سيناريو فيلم قصير: منظر الواحة منظر الجنة







بقلم: محسن الهذيلي

1-   قدام بيت حديث/ خارجي/ نهار
الزوج والزوجة (شابين)، ثلاثة أبناء صغار (من سبعة إلى ثلاث)
                                                الزوج:
-         (يغادر باب حديقة البيت وفي يده حقيبتين للملابس وعندما يصبح في النهج، يلتفت ومن خلال الباب يقول) هيا أسرعي لقد تأخرت.. هناك من ينتظرني هناك. (يمشي متعجلا إلى السيارة الرابضة أمام البيت، يفتح الصندوق، يضع بسرعة الحقائب، يغلق الصندوق بعنف، يجري نحو مكان السائق، يفتح الباب، يركب، ويغلقه بعنف.)
الزوجة:
-         (تخرج من البيت مع أبنائها الثلاثة وهم صبي وبنتان، تغلق باب البيت الخارجي، تساعد أبناءها على الركوب في المقاعد الخلفية من السيارة، تركب إلى جانب زوجها، تغلق الباب بهدوء، ولا تنبس بأم شفة)
الزوج:
-         (غاضب) دائما تؤخرينني عن مواعدي...
وتغادر السيارة موقفها عند باب البيت.
2-   السيارة وهي تمضي خارج المدينة/ داخلي/ نهار
الزوج، الزوجة، الأبناء
الزوجة:
-         وأي مواعيد مهمة هذه؟! نحن في عطلة..
الزوج:
-         وجلستي مع أصدقائي كل مساء خميس، هل نسيتها؟!
الزوجة:
-         لم أنسها، ولكنها ليست أهم من عائلتك، ثم أنت تعرف أني لا أحب عجلتك هذه..
الزوج:
-         (وقد قوى في سرعة السيارة) أعرفك لا تعجبك طريقتي في السياقة
الزوجة:
-         ليست طريقتك في السياقة التي لا تعجبني وإنما سرعتك المفرطة..
الزوج:
-         قلت لك، هذه هي قيادتي، إن لم تعجبك يمكنك أن تبقي في البيت..
الزوجة:
-         بل أذهب لزيارة أهلي؟! ومشاهدة الواحة.. مشاهدة الجنة..
الزوج:
-         منظر الواحات ألم تشبعي منه كل أسبوع؟ّ
الزوجة:
-         ولكن سرعتك المجنونة لا تتركني أستمتع بشيء..
الزوج:
-         (بنبرة سخرية) لا تقولي لي إنني أمضي بسرعة الصاروخ بحيث لا يمكنك رؤية شيء..
الزوجة:
-         ولكن سرعتك توترني فلا أحس بشيء.. (وفجأة ينقبض وجهها رعبا وهي تتطلع إلى الطريق أمامها)
3-   الطريق على خلفية جبلية/ خارجي/ نهار
نرى السيارة وهي تتجاوز طابور سيارات وشاحنات عديدة بينما سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس تقترب وتشغل الضوء محذرة. وفي الأخير تنجو السيارتان بأعجوبة
4-   السيارة وهي تسرع/ داخلي/ نهار
الزوج، الزوجة والأبناء
                                                الزوجة:
-         (يبدو على وجهها الذعر وهي حانقة تقول) لقد فعلتها مثل عادتك ولم تسمع قولي، إن فعلتها مرة أخرى لأنزلن وأنا أبنائي وأتركك تذهب إلى شلتك وحدك... (وعلى وجهها علامات الرعب الرهيب تصيح) إننا لا نتجاوز في المنعرج لا نتجاوز في المنعرج... توقف، توقف. (تغطي بيديها على وجهها)
5-   طريق يمر بين الجبال/ نهار/ خارجي
السيارة تتجاوز عند المنعرج وفجأة تبرز أمامها شاحنة ضخمة فتهرب منها إلى يسارها ولكن الشاحنة تصدمها على جانبها الأيمن ومؤخرتها..
6-    قرية جبلية جميلة/ خارجي/ نهار
الزوج، أم الزوجة، أخت الزوجة
                                                الزوج:
-         (يقف على خلفية طبيعة جبلية تزينها الواحات الجميلة، وهو يبدو في أحوال المشردين: ملابس رثة، شعر الرأس واللحية أشعثان أغبران طويلان، حافي القدمين وسخهما، وهو ينظر إلى بيت أهل زوجته حزينا)
