أو نأتي
بكراسي...
كريس:
-
(وهو يتأمل الزرابي
الجميلة) أخير الجلوس على هذه الزرابي.. إنها جميلة...
في هذه اللحظة تظهر من الداخل امرأتان
أنيقتان، واحدة عجوز قد تجاوزت الثمانين ولكنها تبدو نشطة وفي صحة جيدة وهي في
المقدمة وامرأة قد تجاوزت الخمسين من العمر وتقف إلى جانبها
نبيل:
-
(مقدما العجوز التي
كانت تتقدم) هذه جدتي فاطمة
كريس:
-
(يمد يده إليها
ليصافحها)
العجوز فاطمة:
-
(تمد يدها إليه بحرارة
وتصافحه)
نبيل:
-
(مشيرا إلى المرأة
الخمسينية) وهذه أمي..
كريس:
-
(يمد يده لمصافحتها)
أم نبيل:
-
(تنظر إلى يد كريس
الممدودة ولكن لا تمد يدها)
كريس:
-
(مادا يده ومستغربا
تصرف الأم)
العجوز فاطمة:
-
(تمد يدها ثانية وتشد
يد كريس ولا تطلقها ثم تسحبه وراءها بلطف) تعالى معي سوف تتخلص أولا من الحقيبة
التي على ظهرك. (تأخذه إلى معلاق عند الباب، تمد إليه يدها) أعطني الحقيبة سوف
نعلقها هنا...
كريس:
-
(محرجا، يضع يده على حقيبة
ظهره بشدة) أريدها على ظهري دائما...
العجوز:
-
(تمد يدها وكالآمرة)
أعطنيها..
كريس:
-
(ينظر إلى يد العجوز
الممدودة، يتذكر يده التي كانت ممدودة منذ حين وكيف أن العجوز أنقذت الموقف، يضع
يده بعد تفكير على حقيبة ظهره ثم يمدها إلى العجوز)
العجوز:
-
(تستثقل الحقيبة ومع
ذلك لا تطلقها وبمساعدة كريس تضعها في المعلاق، بعدها تقبض على يد كريس ثانية وتأخذه
إلى وسط القاعة) الآن سوف تأكل شيئا صنعته بيديا...
نرى حينئذ نبيل وأمه يضعان في جانب
من القاعة مائدة قصيرة عليها عدد من المأكولات وأطباق الفواكه
نبيل:
-
(مخاطبا جدته وهو يجلس
على الأرض ويدعو بحركة من يده كريس إلى الجلوس) جدتي سنخرج أنا وكريس بعد الحفل
مباشرة ولن نبقى للعشاء...
العجوز:
-
(تجلس كريس عند المائدة
على طريقة العجائز الكريمات وتقول لنبيل) أريدك أن تذهب إلى جارنا فرانسيس.. لقد
طرق عليه أخوك الباب هذا الصباح ولم يرد عليه...
نبيل:
-
(متحيرا ينهض بعد أن
يكون قد جلس) أين المفتاح؟! (مخاطبا كريس) لابد أن أذهب وسأرجع سريعا..
الأم:
-
المفتاح عند الباب...
كريس:
-
(ينهض بدوره ويلحق
بنبيل وهو يقول) سآتي معك..
8-
داخلي/ الممر/ نهار
كريس، نبيل
يغادر نبيل مع كريس الشقة، ويمضيان
إلى الباب الثاني، يفتحه نبيل بالمفتاح.
9-
داخلي/ بهو الشقة/ نهار
كريس، نبيل
أول ما يدخلان الشقة، يشمان رائحة
كريهة فيضعان أيديهما على أنفيهما..
نبيل:
-
(مخاطبا كريس) يمكنك أن
تبقى في الخارج إن شئت...
