الفناء أجمل حيز بعد الحديقة!



بقلم: محسن الهذيلي 


لا أذكر الحديقة 

لا أذكر أشياء كثيرة عن طفولتي

لكنني أذكر الفناء

أذكر أنني كنت أحب

أن أستلقي على ظهري

في الفناء

في فناء

بيت جدي

وحدي

أسمع

حديث النساء في المجلس

وأشم رائحة الطعام

فُوقْ النّارْ

وأطالع الخُرْطِيفَةْ في السماء

والنجوم

حين تأوي إلينا

في الفناء.. 

ثم أنام في مكاني

وأُغَطَّى.. 

في الصباح

تأتي الشمس

فيُنْشَرُ لها الفلفل الأحمر المْقَصَّبْ

وبساط من كسكسي

ويُأخَذ الصبي إلى الداخل

ليكمل نومه في فراش جده

في هدوء المجلس

تأتيه أصوات النساء

من بعيد

من بعد

الفناء

من السْقِيفَةْ..

عندما يشم عبق شوي

الفلفل والطماطم

يعرف أن عليه

أن يقوم

يتخطى جده النائم في الفراش

وعندما

ينزل أخيرا

من السرير

وتمس قدماه برودة الجليز

يتخفف من رهبته

يفتح الباب على الفناء

ويجري إلى السقيفة..

😊🌿

تعليقات