نصيحة إلى صديق حميم





بقلم: محسن الهذيلي 

 صديقي العزيز

أردت فقط أن أذكرك بتلك المقولة التي يذكر بها التونسيون بعضهم بعضا في حالات الظلم، وهي: "اللي خذالك خبالك" ومعناها، كما لا يخفى عليك، أن من أخذ منك شيئا عن غير حق فإن حقك لن يضيع عليك وهو مخبأ لك إلى يوم القيامة. 

ومن الضامن في ذلك؟ إنه الله وهو أقوى الأقوياء والقادر على كل شيء سبحانه. 

الآن نأتي إلى سؤال مهم وهو: ماذا لو أن "اللي خذالك" هو الله نفسه؟ فهل تنتفي باقي المقولة أي "خبالك"؟ 

بالتأكيد لا، فعندما يكون الآخذ هو الله فإن ما يخبئه لك هو بقدر إمكاناته وقدراته.

لذا تخيل ماذا ستكون قيمة ما سيخبئه الله لك إن صبرت، سيكون بالتأكيد خيرا تناله في الدنيا هنا وتناله في الآخرة وهي الدائمة الأبدية ونعيمها لا شبيه له ولا مثيل.

ثم عندما يكون الله جل جلاله هو من أخذ منك وصبرت فإن أخذه يكون خيرا في كل الأحوال. 

ولقد فكرت أخي العزيز في حديث للرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا فيه أن أشد الناس إبتلاء هم الأنبياء و الأولياء. وهنا تساءلت مرارا: لماذا يبتلي الله المقربين له أكثر من غيرهم؟ 

لا أخفي عليك يا صديقي العزيز أني فكرت في المسألة كثيرا وقرأت فيها كثيرا ولم أصل إلى معناها القريب أي الحسي والنفسي إلا بمناسبة كورونا. 

عندما حل بنا هذا الوباء خضت وتجادلت فيه مع كثير من الناس ولكن واحدا منهم عبر عنه بأكثر دقة في اعتقادي، قال: "إن هذا الوباء الذي صنعوه لنا أفسد علينا طعم الحياة، إن الحياة لم تعد تحلو!"

وهذا هو هدف الله بالضبط مع أوليائه، وهو ألا يترك الحياة تحلو في عيونهم فيطمئنوا بها وينسوا الآخرة 😊

وذلك لأن من رحمته عز وجل ألا يترك أولياءه ينسون الآخرة وينغمسون في الدنيا فيخسروا، وهو يذكرهم دائما وفي كل مرة، ومن خلال ابتلاء هنا وابتلاء هناك، أن هذه الدنيا ناقصة وليست هي المستقر وإنما الحياة الحقة تكون في الآخرة 😊 لذا يرى العارفون بالله أن ابتلاءات الله هي من فيض رحماته 😊


©جميع الحقوق محفوظة للكاتب محسن الهذيلي
mohsenhedili2@gmail.com
©حقوق التصوير محفوظة للمصور نبيل الرواحي

nalrawahi@hotmail.com

تعليقات