سيناريو فيلم قصير: "المحطة"




سيناريو فيلم قصير:
"المحطة"
بقلم: محسن الهذيلي
(ملاحظة: الحوار باللهجة التونسية)
1-   خارجي/ نهار/ عند محطة الحافلة (محطة صغيرة منفردة، خط داخلي)
زوجة محجبة وزوج ذو لحية طويلة نسبيا ويلبس قميصا أبيض (في الأربعينات)، أب (ثلاثيني) وإبنه (12سنة)، شاب1 (23سنة)، شاب2 (صاحب السيارة القديمة)، شاب3
يقف الزوجان، الأب وابنه، والشاب1 عند المحطة ينتظرون قدوم الحافلة. الشاب1 بصدد قراءة كتاب، الأب يتكلم مع ابنه والزوج والزوجة واقفان بجانب بعضيهما صامتين.
على خلفيتهم نقرأ على جدار المحطة المعدني ما يلي: تسقط النهضة، تحي النهضة، يحي النداء، يسقط النداء، تحي الجبهة، تسقط الجبهة، يحي المؤتمر، يسقط المؤتمر، يحي التكتل، يسقط التكتل. الكلمات الوحيدة  التي نجدها غير مشطوبة هي التالية ونجدها مفرقة: تونس عربية، تونس إسلامية، تحي تونس.
وبينما الواقفون عند المحطة منشغلون بما هم فيه تمر أمامهم سيارة قديمة يدفعها الشاب2 وهو فاتح الباب الأمامي للسيارة جهة المقود والشاب3 عند الخلف.
                                                الشاب3:
-         (مخاطبا الشاب1) عادل ينوب عليك يْدَيَّ...
الشاب1:
-         (يرفع رأسه من الكتاب وبكل برود ينظر إلى المتكلم ثم إلى الجهة التي جاءت منها السيارة ثم يخرج هاتفا نقالا ذكيا ينظر إلى الوقت ويقول) سامحني ما انجمش بيس الثمنية مازالو دقيقتين...
هنا نرى الأب يهمس إلى ابنه بحديث فيقوم الابن وكأنه يوافقه الرأي ويسعى وراء السيارة القديمة ويلحق به أبوه ويبدآن في دفعها...
                                                الشاب2:
-         يقفز في السيارة ويبدأ يحاول تشغيل المحرك..
                                                الشاب3:
-         عادل، ايجا ينوب عليك، بيس الثمنية راي ما تجي كان مع الثمنية وربع...
في هذه اللحظة نرى الرجل صاحب اللحية وزوجته يجريان وراء السيارة ويبدآن في دفعها.
2-   خارجي/ عند المحطة/ نهار
الشاب1 (عادل)
                                                الشاب1:
-         وقد كان فاتحا كتابه يقرأه، يغلقه ينظر إلى المحطة الواقف أمامها، يرى أنها شاغرة فنطالع بالمناسبة ما كتب عليها، ينظر في الاتجاه الذي تأتي منه الحافلة، ينظر إلى الوقت على هاتفه النقال، يفكر قليلا، يحرك رأسه، ثم يجري في الاتجاه الذي مضت فيه السيارة القديمة)
3-   خارجي/ في الطريق/ نهار
زوجة محجبة وزوج ذو لحية طويلة نسبيا ويلبس قميصا أبيض (في الأربعينات)، أب (ثلاثيني) وإبنه (12سنة)، شاب1 (23سنة)، شاب2 (صاحب السيارة القديمة)، شاب3
بينما ركب صاحب السيارة داخلها وهو يحاول تشغيل محركها، يجتهد الباقون على دفع السيارة من الخلف حتى تشتغل، ولا تشتغل السيارة في الأخيرة إلا بعد عدة محاولات وبعد أن تبعد عن محطة الحافلة.
وعندما تشتغل ويلتفت الجميع إلى الوراء، يروا الحافلة قادمة ولأن المحطة كانت شاغرة فإن السائق لم يتوقف.
يرفع الجميع أيديهم إلى الحافلة كي تقف ولكن لا يمكنها أن تقف في غير المحطة.
                                                الشاب3:
-         نعرفو الشوفور... ملغ... صعيب باش ياقف...
ينظر الجميع إلى بعضهم محبطين
4-   خارجي/ في الطريق/ نهار
زوجة محجبة وزوج ذو لحية طويلة نسبيا ويلبس قميصا أبيض (في الأربعينات)، أب (ثلاثيني) وإبنه (12سنة)، شاب1 (23سنة)، شاب2 (صاحب السيارة القديمة)، شاب3
نرى السيارة القديمة تمضي وصاحبها يقودها مطمئنا وبجانبه المرأة المحجبة زوجة صاحب القميص الأبيض وهي جالسة في المقعد الأمامي مرتاحة تماما، بعدها نرى كل الرجال الخمسة بما فيهم الصبي راكبون فوق بعضهم في مقعدي السيارة الخلفيين.
ونرى السيارة القديمة تمضي وهي ترسل وراءها دخانا كثيفا...
