"عيد
ميلاد..."
(سيناريو فيلم قصير)
بقلم: محسن الهذيلي
1-
خارجي/ على السطحة حذو
مطاعم شاطئ القرم (مسقط)/ ليلا
زوجان شابان في الملابس العمانية (لا نرى وجهيهما)
نرى الزوجان ،من الخلف، في سطحة
المطاعم (التي بها عدد غير قليل من الناس جالسين حول طاولاتهم). يمشي الزوجان
ويحمل كل واحد منهما كرسيه الخفيف، وهما يتهامسان بكلام لا نفقهه...
2-
خارجي/ شاطئ القرم/
ليلا
الزوجان
نراهما، من الخلف، بعد أن يقطعا كل
سطحة المطاعم، يتوغلان في الشاطئ المضاء قليلا بأضواء سطحة المطاعم. يمشي الزوجان إلى
البحر المنحسر في فترة الجزر. بعدها يتوقفان، يضعان كرسيهما اتجاه البحر ويجلسان.
الزوجة:
-
(نراها من الخلف، تنظر
نحو البحر وهي تستمع إلى أمواجه غير العنيفة، ترفع برأسها إلى السماء تنظر في
نجومها المشعة، يبلغنا غناء جماعي لبعضهم عند سطحة المطاعم، نسمع أغنية: "عيد
ميلاد سعيد"، بعد الغناء يصفقون وتبلغنا ضحكاتهم خافتة، وهي تنظر إلى البحر،
تستنشق هواءه، تملؤ به رئتيها ثم تلتفت إلى زوجها بجانبها، حتى هنا لا نرى وجهها
جيدا، نقص الضوء يساعدنا في ذلك)
الزوج:
-
(ينظر أمامه إلى البحر ولا
يحرك رأسه)
الزوجة:
-
(ترفع رأسها إلى السماء وتهمس لزوجها) أحب الله...
الزوج:
-
حبني، تحب الله...
الزوجة:
-
(تضحك) أنت لست الله..
الزوج:
-
(ضاحكا) اسمي "عبد
الله" ...
الزوجة:
-
(تضحك) أحب اسمك...
الزوج:
-
حبني أنا... مثل
الله...
الزوجة:
-
(تضحك) مثل ما يحبك
الله أم مثل ما أحب أنا الله...؟!
الزوج:
-
المهم أن يكون الله
حاضرا...
الزوجة:
-
(تضحك)... أنت تنجح
دائما معي...
الزوج:
-
لأنني أحبك...
الزوجة:
-
(ضاحكة وسعيدة) المهم
أن يكون الله حاضرا...
قطع
3-
خارجي/ عند الشاطئ/
ليلا
الزوج، الزوجة
يجلس الزوجان على كرسيهما وينظران
إلى البحر صامتين، وقتا وتتكلم الزوجة:
الزوجة:
-
الأصفر؟
الزوج:
-
سهلة... الليمون... (يرفع
نظره إلى السماء ويبقى ينظر في النجوم)
قطع
4-
خارجي/ مشهد على النجوم
في السماء/ ليلا
نرى النجوم تتلألؤ في السماء ونرى
طائرة تعبرها وهي ترسل بضوء أحمر
قطع
5-
خارجي/ عند الشاطئ/
ليلا
الزوج، الزوجة
الزوج:
-
الأحمر...
الزوجة:
-
(تضحك) سهلة، العنب...
(تلتفت نحو زوجها)
6-
خارجي/ منظر على شجرة/
ليلا
نرى شجرة في الليل، عند سطحة
المطاعم، يحرك الهواء أوراقها...
قطع
7-
خارجي/ عند الشاطئ/
ليلا
الزوجة، الزوج
الزوجة:
-
(وهي
تنظر نحو البحر) الأخضر، (تضحك) لا تقل تفاحا، هو ليس التفاح (تضحك)
الزوج:
-
(يضحك) هو إذن العنب...
الزوجة:
-
(تضحك) أنت دائما تعرف
ما أحب...
الزوج:
-
وما السبب حسب رأيك؟
الزوجة:
-
(تضحك) المهم أن يكون
الله حاضرا...
في هذه اللحظة يضاء المكان بشكل
استثنائي
8-
سطحة المطاعم/ خارجي/
ليلا
مجموعة من الناس
نراهم وقد وقفوا وفي أيدي عدد منهم
أعراف تتطاير منها تلك النجوم المضيئة التي تستعمل في أعياد ميلاد وهم يحتفلون.
9-
خارجي/ عند الشاطئ/
ليلا
الزوجان
يلتفت الزوجان جهة سطحة المطاعم ونرى
وجهيهما المتألقين لأول مرة، وينظران والأضواء تنعكس على وجهيهما المتلاصقين
تقريبا والسعيدين. ونشعر وكأن الاحتفال بهما...
الزوجة:
-
مر على زواجنا سنة
وكانت هادئة وسعيدة...
الزوج:
-
(ساخرا) هادئة وسعيدة؟!
والشجار الذي لم يتوقف يوما واحدا...؟!!!
الزوجة:
-
(ضاحكة) ولكنه شجار كان
ينتهي دائما بالتسامح...
الزوج:
-
ولكنه تسامح بعده شجار
جديد...
الزوجة:
-
ليس صحيحا... آخر شيء
كان تسامحنا وذلك قبل أن نخرج لنحتفل بعيد زواجنا على البحر... نحن الآن متسامحان...
(وبصوت فيه تحذير) وسنبقى متسامحين طيلة هذه الليلة...
