السيرة النبوية قصص 2: من طاعة الصحابة لرسول الله

 


اختيار: محسن الهذيلي 

قصتان وقعتا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبينان بشكل معبر وجميل وباهر مدى الطاعة التي كان يتحلى بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تجاهه صلى الله عليه وآله وسلم 🌿

ففي الحادثة الأولى لم يحتج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأكثر من كلمة، وجاءت في شكل سؤال إستنكاري، حتى رجع الصحابي عن موقفه وأعلن لرسول الله صلى الله عليه وآله بالقول وبالفعل طاعته والالتزام بما أراده، وهو لم يذكره أو يتلفظ به حتى، وإنما أشار إليه بمجرد سؤال.. 


في القصة الثانية لم يحتج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إلى الكلمة أو السؤال الاستنكاري، وإنما بمجرد دعوة الصحابي باسمه والإشارة إليه بيده حتى التزم الصحابي ما أراده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلن بالقول وبالفعل طاعته له ورجوعه إلى ما أراد 🌿

القصة الأولى: عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صوت خصوم بالباب، عالية أصواتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء (أي كان يدعوه أن يتساهل معه في شيء). وهو يقول: والله لا أفعل. فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهما. فقال: "أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟" قال: أنا، يا رسول الله، فله أيّ ذلك أحب.

رواه الشيخان


القصة الثانية:

عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه (أي طلب منه أن يرد له ما أقرضه)، في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في المسجد، فارتفعت أصواتهما، حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى كشف سجف حجرته. ونادى كعب بن مالك. فقال: يا كعب!"فقال: لبيك يا رسول الله، فأشار عليه بيده أن ضع الشطر من دينك. قال كعب: قد فعلت يا رسول الله! قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قم فاقضه" (أي نصف الدين، وهو يخاطب هنا الذي عليه الدين).

رواه الشيخان

😊🌿

تعليقات