كريس:
-
(بحركة قوية من رأسه
يرفض طلب نبيل ويغلق الباب)
10-
داخلي/ قاعة الجلوس
الكبيرة/ نهار
الشيخ فرانسيس (تجاوز الثمانين من العمر)، كريس، نبيل
تشبه قاعة جلوس بيت فرانسين قاعة
جلوس بيت أهل نبيل تماما إلا أنها مؤثثة (يتم التصوير في شقة واحدة)
الشيخ
فرانسيس:
-
(يجلس على كرسي عند
النافذة ينظر إلى الخارج معتمدا على عكازه، ويحيط به غائطه من كل مكان)
نبيل:
-
(يمشي نحو النوافذ
يفتحها، يقف أمام الشيخ فرانسين ويقول بلطف) عزيزي فرانسيس سوف نذهب إلى بيت
الحمام..
الشيخ فرانسيس:
-
نبيل؟! لقد جاءني
اسهال.. وغلبني (ثم ينهض بكل هدوء ويمشي مع نبيل إلى بيت الحمام)
نبيل:
-
(عندما يصبح مع الشيخ
فرانسيس في بيت الحمام يغلق الباب أمام كريس الذي يبقى في الخارج)
كريس:
-
(يستمع إلى نبيل وهو
يغلق الباب بالمفتاح من الداخل، يقرب أذنه من الباب يستمع لحديث نبيل مع الشيخ
فرانسيس)
صوت نبيل:
-
(من وراء الباب همسا)
قلت لك آخر مرة ضع الحفاظات...
صوت الشيخ فرانسيس:
-
(من وراء الباب) أكرهها...
صوت نبيل:
-
(من وراء الباب همسا)
ولماذا لم تخابرني...
الشيخ فرانسيس:
-
(من وراء الباب) أعلم
أنك في الشغل...
11-
داخلي/ قاعة الجلوس
الكبيرة في بيت أهل نبيل/ نهار
الجدة، الأم، عائشة أخت نبيل (في العشرين من العمر)،
ثلاث رجال، أربع نساء، عدد كبير من الأطفال.
بينما تعلق النساء ديكورا من
الورق، يقف أحد الرجال على سلم حديدي يضع الفوانيس. يقترب أحد الأطفال من السلم،
وهو يهرب من مجموعة من الأطفال تتعقبه، يمسك بيده السلم فيحركه ويكاد يسقط الرجل
الذي فوقه.
الرجل
فوق السلم:
-
(مرعوبا) حذاري...
سيسقطني...
أخت نبيل:
-
ترمي ما في يدها من
ديكور ورقي وتجري وراء الأولاد تخيفهم) ابتعدوا... اتركونا نعمل...
يفر جميع الأطفال ويدخلون إلى إحدى
الغرف التي تفتح على القاعة الكبيرة. بعد أن يهدأ الجو يمد إثنان من الأطفال
رؤوسهما ينظران إلى الكبار مستغرقين في تزيين القاعة ثم ينظران جهة المعلاق الذي
عليه حقيبة كريس... يمشيان إليها على حذر ودون أن يراهما الكبار، يضعها أحدهما على
ظهره ويمضيان بها إلى الغرفة حيث يستقبلهما بقية الأطفال عند بابها. يغلقانه
ويبقون في الداخل.
12-
داخلي/ الممر أمام شقة
أهل نبيل/ ليلا
نبيل، كريس، الشيخ فرانسيس (على كرسي متحرك ويلبس
بدلة سوداء مع قميص أبيض وربطة عنق سوداء من نوع بابيون)
يفتح نبيل الباب، يدفع الكرسي الذي
عليه الشيخ فرانسيس أمامه ويلحق به كريس.