الزوج:
-
(متهكما) إذن في الصباح
أنتظر منك شجارا...
الزوجة:
-
كلامك هذا معناه أنني
أنا من يبدأ بالشجار دائما...
الزوج:
-
وهل هناك من يبدأه
غيرك؟!
الزوجة:
-
الآن أنت من بدأ الحديث
عن الشجار؟
الزوج:
-
أحببت فقط أن أذكرك
بواقع سنتنا الأولى مع بعضنا...
الزوجة:
-
دعني أسألك قبل أن تنسني،
كيف تقيم سنتنا الأولى مع بعضنا...
الزوج:
-
ليست سيئة...
الزوجة:
-
(غاضبة) أرأيت كيف أنك
سلبي؟ أنا أقول إنها سنة جيدة جدا جدا، وأني سعيدة جدا مع زوجي، وأنت تقول هذا
الكلام الذي تعرف أنه يزعجني
الزوج:
-
ولكنك طلبتي رأيي...
الزوجة:
-
اسمع جيدا ماذا سأقول
أيضا: إنه بعد سنة من زواجي منك يمكنني أن أقول أنني مستعدة للعيش معك عمري كله...
قل لي الآن هل أنت مستعد للعيش معي باقي عمرك؟
الزوج:
-
إنه سؤال صعب جدا...
الزوجة:
-
(مقاطعة) أرأيت كيف أنك
سلبي دائما...
الزوج:
-
ولكن دعني أكمل
كلامي...
الزوجة:
-
تكمل كلامك! ماذا
ستقول؟!
الزوج:
-
أقول: ربما أحتاج إلى
سنة أخرى لأجيبك على سؤالك
الزوجة:
-
(غاضبة) إذن أنت الآن
غير مستعد للحياة معي بقية عمرك...
الزوج:
-
لم أقل هذا وإنما
قلت...
الزوجة:
-
(مقاطعة) الذي قلته أنك
تحتاج إلى سنة أخرى وبعدها ترى إن كنت سترضى بأن تعيش معي كل حياتك أم لا...
الزوج:
-
لم أقل هذا...
الزوجة:
-
ها إنك مثل كل مرة
تتراجع عن كلامك عندما أضعك أمام حقيقته...
الزوج:
-
هل يمكنك أن تتركيني
أكمل كلامي بنفسي...
الزوجة:
-
ماذا ستقول؟! أعرفك
جيدا...
الزوج:
-
في هذه الحالة لا حل
إلا أن أصمت وأتركك تتكلمين مع نفسك...
الزوجة:
-
أنت دائما هكذا عندما
أفحمك تصمت وتتركني مع نفسي وحيدة...
الزوج:
-
ليس هذا ما أفعله معك عادة
عندما نتشاجر، صحيح أنني أصمت ولكنني أبقى معك في نفس المكان، أتركك تتكلمين مع
نفسك ولكن لا أغادر أبدا... أبقى أنتظر...
الزوجة:
-
تنتظر ماذا؟!
الزوج:
-
أنتظر ساعة التسامح لنرجع
إلى بعضنا لأنني أحب ذلك...
الزوجة:
-
(وقد خفت حدة صوتها
وببعض دلال) ولماذا تحب ذلك؟
الزوج:
-
أنت تعرفين لماذا...
الزوجة:
-
(على عجلة من أمرها) لا
أعرف شيئا قل أنت...
الزوج:
-
يبدو لأنني مستعد أن أعيش معك كل العمر...
الزوجة:
-
لماذا غيرت رأيك الآن،
قلت أنك ستنتظر عامنا الثاني مع بعضنا...
الزوج:
-
رأيت شيئا جعلني أغير
رأيي...
الزوجة:
-
وما هذا الشيء؟!
الزوج:
-
(مشيرا إلى ساعة يده)
الوقت... انتهى الوقت...
الزوجة:
-
(مبتسمة) الوقت هو الذي
جعلك تجنح للسماح...؟؟ إذن لن أسامحك حتى تقول لي تلك الكلمة...
الزوج:
-
أحبك...
الزوجة:
-
وأنا أحبك أكثر... الآن
متسامحين يمكننا أن نذهب للعشاء...
في هذه اللحظة نسمع تصفيقا قويا
قادما من جماعة سطحة المطاعم.
ينهض الزوجان يحمل كل واحد منهما
كرسيه الخفيف ويتركان البحر وراءهما ويمشيان اتجاه سطحة المطاعم المضاءة. عندما
يقربان منها لا يدخلانها وإنما يمشيان على الشاطئ في محاذاتها على طولها.
10-
السطحة أمام المطاعم/
خارجي/ ليلا
المجموعة على السطحة
نرى الزوجان يمشيان على الشاطئ
خارج سطحة المطاعم وعلى طولها وتكون خلفيتهما. ونرى تلك المجموعة في السطحة التي
تحتفل بعيد ميلاد، نرى أفرادها واقفون يصفقون على المحتفل به. ونرى باقي الحضور
حول باقي الطاولات جالسين أو واقفين. عندما يبلغ الزوجان آخر السطحة وهما يمشيان
في محاذاتها على الشاطئ، يدلفان إليها ثم يمشيان خلال السطحة حتى يبلغان إحدى
الطاولات بينها وبين الطاولة التي بها عيد ميلاد طاولتان. يجلس الزوجان فيتقدم
إليهما نادل ويتحدث معهما...
(انتهت)
© جميع
الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com
تعليقات
إرسال تعليق