السيرة النبوية قصص 10




بقلم: محسن الهذيلي 

إنها قصة طريفة وفيها كل شروط القصة وبناءها وعناصرها النضرة😊 وهي حديث في البخاري.

ولكن قبل أن أسرد عليكم الحديث أريد أن أذكركم بشيء.. وهو للتمهيد ليس إلا.. 

لقد كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرسل أحد أصحابه ليصلي بالناس في أماكن بعيدة عن مسجده صلى الله عليه وآله وسلم وكان من دأبه أيضا وذلك لقيمة الصلاة وأهميتها في قلوب وحياة الناس أن يستمع بعد ذلك باهتمام لملاحظات المصلين في إمامهم.. وكلنا نعرف ذلك الحديث المشهور الذي اشتكى فيه المصلون من إمامهم لأنه يطيل عليهم في القراءة وقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتوبيخه.. 

في هذه القصة الإمام أتى أمرا آخر لقد كان يصلي بالناس في مسجد قباء ويقرأ لهم في كل ركعة سورة الإخلاص دون أن يكتفي بها وإنما يقرأ معها دائما سورة أخرى.. 

فسورة الإخلاص هو يقرأها ولكن لا يحتسبها.. 

كلمه أصحابه في ذلك فأبى أن يغير سلوكه.. 

اشتكوه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فناداه وسأله مستغربا تصرفه! 

وهنا تأتي النهاية غير المرتقبة وهو ما جعل الحديث يشبه القصة الجميلة وما تتزين به من مفاجآتها.. 

المفاجأة الأولى كانت في إجابة الصحابي رضي الله عنه أما المفاجأة الثانية والتي تجيئ لذيذة شاهقة وفي غير السياق طبعا، فهي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للصحابي.. 😊

لنستمع الآن للحديث ونرى بقية القصة وأنا متأكد أنها ستبكي بعضكم 😊

يقول الحديث الذي رواه البخاري:

"كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء. وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح ب(قل هو الله أحد) حتى يفرغ منها. ثم يقرأ سورة أخرى معها. وكان يفعل ذلك في كل ركعة. فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى؟ فإما تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها. إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره. فلما أتاهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبروه الخبر فقال: "يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟" فقال: إني أحبها. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "حبك إياها أدخلك الجنة" 🌿

تعليقات