13-
داخلي/ قاعة بيت أهل
نبيل/ ليلا
كريس، نبيل، الشيخ فرانسيس، العجوز فاطمة، الأم،
الأخت عائشة، مع كثير من الرجال والنساء والأطفال
تبدو القاعة زاهية وبهية ومختلفة
تماما عما تركناها عليه، ونرى بها عددا كبيرا من الناس رجالا ونساء وأطفالا. يكون هناك
عدد من المنشدين ينشدون مدائح للرسول الكريم، ديكور القاعة تغير تماما، علقت فيها
كثير من الأعمال الفنية الورقية وبعض الفوانيس ذات الألوان المتعددة واللامعة. في
وسط القاعة هناك بعض الرجال والأطفال يشكلون دائرة ويرفعون رؤوسهم ويضعونها وهم
ينشدون على طريقة أهل الصوفية.
نلاحظ أن كريس ينبهر أولا ببهاء
القاعة ثم سرعان ما يرتعب بسبب كثرة الناس وخاصة الأطفال ويلتفت إلى حيث حقيبة
ظهره، عندما يجدها في مكانها يطمئن...
نبيل:
-
(يقرب كرسي الشيخ
فرانسيس من فرقة الانشاد ثم يمضي إلى الحلقة في وسط القاعة ويندمج معها)
فرانسيس:
-
(من فوق كرسيه يرفع يده
يحيي أغلب الحاضرين ويبادلونه التحية)
كريس:
-
(يبقى بعيدا، قريبا من
الباب ومن حقيبته وهو ينظر إلى المنشدين و"الراقصين" والمتفرجين وإلى
الشيخ فرانسين يأكل الحلوى)
أخت نبيل:
-
(فتاة محجبة مثل أغلب
النساء في القاعة، تقترب من كريس) سلام...
كريس:
-
أهلا..
عائشة:
-
هل تتذكرني؟
كريس:
-
(مفكرا ومع ابتسامة
محرجة) لا...
عائشة:
-
عائشة شقيقة نبيل.. كنت
معه في ذات المدرسة..
كريس:
-
(مقاطعا) آ.. أوكي..
تذكرتك..
عائشة:
-
(معبرة بيدها) كنت
الوحيدة المحجبة في المدرسة...... (تنظر إلى حلقة الذكر وتقول) هل مازلت تكره أخي؟
كريس:
-
(محرجا) كنا نمزح...
كنت أقول له أكرهك ويقول لي أحبك... هل صحيح أنه يحبني رغم أنني أكرهه؟! (ثم متراجعا
ومحرجا) رغم أنني كنت أقول له أني أكرهه...؟!
عائشة:
-
(مفكرة) لابد أن يكون
هناك طرف يحب وبدون شروط... (ثم مفكرة) سوف آتيك بحلوى نصنعها بمناسبة ميلاد
الرسول...
كريس:
-
(قبل أن تنصرف) إذن
تحتفلون بميلاد محمد؟!
أخت نبيل:
-
(معلقة)
أكثر شخص نحبه... (ثم تنصرف)
كريس
-
(يلاحقها
بنظره ثم يتابع ما يجري أمامه وهو يستمع للأناشيد مفكرا)
14-
داخلي/ قاعة بيت أهل
نبيل/ ليلا (بعد قليل)
نبيل، الشيخ فرانسيس، العجوز فاطمة، الأم، الأخت
عائشة، مع كثير من الرجال والنساء والأطفال
تظهر عائشة في القاعة الكبيرة بعد
أن غادرتها وفي يدها صحن به بعض الحلوى، تنظر إلى المكان الذي كان يقف فيه كريس
فلا تجده تنظر إلى مكان حقيبته فلا تراها فتطرق مفكرة.
15-
خارجي/ محطة ميترو/
ليلا
كريس
يتوقف الميترو تفتح الأبواب ينزل
كريس وينظر أمامه فنشاهد من بعيد المركز الترفيهي الذي نرى به قاعة السينما
16-
خارجي/ أمام قاعة السينما/
ليلا
كريس، جمهور الناس
نرى طابورا كبيرا من الناس واقين
لاقتناء التذاكر ونرى معلقة الفيلم وهو نفس الفيلم الذي رأيناه في غرفة كريس. فجأة يظهر كريس أمام طابور الناس أمام القاعة
يأخذ حقيبته يسحب رشاشيه ويصيح:
كريس:
-
أنتم... أنتم... يا من
تحبون الرعب، لن يرعبكم شيئ أكثر من الرعب أمام الموت الحقيقي... ارتعبوا...
