السيرة النبوية قصص 7: تعامله صلى الله عليه وآله وسلم مع الأسير




هذه قصة أخرى تروي لنا سلوكا آخر لسيد الأنام رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكيف يتعامل مع الأسرى

ولكن الأسير في هذه القصة ليس أي أسير إنه سيد أهل اليمامة. ثمامة ابن أثال. 

لقد اختار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأسره وسط الناس وفي أكثر الأماكن أنسا. لقد ربطه الصحابة رضي الله عنهم بسارية من سواري المسجد. 

لقد كان مستأنسا وفي نفس الوقت يرى ويسمع كل شيء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن رسالته وتعاطيه مع أصحابه وعبادتهم لله

أي إن سيد أهل اليمامة الذي لابد أن يكون رجلا صاحب علم وحكمة ودراية أسكنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وسط مدرسة الرسالة لثلاثة أيام كما سنرى في الحديث. 

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمدا ذلك. وهو ما سنستشفه من القصة. 

فماذا كان هدفه وماذا حدث في الأخير؟

ما حدث سنقرأه في هذه القصة التي رواها الشيخان وآخرون

😊

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة ابن أثال، سيد أهل اليمامة، فربطوه بسارية من سواري المسجد. فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "ماذا عندك يا ثمامة؟!" فقال: عندي، يا محمد! خير إن تقتُل تقتُل ذا دم (أي ابن عم أو من له عصبة ينتقمون له). وإن تنعم تنعم على شاكر. وإن كنت تريد المال فسلْ تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى كان بعد الغد. فقال: "ما عندك يا ثمامة؟! " قال: ما قلت لك. إن تنعم تنعم على شاكر. وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فتركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى كان الغد. فقال:" ماذا عندك يا ثمامة؟! " فقال: عندي ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أطلقوا ثمامة". فانطلق إلى نخل قريب من المسجد. فاغتسل. ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. يا محمد! والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وأمره أن يعتمر. فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا. ولكنني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولا، والله، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

متفق عليه 

😊🌿

تعليقات