تأتي سيدتان من بعيد وعندما تصلان أمام البيت تتوقفان، وقبل أن تدخلان، تنظر الأم إلى زوج ابنتها السابق بحقد. بينما تنظر الأخت برحمة. تدفع الأم ابنتها أمامها داخل البيت، تلتفت إلى زوج ابنتها السابق تنظر إليه بنقمة ثم تغلق الباب بعنف.
7-   وسط الجبال والواحات/ خارجي/ نهار
الزوج، الزوجة (صوت فقط)
-         (يمشي حافيا أشعثا أغبرا على خلفية طبيعة جميلة ثم ينظر في اتجاه الواحة وتنزل دموعه)
ونحن أمام المشهد الجميل نسمع صوت الزوجة وهي تقول:
-         أحب منظر الواحة مع الأفلاج، فهي تذكرني بالجنة.. إنها جنة تجري تحتها الأنهار..
8-   وسط واحة وارفة الظلال يجري فيها الفلج/ خارجي/ نهار
الزوج
الزوج:
-         (يتأمل الفلج يجري ودموعه تنزل على خديه، يمشي، يقترب من الفلج، ينزل فيه ببطئ، يتأمله ثم يبدأ يتوضأ، عندما يصل إلى غسل وجهه يجعله بين يديه وينفجر بالبكاء)
9-   أمام بيت أهل الزوجة/ خارجي/ نهار (وقت الغروب)
الزوج، أبو الزوجة، أخت الزوجة
                                                الزوج:
-         (يقف قبالة بيت زوجته السابقة يتأمله حزينا)
أب الزوجة:
-         (يأتي من بعيد، يصل عند بيته وهو يتأمل زوج ابنته السابق برحمة يطرق باب بيته)
البنت الشابة (أخت الزوجة):
-         (تفتح الباب، تجد أباها أمامه ينظر إلى زوج ابنته السابق برحمة) سنوات وهو هكذا، يقضي الساعات وهو ينظر إلى بيتنا..
الأب:
-         قيل لعمك أن لا حل له إلا أن يتزوج ثانية، فربما ينسى، ولكنه رافض تماما، مخيرا حياة البرية..
البنت:
-         (تنظر بحب إلى أبيها، تتركه يدخل إلى البيت وقبل أن تغلق بابه تنظر أيضا إلى زوج أختها السابق الذي هو ابن عمها بنظرة فيها رأفة وحب أيضا)
الزوج:
-         (بعد أن كانت نظرته ذابلة، تستقيم وتتأمل أخت زوجته السابقة وبنت عمه بحب وليد)
أخت الزوجة:
-         (تبتسم له ابتسامة معبرة ثم تدخل وتغلق الباب)  
10-                      على جانب الطريق/ خارجي/ نهار
الزوج، الزوجة الجديدة (شقيقة الزوجة السابقة)، جنين في المهد
تقف السيارة على جانب الطريق وفي وسط طبيعة جميلة. وتحت شجرة ظليلة يجلس الزوج وزوجته الجديدة، والتي هي أخت زوجته السابقة، في ظل الشجرة. ووضعت الزوجة في حجرها صغيرها وهي تلاعبه وأمامهما بعض فواكه على منديل أبيض.
                                                الزوجة:
-         (بعد أن تنظر إلى السيارة واقفة تقول بحب ولطف) ألا تتأخر هكذا على مواعيدك؟!
الزوج:
-         أية مواعيد؟! وعن ماذا نتأخر ونحن مع بعضنا وهذه الطبيعة الجميلة من حولنا.. (ثم ينظر إلى صغيره بين يدي زوجته، يمد يده إليه، يستلمه ويقول وهو ينظر إليه ثم إلى الطبيعة من حوله) لقد سامحني عمي وزوج عمي.. لم أكن أنتظر منهما ذلك. وبفضل عفوهما، ولدت، مثل هذا الجنين، من جديد..
الزوجة:
-         (تحدث صوت بحنجرتها مثل الحمحمة تعني به نحن هنا أيضا، وبحب تسأل) وأنا هل تظن أني لم أسامحك؟
الزوج:
-         (متأثر) أنت الطبيبة التي تعالجني وتذكرني كل يوم بقدرة الله العظيمة على الغفران..
(تمت)
©جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com

تعليقات