اشبعوا رعبا...
يهيج الناس رجالا ونساءا أمام كريس
وهم يتصارخون متفرقين...
كريس:
-
(وهو يضغط على زناد
رشاشيه) هذا هو الرعب الحقيقي... الرعب الزعاف...
رغم كل الرعب الذي صنعه كريس
بحضوره ذلك إلا أن رشاشيه لم يكونا يخرجان رصاصا.
17-
خارجي/ كورنيش في
نيويورك/ نهار
عائشة
تمشي على الكرنيش ثم وهي تقترب من
حافته، تلتفت يمنة ويسرة وتفتح حقيبة يدها وترمي بالرصاصات في البحر وتنصرف.
18-
داخلي/ الممر أمام شقة
فرانسيس وشقة أهل نبيل/ نهار
بعد سبع سنوات
كريس، عائشة حامل، ابن في الرابعة، ابن على مدفوعة،
فرانسيس على كرسي متحرك
يكون الممر خاليا وهادئا تماما،
نسمع صوت باب يفتح، يظهر من باب بيت فرانسيس صبي في الرابعة من العمر، يخرج يجري
ويمشي نحو باب بيت أهل نبيل، وهو يطرق الباب تظهر عائشة وهي حبلى وتدفع أمامها
مدفوعة فيها بنت في عامها الثاني تقريبا، بعدها يظهر الشيخ فرانسيس على كرسيه
المتحرك وبعده يظهر كريس ملتحيا يدفعه من الخلف.
في هذه اللحظة يفتح باب شقة أهل
نبيل وتظهر العجوز فاطمة ثم أم نبيل، تخرجان في الممر وكأنه مكان خاص...
أم
نبيل:
-
(تخاطب عائشة وكريس في
ذات الوقت) تذهبان الآن؟! أليس باكرا؟!
عائشة:
-
لقد دعتنا لقضاء كامل
اليوم عندها... (وهي تنظر إلى كريس مبتسمة) نعتبر متأخرين...
كريس:
-
(كالساخر ولكن بفرحة
واضحة) تريد أن تقضي أكثر وقت مع الأولاد...
العجوز فاطمة:
-
(مبتسمة وسعيدة) أليس
في ذلك ازعاج لفرانسيس؟!
فرانسيس:
-
(سعيدا) إنها رغبتي...
كريس:
-
ينحني ويأخذ الابن ذو
الأربع سنوات ويضعه في حجر فرانسيس...
يمشي الجميع نحو المصعد، عندما
يفتح ويركبه الذاهبون تقول العجوز فاطمة وأم نبيل في نفس الوقت تقريبا
العجوز
فاطمة:
-
بلغوها سلامنا...
عائشة:
-
(على عجل وباب المصعد
يغلق) بلغ..
19-
داخلي/ غرفة سجن/ ليلا
قبل سبع سنين
كريس
يكتب كريس رسالة إلى عائشة ونسمع
بصوته مضمون ما يكتب:
كريس:
-
(وهو يكتب نرى ونسمع
بصوته التالي) بعد أن عرفت أنك من تخلصتي من الرصاصات، أتساءل لماذا لم تفعلي
ذلك مع الرشاشين...؟!
20-
داخلي/ غرفة السجن/
ليلا (بعد أيام)
كريس
يقرأ كريس رسالة مكتوب عليها التالي:
كريس:
-
(يمسك ورقة الرسالة ونرى
مضمونها واسم عائشة أسفله ونسمع صوت كريس يقرؤها) أردت أن يبقى جزء من الاختيار
بيدك...
انتهى
جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
© mohsenhedili2@gmail.com
تعليقات
إرسال تعليق