عمارة القلب عمارة الإنفتاح 18





بقلم: محسن الهذيلي 

كيف تنعم بالطبيعة؟

إن الطبيعة البكر، أي كما أنشأها خالقها ضمن توازناتها العجيبة والباهرة، قادرة وحدها أن تأخذك في ربوعها الواسعة بفعل الجلوس أو المكوث فيها لبعض الوقت والتفكر في جمال مكوناتها، كل مكوناتها التي يمكنك أن تعانقها من خلال جمهور حواسك.

فعندما تزور الغابة أو الواحة أو حتى حديقة صغيرة في جزء من بيتك، فإنه يمكنك أن تمتع سمعك بزقزقة العصافير وتشم عطر الورد وتخبر الظل الظليل وأنت تقبع تحت الأشجار. وإن اتفق وكانت هذه الأخيرة مثمرة فإنه يمكنك أن تمد إلى الثمار يدك وتتذوق من طعمها. 

كل هذه الأجواء الطبيعية قادرة على الولوج بالنفس الإنسانية ضمن جاذبية جمال المكان الطبيعي، وذلك لما فيه من تناسق عجيب أولا، ولاستجابته ثانيا لحاجات نفس الإنسان الفطرية.

وكم يكون الوعي بهذا المكان الطبيعي أكبر وأرقى، عندما ينبني تأملك للطبيعة وإنصاتك لأصواتها والاستجابة لألوانها وعطرها ومذاقاتها على ذكر لله تطمئن معه النفس لتتسع ولا تضيق بكل ذلك الزخم الطبيعي الرباني الذي يبدو في ظاهره خاليا من شروط الحضارة ومفهومها للرفاهية..

تعليقات