قطع (ويمكن أن تكون هذه نهاية فيلم قصير)
5-   خارجي/ في الطريق/ نهار
زوجة محجبة وزوج ذو لحية طويلة نسبيا ويلبس قميصا أبيض (في الأربعينات)، أب (ثلاثيني) وإبنه (12سنة)، شاب1 (23سنة)، شاب2 (صاحب السيارة القديمة)، شاب3
نرى السيارة القديمة وهي تحاول أن تسرع للحاق بالحافلة التي نراها قد ابتعدت كثيرا، وتخرج السيارة دخانا كثيفا وتقترب أخيرا من الحافلة التي توقفت عند المحطة الموالية. تتمكن السيارة من تجاوزها وهي لاتزال في المحطة.
6-   خارجي/ في الطريق (من داخل السيارة)/نهار
زوجة محجبة وزوج ذو لحية طويلة نسبيا ويلبس قميصا أبيض (في الأربعينات)، أب (ثلاثيني) وإبنه (12سنة)، شاب1 (23سنة)، شاب2 (صاحب السيارة القديمة)، شاب3
                                                        الشاب3
-         ما تاقفش في المحطة هذي... نعرفو الشوفور مشو مش يستنانا... كمل ينوب عليك للمحطة الي بعدها...
الشاب2 (السائق)
-         (ينظر من المرآة الارتدادية إلى كل الراكبين ويقول على مضض) ما يسالش...
7-   خارجي/ في الطريق/ نهار
نرى السيارة تقترب من المحطة الموالية
8-   خارجي/ في الطريق (من داخل السيارة)/ نهار
زوجة محجبة وزوج ذو لحية طويلة نسبيا ويلبس قميصا أبيض (في الأربعينات)، أب (ثلاثيني) وإبنه (12سنة)، شاب1 (23سنة)، شاب2 (صاحب السيارة القديمة)، شاب3
                                                الشاب2 (قائد السيارة)
-         (وقد اقتربت السيارة من المحطة وكالذي عيل صبره يقول) وهكا باهيشي...؟
الشاب3:
-         ينوب عليك آنا بطبيعتي مش نهبط في المحطة اللي بعدها... علاش نقعد ناخذ في البيس وندفع في حق تسكرة على جال محطة وحدة...؟
الشاب2 (صاحب السيارة)
-         (ينظر في المرآة الارتدادية إلى كل الراكبين ولا ينبس بكلمة ولكن يبدو أنه تضايق)
الأب:
-         باش ما تدفعش حق تسكرة كمل على رجليك هي محطة وحدة...
الشاب2 (صاحب السيارة)
-         (مستبشرا) وانا لازمني نرجع... هاني عاونتكم كيما عاونتوني...
المرأة المحجبة:
-         نحنا ما عوناكش باش تعاونا، عملناه لوجه الله... إذا تعاون باش يعاونوك يضيع عليك الأجر...
الشاب3:
-         (منفعلا من كلام السيدة) برجولية ما عنديش حق التسكرة...
الرجل الملتحي:
-         (ثائر لزوجته ومتهم الشاب 3) مالا كيفاش كنت مش تاخذ البيس؟!
الشاب3:
-         (متجاهل اتهام الرجل الملتحي وناظرا إلى باقي الراكبين) وزيد كي تكملو للمحطة اللي بعدها تتبدل التسعيرة ونربحو الناس الكل...
9-   خارجي/ أمام محطة الحافلة/ نهار
نرى السيارة القديمة تخفظ في السرعة حين تقترب من المحطة ثم ترجع تسرع مواصلة الطريق تاركة المحطة وراءها ومرسلة دخانا كثيفا كتعبير عن قدمها وضعفها
10-                      خارجي/ في الطريق/ نهار
الشاب2 (صاحب السيارة)
نرى السيارة القديمة راجعة وليس فيها إلا قائدها وقد تركت المحطة التي أنزلت فيها أصحابنا خلفها.
11-                      خارجي/ أمام محطة الحافلة/ نهار
زوجة محجبة وزوج ذو لحية طويلة نسبيا ويلبس قميصا أبيض (في الأربعينات)، أب (ثلاثيني) وإبنه (12سنة)، شاب1 (23سنة)، الشاب3
أول ما نرى، الشاب3 وهو يمشي مبتعدا عن المحطة في اتجاه مقهى...
نرى جدار المحطة وقد كتب عليه التالي: "من قتل شكري بلعيد؟؟؟"، "من قتل الحاج محمد البراهمي؟؟؟"، "من يهاجم جيشنا الوطني؟؟؟"، "نحمل الحكومة مسؤولية الانفلات الأمني..."،
ثم نرى الخمسة الباقين واقفين أمام جدار المحطة المعدني يقرؤون ورقة علقت عليه، نقترب فنقرأ على الورقة ما يلي: "هذه المحطة لم تعد مستعملة لأسباب أمنية".
ويخرج الجينيريك ونرى جماعتنا يغادرون المحطة ويواصلون طريقهم على الأقدام إلى المحطة الموالية...
(انتهت)
© جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com

تعليقات